لا يختلف اثنان على ما شهدته محافظة عدن خلال السنوات الماضية من تطورات في شتى مجالات الحياة عكست نفسها على الاعداد الصحيح لجاهزية البنية التحتية لمحافظة عدن وبنسبة لا تقل عن «70%» في مجمل الأعمال المنجزة في جميع المجالات يستثنى منها المجالان الصناعي والاستثماري اللذان يكملان بعضهما ولكن نسبة تواجدهما العملي على الواقع ضئيلاً جداً وغير مشجعة وغير ما كان مأمولاً اقامته في محافظة عدن كعاصمة اقتصادية وتجارية للجمهورية اليمنية وتأتي نسبة ال«70%» من اقامة وانجاز المشاريع السياحية الترفيهية والفندقية ومشاريع شق الطرق وسفلتتها والمشاريع التربوية والتعليمية التي احتلت الصدارة في الانجاز من خلال بناء المدارس لمرحلتي التعليم الأساسي والتعليم الثانوي التي اصبحت منتشرة في كافة مناطق وقرى محافظة عدن كمباني قائمة وموجودة اخذت وقتاً وجيزاً جداً في بنائها، وما شهدته محافظة عدن من تطور في المبنى المدرسي في الكم العددي والكيف المتميز في البناء الحديث والجاهز وهذا بيت القصيد فيما تنفذه المحافظة من مشاريع مدرسية سنوياً من خلال بناء مدارس جديدة أو من خلال هدم وإعادة بناء مدارس كانت قائمة أو من خلال إجراء ترميمات شاملة لمدارس موجودة وكذا إضافات توسعية فخلال العشر السنوات الماضية حظيت محافظة عدن باهتمام خاص بالمشاريع التربوية والتعليمية المنجزة لم تحظ بها محافظة أخرى من حيث العدد ومواصفات وطراز المباني وكذا الجاهزية في المعدات والاثاث وتوفير كل متطلبات التجهيز وبمواصفات وجودة عالية ورغم توفر المبنى المدرسي وبطراز هندسي رائع وتصميمات اروع تضاف إليها العناصر التشويقية الجذابة التي تجذب انظار طلاب العلم كالتشجير الذي يعتبر وسيلة تعليمية حية ومنه فوائد صحية في استنشاق الهواء الطبيعي المشبع بالأوكسجين وكذا دهن الجدران بالوان الطلاء الجدابة إذ ان للألوان تأثير على البشر ومدارس محافظة عدن بنيت على الطراز الهندسي الحديث من ثلاثة واربعة ادوار واقلها دورين في السنوات الأربع الاخيرة ولإنجاز هذه الصروح العلمية الدراسية المكلفة انفقت الدولة مئات الملايين من الريالات لصروح شامخة تتزين بها المحافظة وشهادة للتاريخ فقد كان هناك جنود تسابقوا مخلصين في اعتماد المشاريع المدرسية في طليعتهم ثلاثي عدن ما بعد حرب صيف 1994م طه احمد غانم ويحيى محمد الشعيبي والمحافظ الحالي لعدن احمد محمد الكحلاني ومن خلعهم مدير عام التربية والتعليم السابق الدكتور مهدي علي عبدالسلام والمدير العام الحالي للتربية والتعليم بعدن الدكتور عبدالله محمد حمزة النهاري الذي لم يبخل في استقطاع وقت من اوقاته للقيام بالزيارات الميدانية المستمرة ومتابعة العمل في المشاريع المدرسية أولاً بأول حتى انجازها وهذه العادة الحسنة عودنا عليها منذ ان تولى مهامه في عدن لقيادة التربية والتعليم في عدن فجميع المدارس التي بنيت في عهده كان الدكتور عبدالله النهاري شريكاً فخوراً في انجازها ويبقى الدينامو المحرك لكل تلك المشاريع المنجزة المهندس النشط خالد عبدالوهاب محمد مدير المشاريع المدرسية والتجهيزات في التربية والتعليم بعدن الذي لولاه بحنكته ويقظته وتحركاته ونشاطه وعلاقاته الواسعة التي استغلها لصالح ادراج تلك المشاريع ومتابعة تنفيذها لكانت بعيدة عن هذا الكم العددي من المدارس فمثل هؤلاء الرجال يستحقون التكريم الذي يليق بهم ومن أعلى المستويات. نماذج من المدارس الجديدة ان الصور المرفقة ناطقة وأبلغ من تحكي عن ما تم انجازه على الواقع دون مبالغات أو دجل فهناك مدارس تم بناؤها كالمصموم واللحوم وعبده فاضل والاهدل والعريش والبساتين وخولة بينت الازور وزينب علي قاسم والممدارة بنين والممدارة بنات والفجر وعمران وقعوة ومجمع المنصورة، وحمزة و22 مايو والسنافرو نور الدين قاسم وخالد حيدر وتم اعادة بناء مدارس القادسية و30 نوفمبر وحاتم والعبادي وابن حنبل والشوكاني. . . الخ، بالإضافة إلى المدارس التي احتاجت إلى اضافات وترميمات جميعها تكبدت الدولة فيها مئات الملايين من الريالات وكله في سبيل توفير المبنى المدرسي الجاهز الذي يجد فيه الطالب كل وسائل التعليم متوفرة. عبث وتخريب ونهب مقصود من المؤسف ان اغلب مدارس محافظة عدن اليوم تتعرض إلى العبث بمكوناتها وتخريب محتوياتها ونهب ما يمكن نهبه منها والأمثلة كثيرة لم تعد مخفية كسرقة الأبواب الحديدية الرئيسية ونوافذ الألمنيوم ومراوح سقوف الفصول الدراسية وتخريب حنفيات الحمامات واقتلاع ابوابها وتكسير المفاتيح الكهربائية وسرقة الأسلاك الكهربائية النحاسية وسرقة المواد والأجهزة الفيزيائية والكيميائية من مختبرات بعض المدارس كأجهزة الميكروسكوب، ان ذلك يحدث في عدد من مدارس محافظة عدن يومياً عبث وتخريب ونهب مقصود ومنظم وهو شيء يؤسف له ان يحدث في مواقع مهمتها غرس القيم الاخلاقية التي بدأت تفقد مكانتها في مدارسنا وحلت محلها الممارسات الرديئة والرذيلة وطبعاً يرجع ذلك إلى غياب الدور التربوي في المدرسة وعدم الاهتمام بذلك من الاسرة التربوية والتعليمية فالأيادي العابثة المخربة لا يمكن ان تقوم بأعمالها التخريبية إلا اذا كانت على ثقة من ان التسيب هو سيد الموقف، انه لشيء محزن!!. هوامش - مدارس بلقيس و7 يوليو وعمر المختار وضع سقوفها صعبة وهي تنذر بالخطر فهل تتكرر مصيبة مدرسة الشوكاني التي حدثت في العام الماضي. - عدد من مدارس عدن مازالت بدون مدراء. - إدارة التربية والتعليم في احدى المديريات لم يعين لها مدير منذ عام. - لم يتم البث في التغييرات في الإدارات المدرسية للعام الثاني على التوالي بسبب التدخلات الحزبية. - لم يتم حتى الآن تقييم النتيجة العامة النهائية للثانوية العامة والتعليم الأساسي في محافظة عدن بسبب الرسوب الفاضح وما خفى كان أعظم والحليم يكفيه ما اوردناه.