قال رئيس الوزراء العراقي/ عادل عبد المهدي إنه سيرفع إلى مجلس النواب طلب الاستقالة من رئاسة الحكومة، ليتسنى للمجلس إعادة النظر في خياراته، وذلك عقب أسابيع من الاحتجاجات الدامية، بينما أسفرت المواجهات في الناصرية عن سقوط عشرين قتيلا. وأضاف عبد المهدي أمس الجمعة إنه يسعى بذلك إلى الحيلولة دون انزلاق البلاد إلى مزيد من العنف والفوضى. وتابع "استمعت بحرص كبير إلى خطبة المرجعية الدينية العليا اليوم وذكرها أنه بالنظر للظروف العصيبة التي يمر بها البلد، وما بدا من عجز واضح في تعامل الجهات المعنية مع مستجدات الشهرين الأخيرين بما يحفظ الحقوق ويحقن الدماء، فإن مجلس النواب الذي انبثقت منه الحكومة الراهنة مدعوّ إلى أن يعيد النظر في خياراته بهذا الشأن ويتصرف بما تمليه مصلحة العراق والمحافظة على دماء أبنائه، وتفادي انزلاقه إلى دوامة العنف والفوضى والخراب". إلى ذلك أفاد مصدر في مجلس الوزراء العراقي، أمس الجمعة، بأن الأمين العام للمجلس حميد الغزي، استقال من منصبه. يأتي ذلك عقب ساعات من إعلان رئيس الحكومة عادل عبد المهدي، عزمه تقديم استقالته إلى البرلمان على خلفية الاحتجاجات التي تشهدها البلاد. وقال المصدر، مفضلا عدم الإشارة لاسمه، إن “الأمين العام لمجلس الوزراء حميد الغزي، والمنتمي إلى التيار الصدري، استقال من منصبه على خلفية أحداث مدينتي الناصرية والنجف”. والغزي هو خامس مسؤول حكومي وأمني يقدم استقالته من منصبه، بعد محافظ ذي قار ونائبه وقائد شرطة ذي قار، وأحد أعضاء مجلس محافظة النجف جنوبي البلاد. استجابة وفرح وذكر أنه "استجابة لهذه الدعوة وتسهيلا وتسريعا لإنجازها بأسرع وقت، سأرفع إلى مجلس النواب الموقر الكتاب الرسمي بطلب الاستقالة من رئاسة الحكومة الحالية، ليتسنى للمجلس إعادة النظر في خياراته، علما أن الداني والقاصي يعلم بأنني سبق وأن طرحت هذا الخيار علنا وفي المذكرات الرسمية، وبما يحقق مصلحة الشعب والبلاد". وعقب إعلان عبد المهدي عن هذه الخطوة هتف محتجون فرحا بساحة التحرير في بغداد، وقالت مصادر إعلامية إن أجواء من البهجة تعمّ العاصمة بغداد، مشيرة إلى أن مطلب الاستقالة على رأس أولويات المتظاهرين، و أن المحتجين وصفوا ما حدث بالانتصار لحراكهم الشعبي المستمر منذ خمسة أسابيع. حصيلة ثقيلة ميدانيا، قالت مصادر طبية ومحلية إن عشرين شخصا قتلوا أمس الجمعة في مواجهات مع قوات الأمن بمدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار جنوبي البلاد، بينما أصيب أكثر من ثمانين آخرين بجروح.. وكان 55 قتيلا قد سقطوا في المظاهرات التي شهدتها مدن عراقية أمس الأول. وفي سياق متصل، قدم قائد شرطة ذي قار في العراق محمد زيدان القريشي، أمس الجمعة، استقالته من منصبه على خلفية أعمال العنف الدامية التي شهدتها المحافظة الواقعة جنوبيالعراق خلال اليومين الأخيرين. وأفاد التلفزيون الرسمي العراقي بأن القريشي المعروف باسم "أبو وليد" قدم استقالته من منصبه على خلفية الأحداث الأخيرة في ذي قار. وفي النجف جنوبيالعراق، قالت مصادر طبية إن حصيلة ضحايا المواجهات بين المتظاهرين والقوات الأمنية ارتفعت إلى ثمانية عشر قتيلا وأكثر من أربعمئة جريح. وأضافت المصادر أن قوة مسلحة أطلقت النار على متظاهرين تمكنوا من الوصول إلى قبر محمد باقر الحكيم، الرئيس السابق للمجلس الإسلامي الأعلى، قرب ساحة ثورة العشرين وسط النجف. وبذلك يرتفع عدد قتلى الاحتجاجات التي تشهدها محافظاتجنوبالعراق، منذ الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلى أكثر من 350 قتيلا. واشنطن تحض قادة العراق من جانبها دعت الولاياتالمتحدة، أمس الجمعة، قادة العراق للاستجابة لمطالب المتظاهرين “المشروعة” بعدما أعلن رئيس الوزراء عادل عبد المهدي عزمه على الاستقالة. وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية “نشارك المتظاهرين أسباب قلقهم المشروعة”، مضيفة “نواصل حض الحكومة العراقية على المضي قدمًا بالإصلاحات التي يطالب بها الشعب وبينها تلك المرتبطة بالبطالة والفساد وإصلاح النظام الانتخابي”، بدون أن تتطرق مباشرة إلى قرار رئيس الوزراء.