قصة واحدة من أصعب الليالي في حياتك لا يمكن أن تنساها إذا كتبت مذكراتك، وهذا ما لم يغفله جورجيو كيليني في سيرته الذاتية، حين تحدث عن الفوز أمام ريال مدريد 3-1 في البيرنابيو عام 2018، مع خروج يوفنتوس بحكم خسارته ذهابا في تورينو 3-0، ليتحدث كيليني عن كواليس تلك المباراة وبالأخص ركلة الجزاء الأخيرة. وأكد كيليني أن يوفنتوس آمن بالقدرة على العودة خصيصًا في ظل غياب سيرجيو راموس، فقال: (لقد كان حافزنا عاليًا، قبل المباراة بيومين، كنا نتحدث أنا وبارزالي وبوفون عن العودة ولو بإيمان نسبي، ولكننا صدقنا ذلك، حينما سجلنا هدفين أدركنا أن مدريد سينتابه الخوف). فريق السيدة العجوز أيضا سجل الثالث، ولكن حلمه تبخر في النهاية حينما سجل كريستيانو رونالدو ركلة جزاء من عرقلة مهدي بن عطية للوكاس فاسكيز، ركلة جزاء لا يزال كيليني غير متقبل لها، وعنها قال في سيرته الذاتية: (أعتقد أن ركلة جزاء في الدقيقة 94 يجب أن تمنح في الحالات المؤكدة التي لا لبس فيها، ولكننا لم ندر الأمور كلها بشكل جيد، كان خطأ منّا عقب احتساب الركلة).. مشيرًا ربما إلى اعتراض جيانلويجي بوفون على حكم اللقاء مايكل أوليفر ما تسبب في تعرضه للطرد وإقحام تشيزني بدلًا منه. قرار مايكل أوليفر تسبب في غضب عارم من (اليوفنتيني) ما أصبح الآن من التاريخ، واعترف كيليني قائلًا: (أنا وبوفون لم نتصرف بشكل جيد وبعثرنا الأوراق، ولكن ركلة جزاء قد تمنح قبل 10 دقائق من النهاية، أو في الشوط الثاني، أما في الدقيقة 93 و50 ثانية فلابد ألا يكون هناك أي شك، ونحن في الملعب أدركنا أن التدخل ليس واضحًا). مدافع السيدة العجوز في تلك اللحظات اندفع ناحية فاران قائلًا: (أنتم تدفعون.. أنتم تدفعون.. أنتم تدفعون) في إشارة إلى اتهام ريال مدريد بإعطاء الرشوة، ولكنه قال في كتابه: (لقد كانت كلمات خاطئة، رد فعل خاطئ في نهاية كارثية.. لا أكثر). ولا تزال السيرة الذاتية للمدافع الإيطالي المخضرم جورجيو كيليني تتصدر العناوين، مدافع يوفنتوس انتقد بالوتيلي وفيليبي ميلو، وكشف نقطة ضعف أرتورو فيدال وهي الكحوليات، ولم ينس الحديث أيضًا عن أحد أهم المدافعين الحاليين في العالم، سيرجيو راموس. وصف كيليني راموس بأنه المدافع الأفضل في العالم، قائلًا: (يستطيعون القول إنه مندفع، وليس تكتيكيا بما يكفي، وذلك لأنه يتسبب في 8-10 أهداف كل موسم، بينما لو تسبب في هدفين أو ثلاثة فقط لما شكل الأمر فارقًا، الأمر واضح، إنه لاعب ذو جودة ممتازة ويستطيع اللعب كمهاجم حتى، إنه النمط المضاد لي في الدفاع لكنه يملك سمتين بارزتين لا يملكهما غيره). واستطرد كيليني موضحًا الخاصيتين فقال: (الأولى هي معرفة كيفية اتخاذ القرارات المصيرية في المباريات الهامة، والاصطدام في وجه ذلك بأي منطق، حتى منطق الإصابات التي يتسبب بها لغيره). وأضاف: (لقطة صلاح في نهائي دوري أبطال أوروبا كانت الأبرز لما أقول، سيرجيو كان معلمًا فيها، لقد قال دومًا إنه لم يتعمدها، ولكنه كان يعلم أن السقوط على هذه الشاكلة سيتسبب فيما حدث، 9 مرات من أصل 10 يسقط فيها الخصم بهذا الشكل، سوف ينكسر بها ذراعه). أما الشيء الثاني الهام الذي يمتلكه راموس في وجهة نظر كيليني فهو (القوة التي يواكب بها حضوره في الملعب) قائلًا: (من دونه، يبدو نجوم بحجم فاراني وكارفاخال ومارسيلو كالأطفال الذين يلعبون في درجة أدنى، ومن دون راموس، يصبح ريال مدريد فريقًا لا يدافع) ومثّل المدافع الدولي الإيطالي بهزيمة أياكس في 2019، مؤكدًا: (بعد الجولة الأولى منحوه يومين قبل أن يتم معاقبته نظرا لتعمده الحصول على بطاقة صفراء، لقد قال إنك لابس أن تختار مثل تلك القرارات في الحياة لتأمين نفسه في مشوار البطولة، مع راموس في البيرنابيو، كان ممكنا ألا يستقبل ريال مدريد 3 من أصل الأهداف الأربعة التي استقبلها).