نقابة الصحفيين اليمنيين تطلق تقرير حول وضع الحريات الصحفية وتكشف حجم انتهاكات السلطات خلال 10 سنوات    استمرار انهيار خدمة الكهرباء يعمّق معاناة المواطنين في ذروة الصيف في عدن    3 عمليات خلال ساعات.. لا مكان آمن للصهاينة    فعاليات للهيئة النسائية في حجة بذكرى الصرخة ووقفات تضامنية مع غزة    - اعلامية يمنية تكشف عن قصة رجل تزوج باختين خلال شهرين ولم يطلق احدهما    - حكومة صنعاء تحذير من شراء الأراضي بمناطق معينة وإجراءات صارمة بحق المخالفين! اقرا ماهي المناطق ؟    شاب يمني يدخل موسوعة غينيس للمرة الرابعة ويواصل تحطيم الأرقام القياسية في فن التوازن    بدعم كويتي وتنفيذ "التواصل للتنمية الإنسانية".. تدشين توزيع 100 حراثة يدوية لصغار المزارعين في سقطرى    قرار جمهوري بتعيين سالم بن بريك رئيساً لمجلس الوزراء خلفا لبن مبارك    غرفة تجارة أمانة العاصمة تُنشئ قطاعا للإعلان والتسويق    "ألغام غرفة الأخبار".. كتاب إعلامي "مثير" للصحفي آلجي حسين    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    إنتر ميلان يعلن طبيعة إصابة مارتينيز قبل موقعة برشلونة    منتخب الحديدة (ب) يتوج بلقب بطولة الجمهورية للكرة الطائرة الشاطئية لمنتخبات المحافظات    أزمة اقتصادية بمناطق المرتزقة.. والمطاعم بحضرموت تبدأ البيع بالريال السعودي    عدوان أمريكي يستهدف محافظتي مأرب والحديدة    وزير الخارجية يلتقي رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر    تدشين التنسيق والقبول بكليات المجتمع والمعاهد الفنية والتقنية الحكومية والأهلية للعام الجامعي 1447ه    وفاة عضو مجلس الشورى عبد الله المجاهد    اجتماع برئاسة الرباعي يناقش الإجراءات التنفيذية لمقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية    الطيران الصهيوني يستبيح كامل سوريا    مصر.. اكتشافات أثرية في سيناء تظهر أسرار حصون الشرق العسكرية    اليمن حاضرة في معرض مسقط للكتاب والبروفيسور الترب يؤكد: هيبة السلاح الأمريكي أصبحت من الماضي    قرار بحظر صادرات النفط الخام الأمريكي    أزمة جديدة تواجه ريال مدريد في ضم أرنولد وليفربول يضع شرطين لانتقاله مبكرا    الحقيقة لا غير    القاعدة الأساسية للأكل الصحي    أسوأ الأطعمة لوجبة الفطور    سيراليون تسجل أكثر من ألف حالة إصابة بجدري القردة    - رئيسةأطباء بلاحدود الفرنسية تصل صنعاء وتلتقي بوزيري الخارجية والصحة واتفاق على ازالة العوائق لها!،    الفرعون الصهيوأمريكي والفيتو على القرآن    الجنوب يُنهش حتى العظم.. وعدن تلفظ أنفاسها الأخيرة    مليشيا الحوثي تتكبد خسائر فادحة في الجفرة جنوب مأرب    إعلان عدن التاريخي.. نقطة تحول في مسار الجنوب التحرري    المستشار سالم.. قائد عتيد قادم من زمن الجسارات    استشهاد نجل مستشار قائد محور تعز العميد عبده فرحان سالم في مواجهات مع المليشيا    اسعار الذهب في صنعاء وعدن السبت 3 مايو/آيار2025    الأرصاد يتوقع استمرار هطول الامطار ويحذر من التواجد في بطون الأودية    إصلاح الحديدة ينعى قائد المقاومة التهامية الشيخ الحجري ويشيد بأدواره الوطنية    عدوان مستمر على غزة والاحتلال بنشر عصابات لسرقة ما تبقى من طعام لتعميق المجاعة    مانشستر سيتي يقترب من حسم التأهل لدوري أبطال أوروبا    خلال 90 دقيقة.. بين الأهلي وتحقيق "الحلم الآسيوي" عقبة كاواساكي الياباني    الهلال السعودي يقيل جيسوس ويكلف محمد الشلهوب مدرباً للفريق    اللجنة السعودية المنظمة لكأس آسيا 2027 تجتمع بحضور سلمان بن إبراهيم    احباط محاولة تهريب 2 كيلو حشيش وكمية من الشبو في عتق    سنتكوم تنشر تسجيلات من على متن فينسون وترومان للتزود بالامدادات والاقلاع لقصف مناطق في اليمن    صحيفة: أزمة الخدمات تعجّل نهاية التعايش بين حكومة بن مبارك والانتقالي    الفريق السامعي يكشف حجم الاضرار التي تعرض لها ميناء رأس عيسى بعد تجدد القصف الامريكي ويدين استمرار الاستهداف    وزير سابق: قرار إلغاء تدريس الانجليزية في صنعاء شطري ويعمق الانفصال بين طلبة الوطن الواحد    الكوليرا تدق ناقوس الخطر في عدن ومحافظات مجاورة    غزوة القردعي ل شبوة لأطماع توسعية    الإصلاحيين أستغلوه: بائع الأسكريم آذى سكان قرية اللصب وتم منعه ولم يمتثل (خريطة)    من يصلح فساد الملح!    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    جازم العريقي .. قدوة ومثال    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«غريفيث» ونسيج تحالفاته..خيوط تطوق عنق الشرعية اليمنية والتحالف
نشر في أخبار اليوم يوم 04 - 07 - 2020

استطاع غريفيث فتل خيوط الصراع المعقدة في اليمن ونسج خيوط تحالف محلية واقليمية، تهدف إلى إقصاء الشرعية اليمنية والتحالف العربي بقيادة السعودية من خارطة النفوذ باليمن.
يقول فريدريش نيتشه، أن «المُنحطّون في حاجة إلى الكذب.. إنه إحدى شروط بقائهم».
هي مقولة تنطبق مع فلسفة المبعوث الأممي «مارتن غريفيث»، في إدارته للملف اليمني المعقد، والذي يبدوا أنه صممها بشكل يشفع لكذبة وخداعة بأن يبدو صادق، لتفادي أخفقاته المتكررة، وفشله في إحداث أي اختراق سياسي بينفلسفة تعتمد على الانحطاط وغير الحياد، لتأجيج الصراع في اليمن وإطالة أمد الحرب، من خلال العزف على سيمفونيات السلام، لقلب المعادلات السياسية والعسكرية باليمن، وخلط حسابات الحكومة الشرعية والتحالف العربي، يقول فريق أخر.
إستراتيجية الانحطاط والكذب المتبعة من قبل «غريفيث»، اعتمدت على الثقل الدولي والأممي لمهمة المبعوث الأممي إلى اليمن، بالإضافة إلى التقاربات الدولية المحرمة الساعية إلى إعادة تركّب خارطة النفوذ باليمن، بحيث تكون فيها الشرعية اليمنية خارج المعادلة، من خلال تجاوزه للقرارات الأممية والمرجعيات الأساسية، تجعل منها الحلقة الأضعف من جهة، ومن جهة أخرى يغدو فيها الانقلابيين المدعومين إيرانيا وإماراتيا، هم الحلقة الأقوى في مشهد الحرب الذي بدأت أركانه بالاختمار.
في هذه الورقة تناقش صحيفة «أخبار اليوم» دلالات زيارة المبعوث الأممي إلى العاصمة السعودية الرياض استأنف مشاوراته لإحياء عملية السلام المتعثرة، ووقف الحرب، وذلك على وقع تصعيد عسكري واسع بين قوات الجيش الوطني ومليشيا الحوثي الانقلابية.
* الحج نحو الرياض
مؤمن بتحركات أسلافه الأوروبيين، خصوصاً من بلاده بريطانيا التي تتولى مهمة «حاملة القلم» في الشأن اليمني في مجلس الأمن، استأنف المبعوث الأممي «مارتن غريفيث»، مشاوراته لإحياء عملية السلام المتعثرة، ووقف الحرب، وذلك على وقع تصعيد عسكري واسع بين قوات الجيش الوطني ومليشيا الحوثي الانقلابية في عدد من جبهات القتال وخصوصا مأرب، شرقي البلاد، والمتزامنة مع المعارك العنيفة بين قوات الجيش الوطني ومليشيا مايعرف بالانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا جنوب البلاد.
تحركات غريفيث سبقها ترتيبات أوربية وبريطانية في أروقة مجلس الأمن، لتمهيد الطريق للمبعوث الأممي المتهم من قبل عدد من مسؤولي الشرعية والتحالف العربي بالوسيط إل «غير محايد».
وفي وقت سابق قدم المبعوث الأممي، مسودة مقترحاته للسلام في اليمن لطرفي الأزمة الشرعية ولانقلابيين الحوثيين قبل أشهر، حيث وافقت عليها الحكومة الشرعية، في حين رفض الحوثيون تلك المقترحات وطالبوا بتعديلها ووضع شروط إضافية.
والاثنين، وصل المبعوث الأممي إلى الرياض، ضمن المساعي الأممية والدولية الرامية إلى وقف إطلاق النار في اليمن والدخول في مشاورات تفضي إلى حل سلمي لأزمة البلاد.
ويوم الأربعاء الماضي قدم المبعوث الأممي لليمن مارتن غريفيث خلال لقاء جمعه مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في الرياض، مسودة المشروع المعدل للحل الشامل في اليمن.
ويوم الخميس 2 يوليو 2020 انتقل المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، للعاصمة العمانية مسقط، بحثا عن دعم لمسودة مشروعة المعدل للحل الشامل في اليمن حسب زعمه.
وتعد مسقط من أبرز اللاعبين الإقليميين في الملف اليمني، كما تستضيف الوفد التفاوضي الحوثي بشكل دائم منذ أواخر العام 2018.
* حرك دولي
وبالتزامن مع جولة «غريفيث»، كثّف سفراء الدول الكبرى من تحركاتهم لدعم خطة وقف إطلاق النار، حيث عقد السفير الأميركي لدى اليمن، كريستوفر هينزل، لقاء مع رئيس البرلمان اليمني، سلطان البركاني، كُرس لمناقشة عملية السلام، وفقا لوكالة «سبأ» الرسمية.
وبتزامن مع زيارة غريفيث للرياض، وضع وزراء خارجية ثلاث دول أوروبية تصوراً لإحلال السلام في اليمن، يتضمن وقفاً لإطلاق النار في كل أرجاء البلاد، وإيصال المساعدات الإنسانية لجميع.
جاء ذلك في مقال مشترك لوزيرة الخارجية السويدية آن ليند، ووزير الخارجية الألماني هيكو ماس، ووزير الخارجية البريطاني دومينيك راب.
وعرض الوزراء تصوُّراً قالوا إن «بإمكان المجتمع الدولي أن يساهم به لأجل إحلال السلام في اليمن».
ونص التصور على أن «يظل وقف إطلاق النار في كل أرجاء اليمن، والتسوية السياسية فيه، أفضل دفاع ضد جائحة كوفيد – 19».
وتضمن التصور أيضاً «إيصال المساعدات الإنسانية لجميع اليمنيين الذين يحتاجون إليها، وللقيام بذلك، تحتاج الأمم المتحدة الآن وبشكل عاجل إلى المزيد من التمويل».
وقال الوزراء في البند الثالث من التصور المطروح، إنه «لا بدّ من تشجيع الأطراف على تنفيذ ما توصلت إليه من اتفاقات، بما فيها اتفاق استوكهولم الذي يدعو إلى الانسحاب المتبادل من مدينة الحديدة الساحلية، واتفاق الرياض».
وأوضح الوزراء في البند الرابع من التصور أنه «إذا كان لليمن أن يتعافى فعلاً من جائحة كوفيد - 19، فلا بد من أن يبقى اقتصاده الهش حالياً على قيد الحياة، فالعواقب غير المباشرة لفيروس كورونا قد تكون أكثر حدَّة من تأثيره المباشر».
في المقابل لم يتطرق التصور الموضوع من قبل وزراء خارجية الدول أوروبية، إلى انهاء الانقلاب الحوثي الموعوم إيرانيا، وانقلاب الانتقالي الممول إماراتيا، في تجاوز خطير لمرجعيات الشرعية اليمنية.
إلى ذلك كثّفت بريطانيا وفي أواخر يونيو الماضي، من تحركاتها مع طرفي النزاع اليمني الحكومة الشرعية والانقلابيين الحوثيين، لفرض خارطة الحل السياسي، وذلك على وقع التصعيد العسكري.
وأجرى وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا، جيمس كليفرلي، الخميس، مباحثات منفصلة مع وزير الخارجية اليمني، محمد الحضرمي، وكبير المفاوضين الحوثيين، محمد عبدالسلام، كُرست لمناقشة المسار السياسي وسبل الدفع به إلى الأمام، وفقاً لوسائل إعلام رسمية حكومية وحوثية.
* كواليس الحراك
قبل وصول غريفيث قالت الحكومة الشرعية، إن التغاضي الأممي وعدم اتخاذ موقف رادع وواضح على تصعيد ميليشيا الحوثي الانقلابية ورفضها لكل فرص الحل السياسي وتخفيف معاناة المواطنين، يشجعها على المزيد من التمادي، وشددت على أن غض الطرف من قبل المبعوث الأممي على نهب الحوثيين إيرادات البنك المركزي في الحديدة في خرق للاتفاقات التي رعاها بهذا الخصوص أمر غير مقبول.
وذكرت مصادر سياسية، أن المبعوث سيعمل خلال تواجده في الرياض على إيجاد حل للأزمة الناشئة عن سطو ميليشيا الحوثي على الأموال الخاصة برسوم شحنات النفط في البنك المركزي والتي اتفق على أن تورد لصالح رواتب الموظفين، كما سيعمل على طرح أفكار يسعى من خلالها إلى تعديل خطته لإيقاف الحرب والتي قوبلت بالرفض من قبل ميليشيا الحوثي.
في خضم ذلك كشفت مصادر إعلامية يمنية عن الأسباب الخفية التي تقف خلف تحركات غريفيث ومسودة مقترحاته للسلام المزعومة.
المصادر قالت أن غريفيث، ومن خلفه بريطانيا وبعض الدول الأوروبية، تحاول اقتناص فرصة حالة التشظي الذي يعاني منها المعسكر المناهض للمشروع الإيراني باليمن، التحالف العربي والشرعية اليمنية، وحالة الصراع فيما بينهم في محافظة أبين وسقطرى، لتقديم تنازلات إضافية لصالح حلفاء إيران باليمن، وتمويل وكلاء الأخير باليمن، من خلال تهريب الأسلحة، لديمومة الجماعة الانقلابية في معاركها ضد التحالف والشرعية.
وبحسب المصادر فإن غريفيث، ضغط على الحكومة الشرعية لتقديم تنازلات في ملف استيراد المشتقات النفطية إلى مناطق الانقلابيين الحوثيين من خلال السماح بدخول عدد من السفن، ودعم إجراء أي تعديلات على الآليات التنفيذية للقرار 75 بتنظيم عملية استيراد الوقود، وسط أزمة حادة بالمشتقات النفطية تشهدها صنعاء وباقي مناطق سيطرة الحوثيين أدت إلى شلل شبه تام بالحياة العامة.
هذه الضغوط والتحركات السياسية تربطها المصادر، بالتزامن مع عمليات تهريب للأسلحة الإيرانية للانقلابيين الحوثيين، من خلال شماعة المشتقات النفطية، والتمويه على التحالف العربي وقوات الجيش الوطني لتمرير شحنات أسلحة للمتمردين الحوثيين.
وفي 1 يوليو كشف المتحدث باسم القوات اليمنية المشتركة في الساحل الغربي، العقيد وضاح الدبيش، الأربعاء إنه تم ضبط قارب على متنه أسلحة كانت في طريقها إلى جماعة الحوثيين.
وأضاف الدبيش أن قوات خفر السواحل اليمنية قطاع البحر الأحمر ضبطت، يوم الثلاثاء الماضي، قارب تهريب على متنه قطع أسلحة متنوعة منها ذخائر ومسداسات وقطع أخرى كانت في طريقها إلى جماعة الحوثيين، بحسب وكالة أنباء الصين «شينخوا».
وكانت قوات التحالف العربي بقيادة السعودية أعلنت يوم الثلاثاء الماضي، ضبط أسلحة ايرانية كانت في طريقها للحوثيين في عمليتين مختلفتين، إحداهما قبالة سواحل المهرة.
وقالت قناة «العربية» إن عملية الضبط الأولى كانت في 17 أبريل الماضي، في مدينة المهرة، (شرقي اليمن) على الحدود مع سلطنة عمان، فيما اكتفت بالإشارة إلى تاريخ العملية الثانية ال 24 من يونيو الجاري دون تفاصيل
وأشارت القناة، إلى أن من بين الأسلحة التي تم ضبطها مضادات حرارية وأجهزة لتوجيه «الدرون».
فريق آخر يرى أن تحركات غريفيث وحلفائه في الاتحاد الأوربي الذي تربطهم علاقات حميمة غير شرعية مع النظام الإيراني عقب الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي، تهدف إلى تكرار سيناريو اتفاق السويد في محافظة الحديدة، في محافظة البيضاء ومأرب والجوف الذي تتكبد فيه المليشيا الحوثية خسائر بشرية ومادية كبيرة.
رواد هذا الفريق يعتبر أن تكرار سيناريو اتفاق السويد، في هذا الوقت الحساس الذي تعاني فيه الشرعية اليمنية من حالة التشظي نتيجة الأطماع الإماراتية في الجنوب اليمني، والخذلان السعودي لها عبر مايعرف باتفاق الرياض، يعني إعادة ترتيب صفوف المليشيا الحوثية من جديد لاقتحام أخر معاقل الشرعية في محافظة مأرب الغنية بالنفط، خاصة وأن هذه المباحثات التي يجريها المبعوث الأممي تزامنت مع عمليات تهريب إيرانية ضخمة للأًسلحة إلى الميلشيا الحوثية الانقلابية، لتمويل هذه المعركة المرتقبة، تحت ذريعة المشتقات النفطية.
* اللعب على التناقضات
يسعى المبعوث الأممي «مارتن غريفيت» بدعم من بريطانيا والاتحاد الأوروبي إلى استكمال مهمته في اليمن، والمتمثلة في ترسيخ وكلاء النظام الإيراني والإماراتي باليمن، قبل انتهاء فترة بعثته التي وشكت على الانتهاء، من خلال اللعب على التناقضات.
تناقضات غريفيث حالت في مرات عديدة من تقدم الشرعية على المستوى السياسي والعسكري، على حساب الانقلابيين الحوثيين باليمن، كما حدث في الحديدة وفي محافظة مأرب ونهم والجوف.
ومع دخول لاعب جديد في خارطة الصراع في اليمن ممثل بالانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، وحالة الصراع القائمة بين الأخير والشرعية اليمنية في الجنوب اليمني، بالإضافة إلى قنوات التواصل بين أبوظبي وطهران في الساحة اليمنية، وتعدد اللاعبين الإقليمين في دائرة الصراع التي بدأت تتوسع وتأخذ منحى خطير. .
يحاول المبعوث الأممي اللعب على جميع تلك التناقضات لتقليص النفوذ الحكومي في اليمن، لضمان مستقبله ومستقبل مموليه، على حساب الدولة الوحدة.
في موازاة ذلك أثمرت تناقضات غريفيث بإنتاج تكتل دولية ومحلي لايؤمن بالحكومة الشرعية ومرجعياتها، ويكفر بمشروع التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية لكبح جموح إيران في اليمن.
ويسعى هذا التكتل الذي يضم كلا من بريطانيا ودول في الاتحاد الأوروبي الطامعة بالنفط الإيراني، وروسيا، ودولة الإمارات، إلى:
* إيجاد أرضية مناسبة لتفكيك المرجعيات الأساسية، (مؤتمر الحور الوطني، والمبادرة الخليجية، والقرار الأممي 2216
*إعادة إنتاج الصراع، من خلال التقارب مع الجماعة المسلحة والمليشيات الخارجة عن سلطة الدولة اليمني
*إزاحة الحكومة اليمنية والمملكة العربية السعودية من المعادلة السياسية والعسكرية في جنوب وشمال اليمن
*إعادة تشطير اليمن إلى شمال، بقيادة جماعة الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، وجنوب بقيادة المجلس الانتقالي الموالي لدولة الإمارات، وبعض فصائل الحراك الانفصالي.
* إعادة تركّب خارطة اليمن وتقسيم كعكة النفوذ بين القوى الإقليمية المشاركة في تكتل الرافض للحكومة اليمنية والتحالف العربي بقيادة المملكة..كل تلك التناقضات التي يلعب عليها المبعوث الأممي صعبة المنال مالم يستطيع «غريفيث» من إحداث اختراق سياسي في كيان الشرعية اليمني، يقول مراقبون.
* اختراق الشرعية
يدرك «غريفيث» وممولوه في الكيان الدولي المناهض لمشروع الدولة اليمنية الاتحادية، أن اختراق الشرعية اليمنية يبدأ بتفكيك الأحزاب السياسية ألمؤيدها لها.
لذلك سعى المبعوث الأممي خلال الفترة الأخيرة للتقارب مع تيار أبوظبي في الشرعية اليمنية، لإحداث الاختراق المكمل لبرنامجه ألتفكيكي، من خلال التقارب معها والتعهد له بضمان مستقبلهم السياسي في حال تم إقصاء الشرعية اليمنية والمملكة العربية السعودية من المعادلة في اليمن.
في المقابل كثفت المملكة المتحدة البريطانية من حراكها السياسي مع مايعرف بالانتقالي الجنوبي، وبعض القيادات الموالية لأبوظبي في حزب المؤتمر الشعبي العام.
مساعي بريطانية أممية عبر «غريفيث» بحسب مراقبين تهدف إلى تقريب وجهات النظر بين وكلاء تلك الدول في الداخل اليمن..
حلفاء الانقلاب السابق للمليشيا الحوثية المدعومة إيرانيا المتقارب مع روسيا، وحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يملك علاقات وثيقة مع الإمارات وموسكو من جهة، وبين حلفاء أبوظبي وروسيا في الانتقالي الجنوبي وحزب المؤتمر الشعبي العام المؤيد للشرعية اليمنية وبين الانقلابين الحوثيين من جهة أخرى.
يقول المراقبون إن هذا المساعي التي يسعى إليها المبعوث الأممي وتلك الدولة الرافضة لمشروع الدولة اليمنية، وخاصة في هذا التوقيت الذي تتباين فيها الأجندات السعودية والإماراتية وحالة الصراع الخفي في الجنوب اليمني، والتقارب الإماراتي الإيراني، أن كتب لها النجاح فأن مرجعيات الشرعية اليمنية ستنتهي وستنهي معاها مشروع التحالف العربي بقيادة السعودية لإنهاء النفوذ الإيراني باليمن.
* الخلاصة:
تتشابك خيوط الصراع في اليمن، لكن «مارتن غريفيث» خلال فترة عمله كمبعوث أممي في اليمن، استطاع فتل خيوطها المعقدة ونسج خيوط من التحالف المحلية والاقليمية، التي تهدف إلى إقصاء الشرعية اليمنية والتحالف العربي بقيادة السعودية من خارطة النفوذ باليمن.
نسيج فتل خيوط التقاربات التي قادها «غريفيث»، قد تكون على المدى القريب ملفوف حول عنق الحكومة الشرعية والقيادة في التحالف العربي.
نتائج حتمية لانحراف بوصلة التحالف التي تحارب حلفيها في الشرعية اليمنية، وتشرعن الانقلابات العسكرية، وتبحث عن نجاح أممي في تطبيق قراراته الدولية التي أصدرها مجلس الأمن، وخاصة القرار 2216 لعام 2015 تحت الفصل السابع، والقرار 2201 لعام 2015.
المتصارعين باليمن لتحقيق ما جاء من أجلة، بحسب مناهضين للمبعوث الأممي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.