دعا المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، الأربعاء، أطراف النزاع اليمني إلى اتخاذ القرارات النهائية المطلوبة بشأن ما يعرف ب»الإعلان المشترك» لوقف الحرب، مشيراً إلى إن بأن «حل الصراع اليمني وموافقة الأطراف المعنية علي نص الإعلان، يتطلب التزامات جادة وقرارات حكيمة من الجميع ». وقال غريفيث، في إحاطة له أمام مجلس الأمن الدولي، إن النزاع باليمن «قائم بين الطرفين اليمنيين، ووحدها الالتزامات الجادة والمدروسة لقادة الطرفين قادرة على إنهاء هذا النزاع ». وأثناء جلسة للمجلس حول تطورات الأزمة اليمنية، قال غريفيث، عبر دائرة تلفزيونية: «الطرفان (الحكومة اليمنية الشرعية وجماعة الحوثي الانقلابية) ينبغي أن يمتلكا الحل حتى يكون مستداما، وأبلغتهما بأن الوقت حان لاتخاذ قرار بشأن الإعلان المشترك ». تصاعد العنف وأشار غريفيث إلى وصول اليمن «إلى نقطة لا بدّ فيها من اتخاذ القرار وذلك ليس للمرة الأولى وحتمًا ليس للمرة الأخيرة. فالمحنة التي يعاني منها شعب اليمن لا تتطلب أقل من رهان حازم على السلام وإنهاء الحرب وفتح البلاد واستئناف السعي نحو حلّ سياسي يشمل الجميع ». وأعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف من حين لآخر بين الطرفين في مأرب وتعز، وتزايد الهجمات على الأراضي السعودية، لافتاً إلى أن تكرر أحداث إطلاق للنار وقصف في الفترة الأخيرة أدى إلى تدمير منازل ومدارس ومستشفيات ودور للعبادة في عدة مواقع في اليمن . خزان صافر وبشأن سفينة صافر، دعا المبعوث الأممي جماعة الحوثي الانقلابية، لإعطاء ضوء أخضر للفريق الأممي من أجل تقييم وضع الناقلة العائم والمهددة بالانفجار في أي لحظة . ولفت المسؤول الأممي إلى إن المحادثات مع الحوثيين بشأن الناقلة «صافر» في البحر الأحمر «مازالت بطيئة ». وقال غريفيث إن «الأممالمتحدة تحاول منذ أشهر التفاوض على وصول بعثة خبراء لتقييم وضع الناقلة والقيام بإصلاحات أولية، وصياغة التوصيات حول الإجراءات اللازمة لتجنب أي تسرب للنفط ». وتابع: «بالرغم من المحادثات البناءة، إلا أننا لم نتلق بعد الموافقات المطلوبة لتحرك البعثة. ونظرًا لجسامة الخطر الذي تمثله الناقلة، تتعاظم أهمية إعطاء الحوثيين الضوء الأخضر للأمم المتحدة للمضي قدمًا ». ويحتوي خزان الناقلة «صافر» على 150 ألف طن من النفط، ويهدد بكارثة إنسانية وبيئية، حال حدوث أي تسرب . وجدّد غريفيث دعوت أطراف الصراع إلى التمسك بالالتزامات التي يفرضها عليهم القانون الدولي بحماية أرواح المدنيين والبنى التحتية المدنية، معرباً عن قلقه إزاء التصعيد بين الطرفين في مأرب وتعز وتزايد الهجمات على الأراضي السعودية . اتفاق الرياض وتطرق المبعوث الأممي إلى التعثر الحاصل في اتفاق الرياض الذي ترعاه السعودية بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، وألمح إلى أن ذلك يعيق عملية السلام الشامل . وفيما أكد أن الأممالمتحدة بأمسّ الحاجة لنجاح اتفاق الرياض من أجل اليمنيين والجنوب وعملية السلام، دعا غريفيث الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً إلى تنفيذه بشكل عاجل . تحذير من انتشار المجاعة وخلال الجلسة نفسها، قال مارك لوكوك، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، منسق الإغاثة في حالات الطوارئ، إن «المهمة الأكثر إلحاحا في اليمن اليوم هي منع انتشار المجاعة، فطفل من بين كل 4 أطفال يعاني الآن من سوء تغذية حاد ». وأردف: «اليمنيون لا يجوعون، بل يتم تجويعهم. ويجب علينا جميعا- أطراف النزاع ومجلس الأمن والجهات المانحة والمنظمات الإنسانية وغيرها - أن نفعل كل ما في وسعنا لوقف هذا، فالوقت ينفد ».