كررت الأممالمتحدة توصيفها للأزمة في اليمن بأنها «أسوأ أزمة إنسانية في العالم»، وقالت إن «ثلثي الشعب اليمني يحتاج إلى المساعدة». وقال مارك لوكوك، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ في الأممالمتحدة: «ليس هنالك شعب يعاني من الجوع أكثر من اليمن ومعظمهم من الأطفال». وأضاف: 5 ملايين على بعد خطوة من المجاعة؛ المجاعة التي كنا على وشك القضاء عليها تماما في العالم، وستكون مأساة أو يمكن القول بأنها جريمة إذا سمحنا لها بالعودة مرة أخرى، وأعتقد أنه يمكننا أن نوقف ذلك». وقال لوكوك في نقاش عبر الانترنت مع عضو مجلس الشيوخ الأمريكي «كريس مورفي»، ترجمه المصدر أونلاين، إن تكلفة إطعام طفل واحد يوميا هي 30 سنت في اليمن، والوكالات الانسانية يمكنها الوصول إلى هؤلاء الاطفال لكن المشكلة الأساسية التي نواجهها هي أننا نحتاج إلى المال». وأضاف: نحتاج 4 مليارات دولار للصليب الأحمر والوكالات الدولية الامريكية منها والتابعة للأمم المتحدة وعلى رأسها برنامج الغذاء الذي يقوده ديفيد بيزلي واليونسيف، هذه الوكالات الانسانية تحتاج إلى أموال أكثر لوقف هذه المأساة؛ هذا هو المهم». وتابع مخاطباً السيناتور الامريكي: ان الحرب المستمرة منذ سبع سنوات، دمرت الناس والبنية التحتية والاقتصاد والخدمات وكل شيء، ولهذا ثلثي الشعب اليمني يحتاج المساعدة من الدول الكريمة في مقدمتها الولاياتالمتحدة التي قامت بالكثير، حيث أن إدارة بايدن وأشخاص مثلك انخرطوا في مساعدة الشعب اليمني في الثلاث أشهر الماضية بينما دول اخرى اقليمية انسحبت من المساعدة للشعب اليمني». وقال المسؤول الأممي إن «العالم اختبر إمكانية حل هذا النزاع بالحرب في 7 سنوات ولم ينجح بل أصبح الوضع أسوأ، ولذا فإن نهج إدارة بايدن من خلال حل الصراع بالدبلوماسية والمساعدات لها فرصة أعلى في حل النزاع لكن الأطراف اليمنية عليها القدوم الى الطاولة؛ الحل العسكري ليس ذو جدوى، ولهذا نحتاج الى الدبلوماسية وجمع الاصوات التي لها تأثير على الحوثيين وعلى الحكومة يجب جمعها والتنسيق معها بطريقة أفضل، ما يمكن للوكالات الدولية عمله هو ابقاء الناس على قيد الحياة اثناء ذلك». وأردف ان «الحل الوحيد المتوفر هو عملية سلام فقط؛ الأطراف عليها الاستماع لذلك لأنه ليس هنالك أي مخرج آخر للأزمة». وتطرق النقاش إلى انتشار «الكوليرا» في اليمن، وقال لوكوك إن «الكوليرا اختفت عالمياً بشكل كبير والسبب هو الماء النظيف والنظام الصحي الجديد ولهذا لم يعد هنالك من يعاني من الكوليرا او يموت بسببها»، واستطرد: العالم الآن يتعامل مع أسوأ مشكلة كوليرا في الكوكب لأن المنشآت الصحية والمرافق الصحية التي كانت تمنع الناس من الإصابة بالكوليرا قد تم تدميرها». وأضاف: الأممالمتحدة عبر المنسق الدولي في اليمن منذ أواخر السنة الماضية وبداية العام وضعت خطة لنا لكي نحارب الكوليرا لأنه في 2017 -2018 كان هنالك ما يقرب من مليون اصابة بالكوليرا، ولأن الوكالات الدولية في عامي 2018-2019 كانت ممولة بشكل جيد تخلصنا من الكوليرا وفي 2020 اختفى المال وبالتالي عادت الكوليرا وعادت المجاعة وضعنا برامج لمحاربة الكوليرا او كوفيد 19 والمجاعة واشياء اخرى يمكننا تنفيذها اذا حصلنا على المال». وأشار المسؤول الأممي إلى اجتماع المانحين لليمن في بداية مارس، وقال « نحتاج 4 مليار ولا نملك حتى نصف المبلغ.. امريكا قدمت دفعة وكان امر جيد وكذلك دولة خليجية قدمت دفعة لكنها تبقى مجرد دفعات على الحساب ونحتاج الى اجتماع آخر لجمع المال». وتابع: في العام الماضي زودنا 14 مليون شخص باليمن بالغذاء وأبقيناهم على قيد الحياة.. هذه السنة بسبب نقص المال خفضنا العدد الى 10 ملايين شخص فقط، ال4 ملايين شخص الذين لم نستطع الوصول اليهم لم يصبحوا اغنياء فجأة؛ الان هم يعانون من المجاعة». وقال ان الأممالمتحدة تعمل حالياً «على اجتماع قادم لجمع الأموال قريبا بينما تسير عملية السلام ويجب علينا الحث على التبرع لإبقاء هؤلاء الناس على قيد الحياة». وبشأن تشديد الرقابة على الموانئ الخاضعة لسيطرة الحوثيين قال لوكوك إن «الحكومة اليمنية وحلفاؤها خصوصا السعودية والإمارات تخشى من تهريب السلاح إلى الحوثيين، وهذا ما سبب الكثير من القلق»، لكنه قال إن «تأثير الحصار لم يؤدي إلى تخفيض تهريب السلاح لأن اليمن لديها شريط ساحلي طويل وأي طرف لديه قارب (داو) يمكنه تهريب أي شيء يريده الى اليمن».