في الوقت الذي تنتشر فيه المبيدات في كافة أنحاء اليمن بشكل كبير وخطير يهدد النباتات والأراضي الزراعية، يصبح من الضروري اتخاذ إجراءات وخطوات للوقاية من هذه المخاطر. وهذا ما نجده في المهام التي تقوم بها إدارة المكافحة المتكاملة بالإدارة العامة لوقاية النبات، حيث تمارس العديد من الأنشطة في هذا المجال من ذلك نشر التوعية بأهمية الاستخدام الصحيح للمبيدات وعلى سبيل المثال فهي تقوم باستخدام مبيد "المفترس أبو العيد" لمكافحة حشرة البق الدقيق التي تنتشر على العنب. إضافة إلى تربية وإكثار المفترس معملياً لاستخدامه في مكافحة حشرة البق الدقيقي على العنب والجوافة والمانجو والحمضيات ونباتات الزينة والأشجار الحراجية بطاقة إنتاجيه وقدرها خمسون ألف حشرة. كما تقوم بتربية وإكثار الطفيل (anagerus) وذلك بطريقة معملية لاستخدامه في مكافحة البق الدقيقي على العنب بطاقة إنتاجيه وقدرها "70" ألف حشرة. وتقوم الإدارة بفحص وإجراء العمليات المختبرية في مختبراتها الخاصة وهي:- 1. مختبر الأمراض والذي يقوم بفحص الأمراض ويقدم خدماته للمزارعين. 2. مختبر الحشرات إضافة إلى 3 مختبرات لإكثار الأعداد الحيوية "طفيليات مفترسات، مبيدات، أمراض". وعلى ذات السياق تم إنتاج"79500" طفيلي و"25200" طفيلي وذلك من خلال 93 زيارة ميدانية، ومن هذه الزيارات الميدانية أياً ما يتم القيام بها في الحقول والبساتين في أمانة العاصمة وعدد من المحافظات الأخرى، وكما تذكر إدارة وقاية النبات أن أساليب وطرق المكافحة باستخدام المبيدات الكيميائية وهو شر لا بد منه خاصة إذا تفشت الآفات بأعداد كبيرة وبشكل وبائي وعجزت الأعداء الطبيعية من عمل توازن بيئي بينها وبين الآفة، وكما هو معروف أن لكل آفة آفات وهذا هو حال قانون التوازن الطبيعي في البيئة، فالطفيلي الذي يتم استخدامه في مكافحة حشرة من القلق تهاجمه نوعين من الطفيليات الثانوية في البيئة اليمنية والتي تعيق نشاطه وتسبب خللاً في التوازن القائم بينه وبين حشرة لمن لصالح حشرة المسن وفي هذه الحالة يصبح من الضروري التدخل بالمكافحة الكيميائية لحل هذه المشكلة وبعد التخلص من الطفيليات الثانوية يتم استخدام المكافحة الحيوية من جديد. وفي هذا العدد وخلال العام المنصرم استقبلت إدارة وقاية النبات عينات مصابة بالآفات الزراعية أحضرها العديد من المزارعين الذين يصل عددهم إلى (275) مزارع وقد تم تشخيص العينات وكتابة التوصيات اللازمة لمكافحة الآفات. وإضافة إلى ما سبق فإن إدارة وقاية النبات قام في منتصف العام الماضي بتنفيذ العديد من الأنشطة والمشاركات المتعلقة بالاتفاقية الدولية لوقاية النبات واتفاق منظمة التجارة العالمية والخاص بهذا المجال. ومن هذه الأنشطة تنفيذ دورة تدريبية عن تبادل معلومات الصحة النباتية واستخدام المنفذ الدولي للصحة النباتية على شبكة الانترنت وكانت مدة هذه الندوة 3 أيام في مقر الإدارة بصنعاء وبحضور خبراء دوليين لمنفذ الصحة النباتية، كما تم إدخال معظم المعلومات المتعلقة بالحجر النباتي ولائحته التنفيذية والمحددة في نص الاتفاقية الدولية لوقاية النبات. إضافة إلى تبادل المعلومات الخاصة بالصحة النباتية مع الدول الأعضاء، والبدء بتعديل قانون الحجر النباتي وفقاً للنص المحدد للاتفاقية الدولية، وأعداد دليل تفتيش الإرساليات الواردة وفقاً للنص المعدل للاتفاقية والمعايير الدولية، كما تم تطبيق بعض المعايير الدولية لتدابير الصحة النباتية بحسب الإمكانات المتاحة ولاسيما المعيار رقم 15 الخاص بمعاملة مواد التعبئة الخشبية والمشاركة في المسح الدولي الذي تنفذه أمانة الاتفاقية الدولية والخاص بمتبقيات القلق على مواد التعبئة الخشبية. إضافة إلى المشاركة في الاجتماع الثاني لهيئة تدابير الصحة النباتية والذي عقد في روما والمشاركة في ورشة العمل الإقليمية عن تبادل معلومات الصحة النباتية واستخدام المنفذ الدولي للصحة النباتية على شبكة الانترنت، كما تم إنجاز العديد من الأعمال المتعلقة بعملية مفاوضات بلادنا للانضمام إلى منظمة التجارة العالمية وذلك من خلال إنجاز الاستبيان الخاص بقائمة الرسوم مقابل الخدمات وتسليمه إلى مكتب الاتصال والتنسيق، والإجابة على أسئلة واستفسارات الدول الأعضاء، إضافة إلى إنجاز قائمة السلع الخاضعة للقوانين، والمشاركة في الدورة التدريبية الخاصة بتحديد نقطة التحكم الحرجة وتحليل مخاطر سلامة الأغذية والممارسات الصحية والصناعية الجيدة والمشاركة في مراجعة الاستبيان الخاص بتصاريح الاستيراد والمشاركة في الندوة الفنية المتعلقة بمفاوضات بلادنا مع المنظمة وإنشاء وحدة الاستفسارات والإبلاغ الفرعية، ورفع تقارير موجزة عن مستوى تنفيذ خطة عمل اليمن الخاصة بتطبيق الاتفاقية، كما تم تنفيذ برنامجين إرشاديين للمزارعين والمرشدين في عدد من المحافظات، ويتم أيضاًَ استيفاء معظم الوثائق والمتطلبات الناقصة والخاصة بتسجيل المبيدات وملفات التسجيل الغير موجودة لمعظم الشركات الخاصة والمبيدات المتداولة، ويتم فحص ومراجعة محتويات ملفات المبيدات المتداولة من حيث استيفائها للوثائق تمهيداً لإجراءات إعادة التسجيل. وبعد كل ما ذكر وكما أشرنا آنفاً إلى أن هذه المبيدات هي شر لا بد منه فإننا نجد أن ما تقوم به الإدارة العامة لوقاية النبات هو دور عظيم وبارز ومن خلاله يستفيد المزارعون وأصحاب الأراضي الزراعية الذين يجب عليهم أن يستوعبوا مقدار المشكلة البيئية التي تترتب على الاستخدامات العشوائية والخاطئة للمبيدات والتي لا تؤثر على النبات والأرض فحسب وإنما يصل تأثيرها إلى الإنسان نفسه ،فهو من يقوم باستخدام المبيدات وهو من يأكل هذه الثمار التي قد يكون استخدم لها مبيدات غير مسموح بها.