اعتبر الدكتور حسن ثابت فرحان-أستاذ الاقتصاد المشارك جامعة صنعاء ضخ البنك المركزي بقصد رفد السوق المحلية ب«54» مليون دولار في أقل من عشرة ايام حيث يعد هذا الفخ الثاني خلال هذه الفترة اعتبر فرحان تدخلاً طبيعاً ويوفر العملة ولا يمثل ضخاً، موضحاً ان البنك المركزي ينزل هذا المبلغ للبيع من قبل الإخوة التجار واصحاب المؤسسات والبنوك ممن يريدون شراء العملة بدلاً من شرائها من السوق وبهذا يعمل البنك المركزي على توفير العملة. مشيراً إلى ان هذا الضخ له مردود ايجابي كونه يعمل على رفع سعر العملة ويثبت سعر الريال مقابل الدولار وبما ان البنك المركزي يتلقى عائدات النفط والعائدات الأخرى من القروض والمساعدات بالدولار لذا فانه من الطبيعي ان يحول هذه العملة إلى الريال ولذا فان د. ثابت يعد هذا التدخل إيجابياً. هذا وكان البنك المركزي اليمني قد ضخ أمس مبلغ «54» مليون دولار أمريكي لتغذية احتياجات السوق المحلية من النقد الأجنبي في تدخل هو الثاني من نوعه في اقل من عشرة ايام والتاسع منذ مطلع العام الجاري. وبحسب ايضاحات البنك المركزي فان البنك سيستمر في مراقبة السوق واتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق الإستقرار لاسيما وقد تجاوزت الإحتياطات من العملات الأجنبية سبعة مليار دولار الأمر الذي سيمكن البنك المركزي من تحقيق الإستقرار في أسعار الصرف. وكان البنك المركزي اليمني ضخ مبلغ «48» مليون دولار في ال«23» من يونيو الماضي إلى سوق الصرافة لدعم قيمة العملة الوطنية أمام سائر العملات الأجنبية لكن اقتصاديون يقولون بالرغم من تسجيل الاقتصاد اليمني أداء جيدا إلا أن مشكلات تتصل بالعملة ما تزال تلوح في الأفق نظرا للطريقة التي يتبعها في ذلك البنك المركزي من تدخل الأمر الذي يؤدي الى تحويل سعر صرف الريال من سعر صرف معوم مقابل جميع العملات إلى سعر صرف شبه مثبت مقابل الدولار. وأكد البيان أن هذه العملية ستمكن البنك المركزي من تحقيق الاستقرار في أسعار الصرف للعملة المحلية مقابل الدولار وبقية العملات الأجنبية الأخرى. غير أن صيارفة ومتعاملون في سوق الصرف بالعاصمة صنعاء قالوا ان سعر صرف العملة اليمنية في سوق الصرافة لم يتحسن على الرغم من ضخ البنك المركزي لمبلغ «48» مليون دولار في السوق. وهبط سعر صرف العملة اليمنية بواقع «30» فلسا اليوم الإثنين الى «199» ريال للدولار مقابل الشراء و«199. 30» ريالا للبيع وكان في غضون معالجة تدخل البنك المركزي قبل عشرة ايام قد هبط بواقع «20» فلساً إلى «199. 10» ريال للدولار مقابل الشراء و«199. 30» ريالاً للبيع منذ مطلع الشهر الجاري. وهذه هي المرة التاسعة التي يتدخل فيها البنك المركزي لدعم سعر صرف الريال عبر بيع الدولارات في السوق على فترات متفاوتة وبلغ مجمل ما ضخه منذ بداية العام الحالي حتى اليوم السبت «546» مليون دولار. ويقول محللون اقتصاديون إن ما يقوم به البنك المركزي اليمني يعد عملية مرحلية حتى يتوازن السوق الذي يخضع عادة إلى قضية العرض والطلب. ويعتبرون سوق النقد الاجنبي في اليمن بأنه ما زال ضعيفا ومرتبكا إذ لا توجد فيه مؤسسات قادرة على تحديد أسعاره أو على منع التلاعب في صفقاته وذلك حسبما يروه نتيجة للتأثير الكبير للصرافين ومحدودية تأثير البنوك التجارية والمؤسسات المالية الأخرى. ويرون أن البنك المركزي رغم نجاحه في زيادة الاحتياطيات لكن طريقته في التدخل في سوق النقد الأجنبي قد أدت إلى تحويل سعر صرف الريال من سعر صرف معوَّم مقابل جميع العملات إلى سعر صرف شبه مثبت مقابل الدولار. وبلغ إجمالي ما ضخه البنك المركزي اليمني في العام الماضي 2006م نحو «1. 122» مليون دولار.