سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في الذگرى ال «30» لتأسيس الحزب الاشتراكي اليمني..أبو إصبع يعتبر محاولة تقسيم الحزب تمزيقاً للأواصر الاجتماعية شمالاً وجنوباً .. دغيش يصف التجربة الإشتراكية بحلم جميل لامس وجدان الناس وحياتهم رغم إخفاقاته
يحتفل الحزب الاشتراكي اليمني في الذكرى ال "30" لتأسيسه والتي صادفت يوم الذكرى ال "45" لثورة 14 أكتوبر يوم الثلاثاء الماضي وبمناسبة مرور "30" عاماً على تأسيس الحزب كان لا بد أن نقلب صفحات تاريخة لتبدو الأجواء مفعمة بشيء من أدبيات الحزب الاشتراكي. وفي هذا الصدد تحدث الدكتور/ عبدالباري دغيش حول النجاحات التي حققها الحزب الأشتراكي متطرقاً لإخفاقات تخللت تجربة الحزب مثلها مثل أي تجارب أخرى لأحزاب في الساحة اليمنية حيث أوجز دغيش أهم إنجازات في الحزب في توحيد أكثر من "20" سلطنة ومشيخة في الشطر الجنوبي من الوطن في نضاله ضد الاستعمار البريطاني وحلفاء الاستعمار معتبراً إياها خطوة لا يمكن إغفالها في نضال الحزب الاشتراكي حيث شكلت الأساس في إعادة تحقيق وحدة الوطن. موضحاً أن الجبهة القومية تأسست من عدة فصائل أدت إلى تشكيل الحزب الأشتراكي اليمني من اتحاد الشعب وحزب الطليعة الشعبية واتحاد الشعب الأشتراكي المعروف بتوجهاته اليسارية ومن القوميين وهو ما أدى إلى تأسيس الحزب في 78م بتاريخه الوحدوي الذي تحقق عام 90م مع المؤتمر الشعبي العام بتحقيق الوحدة المباركة. وأكد دغيش أن أي محاولة لإضعاف الحزب الأشتراكي يعد إضعافاً لشريك فاعل في إرساء دعائم الوحدة الوطنية مشيراً إلى أن الحزب والمشترك بشكل عام موجودين تحت سقف الثوابت الوطنية وينبغي التعاطي معهم تحت هذا السقف الوطني كونهم شركاء أساسيين في الممارسة الديمقراطية. داعياً إلى تعاون كل الأحزاب السياسية في التنازلات لأجل الوطن الذي يعد قاسماً مشتركاً بين الرؤى المتباينة محذراً من التمترس كل وراء موقفه والذي يلحق الضرر بالجميع. وأضاف دغيش: أن المطلوب من كل القوى السياسية أن تتمايز برامجياً طالما ارتضينا الديمقراطية مساراً ونهجاً منوهاً إلى أن مشكلة الديمقراطية في اليمن هو أن الناس تنتخب الأفراد أكثر من انتخابها للبرامج. وفي ظل ذكرى تأسيس الحزب تعود الذاكرة بالدكتور دغيش إلى أولئك المناضلين من مختلف بقاع اليمن ومناطقها الذين ضحوا من أجل انتصار الثورة اليمنية في الشمال والجنوب، الثورة التي تتلاحم حلقاتها في سلسلة الانعتاق للشعب اليمني إذ أنتجت ثورة سبتمبر وأكتوبر حالة تقدم ملحوظة لا يمكن إغفالها في واقع الشعب اليمني رغم السلبيات التي كانت متوقعة ولا يوجد مجتمع من مجتمعاتنا ماضياً وحاضراً خالياً من الأخطاء والمظالم عدا أن عدم الاعتراف بالخطأ يعد إصراراً على الخطأ، وبالتالي لا يمكن تجاوزه، واصفاً تجربة الحزب بحلم الاشتراكية الجميل، تلك التجربة التي برغم اخفاقاتها استطاعت أن تلامس وجدان الناس وحياتهم في مجالات شتى. وحول أصوات النشاز إزاء الوحدة الوطنية اليمنية من قبل البعض اعتبر "دغيش" تلك الدعوات تدخلاً محضوراً وخطيراً من شأنه تغذية ثقافة الكراهية والصفات السلبية مؤكداً أن الوحدة أقوى من تلك الدعوات حيث لا يمكن النظر إليها كحبة بيض يمكن إزالة قشرتها لفصل صفار البيضة عن الزلال وقال أنه لو تمزقت الوحدة لمزق الشعب اليمني كل ممزق وأن دعوات الانفصال لا أفق ولا مستقبل لها وسوف تدخل البلاد في جحيم المشاكل. منوهاً إلى أن القضية قضية وطن وليست ملكاً لأحد غير الشعب الذي يحتاج بكل فئاته إلى أن يعمل تحت سقف الثوابت الوطنية التي تعد الوحدة أهمها. وقال: أن الحرية تنتهي حدودها عند إلحاق الضرر بالآخرين أو بالواقع المحيط. ورأى الدكتور/ عبدالباري أن مشكلتنا تكمن في الفكر السياسي اليمني والعربي الذي دائماً يمارس الإلغاء والإقصاء لكل ما هو ثابت. من جانبه الأستاذ/ يحيى منصور أبو أصبع - الذي هنأ الشعب اليمني بأعياد الثورة، ومباركاً ذكرى تأسيس الحزب الاشتراكي - أكد أن إنجازات الحزب الاشتراكي اليمني في توحيد الجنوب وتحقيق الاستقلال وتوحيد فصائل الثورة والوحدة والقوى القومية واليسارية في إطار الحزب الاشتراكي مهدت لقيام الوحدة المباركة، وأن الحزب كان يرفع شعار النضال في الجنوب من أجل حماية الثورة اليمنية وتنفيذ الخطة الخمسية وتحقيق الوحدة اليمنية وهو أول من رفع شعار توحيد اليمن عبر الدولة التي استمر فيها لربع قرن وظل يثقف الناس ولا سيما أعضاؤه على أن القضية المركزية والمحورية هي إعادة تحقيق الوحدة. وأشار أبو أصبع إلى أن محاولة إضعاف الحزب وتحجيمه من قبل السلطة أو أي قوى أخرى يمزق الأواصر الاجتماعية للشعب اليمني شمالاً وجنوباً حيث لا زالت ممتلكات الحزب ومقراته وممتلكاته مصادرة من قبل السلطة وحزبها الحاكم منذ حرب 94م. وحول تأثر أدبيات الحزب في تكتله ضمن اللقاء المشترك أكد أبو أصبع أن التكتل في إطار المشترك ليس بصدد الخوض في المسائل الفكرية التي لا زالت هناك خلافات كثيرة حولها فيما التحالف في الإطار السياسي والقضايا السياسية ومبادئ مشتركة نسعى لتحقيقها. ودعا إلى ضرورة التعامل بحرص مع الأحداث والتطورات التي تجري بالجنوب داعياً الرئيس أيضاً إلى الاعتراف بالقضية الجنوبية والحوار مع القوى التي تقود النضال السلمي المتمثل في أطر تنظيمية بالجنوب وبالتالي معالجة القضايا الساخنة ما يتعلق بالحقوق المطلبية أو السياسية حتى نجنب البلاد ما يمكن أن يخطط ضدها. وعلى سياق متصل وفي بيان سياسي صادر عن الحزب الاشتراكي اليمني بمناسبة ذكرى تأسيسه وصف حرب 94م بالحرب الإجرامية بالمعايير الوطنية والاجتماعية والأخلاقية مطالباً بتصفية آثار تلك الحرب وتجسيد ديمقراطية حقيقية وإصلاحات انتخابية جادة لإخراج البلاد من الأزمة.