أكد الأخ احمد محمد الكحلاني محافظ محافظة عدن ان التحدي الكبير الذي يواجهه اليوم استقرارنا السياسي والاقتصادي والاجتماعي هو كيفية التوظيف لمواردنا و إمكانياتنا في تحقيق السبق في مضمار التفوق الحضاري والحفاظ على الصف الوطني ووحدة الكلمة. وقال الكحلاني في كلمته التي ألقاها في الحلقة النقاشية التي نظمتها الزميلة صحيفة "الجمهورية" بعنوان اليمن "استشراف المستقبل" في جامعه عدن أمس، علينا نبذ ثقافة الكراهية و الحقد والفرقة والفتنة والتخريب ومحاصرة الأخطار المحدقة ببلادنا جراء تمادي بعض عناصر في أحزاب المعارضة التي تحركها نوازع الكراهية والحقد على هذا الوطن المعطاء. وأضاف: هناك يأتي دور هذه الحلقة النقاشية ودور المفكرين و الأدباء وعلماء الاقتصاد والدين والخطباء وأساتذة الجامعة وغيرهم فهم الأقدر على تأسيس المفاهيم السلوكية والأخلاقية التي تربط بين المجتمع اليمني وتشكل لحمة نسيجه الاجتماعي الموحد وتنمي اعتزازه بثوابته وقيمه وهويته وهم الأجدر على ترسيخ الأفعال والأفكار والفعاليات التي تعمل على نبذ دواعي الفرقة وتحقق تضامن الشعب اليمني وتوحيد جهوده لمواجهة تلك العصابة الحوثية الإرهابية وأفكارها وكل من يسعى لبث الفرقة والكراهية والتفرقة بين أبناء الوطن الواحد. وقد تناولت الندوة ثلاثة محاور هي الحكم المحلي واسع الصلاحيات ، والمحور الثاني مقومات وتحديات فيما تناول المحور الثالث شراكة في الحاضر والمستقبل ،وقد تناول الأخ عبدالله احمد غانم في مداخلته لحلقة النقاش التي ترأسها الأستاذ الدكتور عبدالوهاب راوح، رئيس الجامعة عدن. وكان عنوان المداخلة الحكم المحلي واسع الصلاحيات، وقال ان استشراف المستقبل هو جزء من علم كبير في العصر الحديث يسمى علم المستقبليات ويهتم به عادةً صفوة المثقفين والأكاديميين على الخصوص من بين المثقفين وهو مهمة أساسية من مهام الجامعات في العصر الحديث، وأضاف إلا أن مهمة الحاضر أصبحت متاحة للجزء الأكبر من المتعلمين ،وفيما يتعلق باستشراف المستقبل فهو غير متاح لهؤلاء، المتعلمين بل قد يكون متاحاً بقدر ضئيل لصفوة المثقفين. مشيراً إلى ان قرار اليوم هو الذي يحدد شكل المستقبل، والذي نصنعه نحن في الحاضر ونقصد بالمستقبل ما نحلم به لأبنائنا. وما صنعه اليوم من اجلهم ، وبالنسبة لبناء وطن فالذي يحدد شكل المستقبل هذا الوطن لأن المستقبل ينظر له البعض ان تبنيه الأجيال القادمة وهي تبني مستقبلها ولكن حاضرها نبنيه نحن باعتبارهم هم الأجيال الصاعدة هم مستقبلنا. وأكد ان جزءاً من هذا المستقبل هو ما نعيشه هذه الأيام من خلال بوابه انتخاب المحافظين وهذا القرار نتخذه لكي نحدد شكل مستقبلنا فيما يتعلق بنظام الحكم المحلي وان انتخاب المحافظين هي البوابة للولوج إلى هذا النظام الذي نشرع اليوم في وضع أسسه وإرساء مداميكة على أرض الواقع، موضحاً ان الحكم المحلي هو فن الإدارة ونعني به حشد الإمكانيات المادية والبشرية لكي نحقق هدفاً من أهداف المجتمع، وبمعني الإدارة بشكل أوسع هي المهام الأساسية للدولة، ونعني بجوهر الإدارة الانتقال إلى الحكم المحلي، وأكد ان كثيراً من الدول لديها مجموعه من الأنظمة وانه يرى البعض ان الحكم لا يكون إلا في انظمه المركبة أو لما يعرف بالدولة الاتحادية أو الفدرالية وان الدولة البسيطة مثل الجمهورية اليمنية بصلح لها نموذج الإدارة المحلية وليس الحكم المحلي، وهذا يعتبر مفهوماً شائعاً في كل الكتب التي تدرس في كليات الحقوق والمعاهد المماثلة ولكن هذا المفهوم الشائع أصبح مختلاً وأصبحت كثير من الدول البسيطة والمركبة تطبق الحكم المحلي دون التفرقة بين طبيعة النظام سواءً كانت فيدرالية أو بسيطة ، وذلك نتيجة الحاجة العملية للحكم المحلي كشكل من أشكال الإدارة العامة فيما يتعلق بإدارة الشأن المحلي وذلك لإعطاء مزيد من الصلاحيات والإمكانيات لوحدات الإدارة المحلية للوحدات المحلية وحدات أو مديريات، وإعطاء هذه الوحدات الإدارية مضموناً اقتصادياً واجتماعياً وليس فقط مضموناً قانونياً أي ان هذه الوحدة محافظة أو مديريه لا تملك من الصلاحيات ولا يوجد فيها من أشكال الدولة سوى محافظ أو مدير عام مديرية أو مأمور أو مجموعة من الموظفين الذين يديرون الشأن المحلي في الوحدة، وأضاف ان هذا المفهوم للإدارة المحلية والذي لم يصبح كافياً في مجتمعنا اليمني حتى وإن كانت الدولة بسيطة وليست اتحاديه، ولذا يجب ان يتم التفريق بين المفهومين فالحكم المحلي لدينا يقوم على أساس اللامركزية المالية والإدارية بينما في الأنظمة المركبة الاتحادية أو الفيدرالية يقوم على أساس اللامركزية السياسية التي تُعطي للوحدات الإدارية استقلالية كاملة في اتخاذ القرار ولسنا بحاجة لها في ظروفنا الراهنة. وتطرق غانم في مداخلته أيضاً إلى قضية انتخاب المحافظين، وقال: ماذا يفيدنا إذا بقيت الصلاحيات والإمكانيات مقيدة كما هو عليه لأن من عملية انتخاب المحافظين لا شيء. . وكأننا فقط أننا غيرنا بدلاً من التعيين إلى انتخاب وهذا وحدة لا يكفي، والانتخابات ليس غاية في عملية تحول ولابد من نقل مزيد من الصلاحيات والإمكانيات إلى السلطات المحلية، وكانت التوصيات التي خرجت بها حلقة النقاش قد أكدت على ضرورة قيام المجالس المحلية واسع الصلاحيات، وأن الحكم المحلي هو السبيل الناجح لتعزيز فكرة المشاركة في بناء الدولة على الصعيد المؤسسي والشعبي، والحلم هو خارطة لطريق الانتقال إلى المجتمع الحضري وتأمين الدمج التدريجي والسلمي والمؤسسي والسير نحو الحداثة.