وسط مساع حكومية حثيثة لتعزيز دعوة أطلقها رئيس الجمهورية في وقت سابق لإنشاء مركز إقليمي لمكافحة القرصنة في خليج عدن حذر محللون سياسيون يمنيون من مخاطر إقامة مركز إقليمي لمكافحة القرصنة باليمن تشارك فيه القوات الأجنبية باعتبار أن ذلك سيكون مدخلاً للتدخل الأجنبي في شؤون اليمن وبذرةً لوجود دائم لتلك القوات فوق أراضيها وذلك حسب ما ورد في خبر نشره موقع "الجزيرة نت". وحول ذلك قال مصدر مسؤول بوزارة النقل في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية "سبأ" أمس الأربعاء: إن وزارة النقل تستغرب مثل هذه التصريحات والتفسيرات غير السليمة والتي لا تتفق مع ما هو قائم ومطروح وما يتم السعي لإنجازه بشأن المركز الإقليمي. وحسب المصدر أن الوزارة توضح أن ما تدعو إليه اليمن هو إنشاء مركز إقليمي للتنسيق في مجال مكافحة القرصنة والسطو المسلح ضد السفن في منطقة خليج عدن والبحر الأحمر تشترك فيه دول شبه الإقليم المطلة على خليج عدن والبحر الأحمر وهي محددة ومقترحة حصراً: عمان، الصومال، اليمن، جيبوتي، أثيوبيا، السعودية، مصر، السودان، الأردن، أرتيريا. وأشار المصدر أن دور المركز ينحصر في تبادل المعلومات بشأن القرصنة البحرية وتنسيق مكافحتها بالمنطقة بآلية واضحة مضيفاً أن ذلك لا يمنع قيام مركز إقليمي بالتنسيق مع الأساطيل البحرية لقوات التحالف المتواجدة في المياه الدولية والإقليمية للصومال بحسب قرارات مجلس الأمن الدولي وبما ينسجم مع أحكام القوانين والقواعد الدولية ذات الصلة ومنها اتفاقية الأممالمتحدة لقانون البحار لعام 1982م معتبراً أنه من الخطأ فهم الأمر على أساس أن قيام المركز الإقليمي من شأنه تشكيل قوة عسكرية أو دولية موضحاً أن المركز عبارة عن مركز فني تنسيقي يتم تنظيم عمله من خلال مشروع مذكرتي تفاهم "صنعاء/مسقط" وتنزانيا اللتين تنظمان الإجراءات والسبل الكفيلة بالتنسيق من أجل مكافحة القرصنة ورداً على مزاعم وردت في الخبر حول إخفاق اليمن وعجزها عن حراسة البلد، أكد المصادر أن الحكومة متكفلة وقائمة بكامل واجبها في حماية مياهها الإقليمية بما في ذلك باب المندب موضحاً أن عمليات القرصنة تتم في المياه الدولية بعيداً عن المياه الإقليمية اليمنية وكذا في المياه الإقليمية في الصومال. وبين المصدر أن خليج عدن ينطبق على كامل المياه الواقعة من باب المندب وحتى بالقرب من أرخبيل سقطرى سواءً في المياه اليمنية أو الصومالية أو المياه الدولية جميعها تقع في منطقة تسمى خليج عدن ولا يعني ذلك أن خليج عدن في المياه اليمنية، منوهاً أن هناك لبساً لدى البعض في فهم ذلك. وأشار إلى أن اليمن شرعت عبر وزارة النقل في بناء المركز الإقليمي، متوقعاً أن يكون المركز جاهزاً خلال "6" أشهر. وحسب موقع "الجزيرة نت" أن الرئيس صالح أوفد إلى الرياض نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن اللواء/ رشاد العليمي لمناقشة السبل الكفيلة بمواجهة مخاطر القرصنة البحرية في المياه الدولية بالبحر العربي والمحيط الهندي مع المسؤولين السعوديين وذلك لحشد التأييد لإقامة المركز الإقليمي وأن صالح دعا في 29 نوفمبر الماضي أثناء لقاء جمعه في عدن بقائد القوات المركزية الأميركية الجنرال ديفد بتراوس لإنشاء مركز إقليمي في اليمن لمواجهة القرصنة تشارك فيه الولاياتالمتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي والدول المطلة على البحر الأحمر لمواجهة أعمال القرصنة.