دعا رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح دعاة الانفصال والمحرضين على الفتنة للعودة إلى رشدهم وأكد أن الحكومة حريصة على أن لا يتم سفك قطرة دم وأن تتجه نحو التنمية والتقدم والازدهار في اليمن. وأكد رئيس الجمهورية أثناء لقائه بأبناء الجاليات اليمنية ورجال الأعمال المقيمين في المملكة والطلاب والمثقفين والأكاديميين عقب انتهاء القمة اليمنية السعودية التي عقدت أمس بالرياض أن العالم كله مع وحدة اليمن ويسعى لدعم أمنه واستقراره. وقال إن أمريكا ودول أوروبا والعالم كله يدعم وحدة اليمن لأنه لم يستطع ان يعيد السلطة وإحلال السلام والاستقرار في الصومال، ولم تستطع قوات التحالف ان تعيد الأمن إلى أفغانستان ، وكذلك الحال في العراق ودول العالم لا تريد ان تكون هناك بؤرة جديدة للتوتر في المنطقة. ووصف صالح العناصر الخارجة عن الدستور والقانون بأنها تعيش على الوهم وخلق الشائعات و الأكاذيب التي يطلقونها عبر بعض المواقع الالكترونية أو الوسائل الإعلامية أو التلفونات. وقال" انهم يكذبون، ويحاولون إخفاء حقيقة أهداف مشروعهم التآمري الخبيث الذي يسعى للعودة بالوطن إلى الماضي البغيض و تمزيقه إلى كيانات صغيرة والى سلطنات ومشيخات وهذا وهم مستحيل تحقيقه ولا يمكن القبول به". وحث الرئيس أبناء الجاليات اليمنية ورجال الأعمال المقيمين في الخارج على الحفاظ على أموالهم وألا تذهب للمخطط التآمري الانفصالي الجديد الحالم بإمكانية تمزيق اليمن. ولفت إلى محاولات الانفصاليين التغرير على بعض أبناء الجاليات اليمنية في بلدان المهجر سعيا نحو مساندتهم في مخططهم التآمري والذي يعد امتدادا لمشروعهم الانفصالي الذي سبق وأن أعلنوه في فتنة عام 94م في محاولة للعودة بالوطن إلى ما كان عليه في ظل التشطير، ويتعمدون تحقيق أحلامهم وأهداف مشروعهم وهذا أمر مستحيل". وأضاف "كونوا حذرين من التعامل مع أولئك الحاقدين والواهمين بإمكانية المساس بوحدة الوطن، فهم لم يستطيعوا أن يفعلوا شيئا خلال فتنة محاولة الانفصال في صيف94م، رغم استخدامهم لأسلحة حديثة بما فيها صواريخ اسكود التي كانوا يطلقونها على صنعاء والحديدة وتعز ولحج ومع ذلك لم يستطيعوا أن يغيروا من مسار الوحدة اليمنية". وفيما أشار الى ما قال انه "مبالغة من الصحافة وكثير من القنوات الخارجية في نقل صورة الاحداث في اليمن وتستند في معلوماتها على بعض ما تنشره الصحافة المحلية من معلومات لا تكون دقيقة وبعضها مضللة ومغلوطة ومبالغة عن اعمال التخريب التي تشهدها بعض المناطق " ، طمئن جميع أبناء الوطن في المهجر، بأن" الوحدة محمية ومحصنة بأمر الله وبالشرفاء من أبناء الوطن بالداخل والخارج ولا يمكن لأي حاقد المساس بها أو النيل منها، فضلا عن كون جميع الأشقاء سواء في المملكة العربية السعودية أوفي بقية دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية وكذا الأصدقاء في دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدةالأمريكية وكل دول العالم مع وحدة اليمن واستقراره". وأستطرد " اما الذين أشعلوا فتنة محاولة الإنفصال في 94م وأطلوا مجددا ويريدون المساس بالوحدة الوطنية ، فانا لا أريد استخدام عبارات قاسية بحقهم ولكن أقول نحن حريصون على أن لا تسفك قطرة دم واحدة وعلينا ان نتوجه نحو البناء والحوار، فما اجمل اليمن مستقرا وآمنا ، ولكن هؤلاء يريدون ان يحولوا الوطن الى مشيخات وسلطنات وكيانات صغيرة". وتابع : " إن أشقاءنا في المملكة يقفون مع يمن موحد ويؤكدون أن أمن المملكة من أمن اليمن والعكس، وان أمن اليمن من أمن دول مجلس التعاون الخليجي ودول المنطقة بشكل عام ". مشيرا إلى أن هناك إدراكاً كبيراً لدى الأشقاء والأصدقاء بأن وحدة اليمن هي عنصر مهم لأمن واستقرار المنطقة. وقال"نحن نقول دوما ان كل من لديه مشكلة عليه ان يسعى الى حلها عبر المؤسسات فلدينا برلمان منتخب والدستور حدد بأن النظام السياسي في اليمن قائم على التعددية والديمقراطية وأي شخص لديه أية إشكالية أو مطالب عليه ان يناقشها ويعالجها تحت مظلة الدستور وفي إطار المؤسسات الدستورية "، مضيفا " اليمن مثل أي بلد فيها الجانب الايجابي والجانب السلبي وفي كل بلد سلبيات ومشاكل ، فلماذا يحاول البعض تصوير اليمن بانها البلد الوحيد التي لديها مشاكل فقط ؟ داعيا إلى السعي لتنمية الإيجابيات والحد من السلبيات. وشدد على الحوار لحل القضايا الوطنية وبعيدا عن العنف ، مخاطبا الحاضرين " انتم تعرفون كيف كانت الأوضاع في الشطر الشمالي من الوطن سابقا منذ عام 62م إلى عام 70 م، كان هناك عدم استقرار وصراعات داخلية ولهذا لم تبن المشاريع، ولكن عندما تحقق الاستقرار تم إنجاز الشيئ الكثير وكذلك كان الحال في الشطر الجنوبي من الوطن ". ولفت إلى أن الإنجازات العظيمة التي شهدها الوطن في ظل الوحدة جاءت بفضل الاستقرار الذي عاشته البلاد وخصوصا بعد فتنة محاولة الإنفصال في عام 94م ، مبينا أنه إذا وجدت أية أخطاء أو مكامن قصور يمكن معالجتها عبر الحوار والتفاهم في إطار الدستور والالتزام بالثوابت الوطنية.