كشفت النتائج الأولية للانتخابات اللبنانية تقدم قوى الرابع عشر من آذار على حساب المعارضة وذلك حتى ساعة متأخرة من مساء أمس. ونقلت الوسائل الإعلامية أن اليوم الانتخابي في لبنان مر بسلام رغم أجواء المنافسة الشديدة والتوتر بين قوى 14 اذار (الأكثريةالحالية) وقوى 8 آذار (المعارضة)، وبكثافة اقتراع لم تكن متوقعة، وبدأت النتائج الأولية تظهر بخجل في بعض الدوائر مشيرة إلى منافسة محتدمة بين الموالاة والمعارضة. وقال مراسل العربية أنه بحسب النتائج الأولية التي لا يمكن الاعتماد عليها: نواب التيار الوطني الحر الذي يتزعمه الجنرال ميشيل عون يخترقون اللوائح بسبب التشطيب. وأكدت الوسائل أن محافظة زحلة شهدت أم المعارك في هذه الانتخابات البرلمانية. وقالت إن زحلة شهدت "تسونامي" وإقبال سني غير متوقع من حيث عدد الأصوات الناخبة. وقالت المصادر الإعلامية في قريطم، المقر الانتخابي لتيار المستقبل الذي يتزعمه سعد الحريري، أن نتائج طرابلس وعكا والضمنية محسومة، مشيرة إلى أن زغرتا تتقدم فيها لائحة المعارضة، بينما تقدمت لائحة 14 آذار في الكورا. وفي بيروت أكدت الوسائل الإعلامية أن النتائج تشير إلى تقدم 14 آذار. وأعلن وزير الداخلية اللبناني زياد بارود ان نسبة المشاركة غير النهائية في الانتخابات النيابية بلغت 52، 36%، وهي مرشحة للارتفاع، مشيرا إلى أنها من أعلى النسب المسجلة في تاريخ الانتخابات في لبنان. وبثت القنوات التلفزيونية تقارير مصورة من مناطق مختلفة في لبنان تؤكد التكدس الكبير على مراكز الاقتراع الذي حال دون قدرة الكثير من الناخبين على المشاركة. وقال بارود في مؤتمر صحافي عقده مساء أمس بعد اقفال مراكز الاقتراع، ان نسبة المشاركة "تخطت المتوقع خصوصا في ساعات الصباح الأولى" وان "المحصلة العامة لنسبة المشاركة هي 52، 35%. وأوضح وزير الداخلية اللبناني ان النسبة الأعلى سجلت في المناطق المسيحية التي يعتبرها المحللون بيضة القبان في ترجيح كفة الانتخابات لصالح المعارضة او الأكثرية. وأغلقت مراكز الاقتراع أبوابها الساعة السابعة مساء وبعدها بدأت عمليات فرز الأصوات في مراكز الاقتراع. وأوضحت الوسائل أنه لم يسجل حوادث أمنية بارزة خلال عمليات الاقتراع باستثناء حوادث تلاسن وتضارب في أماكن متفرقة بين أنصار قوى 14 آذار المدعومة من الغرب ودول عربية بارزة وقوى 8 آذار الممثلة بالأقلية والمدعومة من دمشق وطهران. كما أفاد مصدر أمني عن حصول إطلاق نار في بعض المناطق تسبب بسقوط إصابات طفيفة، وعن تدخل للقوى الأمنية لمعالجتها فيما تضاربت الأنباء حول سقوط قتيل. وتركزت شكاوى الطرفين الموالية والمعارضة حول بطء سير عمليات الاقتراع بسبب كثافة الإقبال والتدابير التي اتخذتها وزارة الداخلية لضبط الوضع حيث شارك نحو 50 الف عنصر من الجيش وقوى الأمن الداخلي في عملية ضبط الوضع. وشارك في مراقبة الانتخابات نحو 2200 مراقب محلي وأكثر من مئتي مراقب أجنبي، أبرزهم من الاتحاد الأوروبي ومنظمات دولية أميركية وأوروبية غير حكومية. وجرى توقيف عشرات الأشخاص في مناطق مختلفة اما بسبب استخدامهم بطاقات هوية مزورة وأما لمشاركتهم في إشكالات. وكان عدد الناخبين المشاركون في عملية الاقتراع قرابة الثلاثة ملايين و200 ناخب، المسيحيون نحو مليون و200 ألف ناخب، أي ما نسبته 38، 97%، والمسلمون قرابة مليونيْ ناخب اي ما نسبته 60. 39%. وجميعهم يقترعون ل128 عضواً في البرلمان يوزعون مناصفة بين المسلمين والمسيحيين أي 64 مقعداً لكل طائفة.