سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تنبأ بمجاعة في اليمن خلال العام القادم .. والدكتور العسلي اعتبرها تهويلات لن تحقق أهدافها .. الإرياني: اليمن بذلت قصار جهدها للقضاء على التشدد الإسلامي وأميركا قلصت المساعدات
في سابقة خطيرة تتبع التهديدات والتخويف من انزلاق اليمن إلى مستنقع الصوملة التي جاءت على لسان نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير التخطيط والتعاون الدولي عبدالكريم الأرحبي بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية عن لسانه منذ نحوأكثر من شهر- تنبأ الدكتور عبدالكريم الإرياني مستشار رئيس الجمهورية للشؤون السياسية بمجاعة قد تحل على اليمن خلال العام القادم نتيجة ما يعانيه اليمن من مزيج خطير من الجفاف والأزمة الاقتصادية والاضطرابات السياسية التي ربما تجعل اليمن يواجه مجاعة العام المقبل. وأضاف الدكتور الإرياني هذا تحذيرللمجتمع الدولي من أن اليمن في العام القادم ربما يعاني من المجاعة داعياً المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم. . وشكى من أنه في حين أن اليمن بذلت قصارى جهدها للقضاء على التشدد الإسلامي إلا أن المساعدات الأميركية تراجعت. ومضى الإرياني قائلاً : نحن نشتري القمح بالطبع في السوق المفتوح ولكن مع تراجع أسعار النفط يبقى السؤال ما هو حجم الصرف الأجنبي الذي سيبقى لليمن بنهاية العام، مضيفاً بأن احتياطي العملات الأجنبية يوازي الآن 6 أشهر من الاستيراد. بهذه التصريحات تجاوز الإرياني كافة التوقعات والتحليلات السابقة واللاحقة "ربما " عن المستقبل الذي ينتظر اليمن، وبهذا التهويل دون أي اكتراث بانعكاسات هذه التصريحات على الساحة اليمنية أعلنها الدكتور صراحة بأن ثمة مجاعة قادمة إلى اليمن في العام القادم. وفي هذا السياق دعا الخبير الاقتصادي الدكتور سيف العسلي السياسيين إلى أن يتعلموا من الدروس، وهي أن التهويل لا موضوع لا يعمل على حله بالشكل المطلوب بل يعمل على زيادة الطين بلة. وقال وزير المالية السابق سيف العسلي في تصريح ل"أخبار اليوم" معلقاً على تصريحات الإرياني: أنا لا أتفق مع ما قاله الأرياني خصوصاً فيما يتعلق بالمجال الاقتصادي فهو كما تعرف ليس اقتصادياً "أي الإرياني"والتهويل من أي موضوع لا يعمل على حله بل يزيد في تصعيده وبالتالي نحن الآن في اليمن نحتاج إلى الصدق ولا نريد أن نهول أو نهون من الموضوع، مبدياً اعتقاده أن الموضوع في اليمن لن يصل إلى الحد الذي تحدث عنه الإرياني بالحديث عن الكارثة مؤكداً بأننا في اليمن نعاني من مشاكل في بناء الدولة وتحديد الحقوق والواجبات سواء بين الدولة والمواطنين أو فيما بين المواطنين أنفسهم أو بين المناطق والمناطق الأخرى وهذه القضية لا نستطيع حلها خلال سنة أو سنتين وإنما تتطلب وقتاً أطول. وعن تراجع الإنتاج المحلي من النفط وانخفاض أسعاره معاً قال العسلي أنا أعتقد أن اليمن لديها موارد كبيرة جداً ولم تستخدم بعد وهي تؤهل اليمن لأن تكون دولة متوسطة الدخل لا دولة على وشك المجاعة أو شفى الانهيار الاقتصادي. . منوهاً إلى أنه أذا كان الإرياني يهدف من خلال هذه التصريحات إلى تهيئة المناخ لأي سياسة اقتصادية قادمة فإنه أسلوب خاطئ لأن الوضع الحالي يتطلب من الجميع الصراحة والصدق والموضوعية مشيراً إلى أن الناس في الداخل والخارج يدركون الأمور على حقيقتها ولا يمكن تضليلهم أكان الهدف من هذه التصريحات التعاطف أو تحذير القوى السياسية الأخرى من أي عمل. ودعا العسلي الجميع إلى التخاطب بلغة الصدق والمسؤولية وأن يكون الجميع واضحين لوضع الأمور في نصابها والنقاط على الحروف. وفي حديثه عن استخراج الغاز في اليمن قال العسلي أن اليمن كان موجوداً قبل الغاز والنفط وسيبقى موجوداً بعد ذلك مؤكداً أن قليلاً من الدول تعيش على الغاز والنفط ولكنها لم تحقق أي تقدم. وأضاف العسلي "اليمن يملك موارد كثيرة غير النفط والغاز وهي الإنسان والموقع والمناخ مشيراً إلى أن أرتفاع أسعار النفط إلى 150 ريال إلا أن هذا الارتفاع لم يحل المشكلة الاقتصادية فالتالي فإن انخفاض أسعار النفط لا يعني أن هناك كارثة مشدداً على استخدام الموارد الأخرى للتطور والنهوض الاقتصادي. وقال : أن الحكومة مترهلة وغير قادرة على إنجاز أي شيء مشيراً إلى أن الحديث عن النفط ومشكلاته يعد بمثابة مسكن ولا يعني حل للمشكلة. وأكد أن حل المشكلة في اليمن هو أن نخطط كما يخطط الآخرون وأن نستغل مواردنا الطبيعية بمشاركة الجميع وبجد وتفاني لأن الأوطان لا تبنيها قلة وإنما يبنيها الجميع. ودعا العسلي إلى أن لا نعطي أي اعتبارات أخرى وهمية كالمصلحة الوطنية والوحدة الوطنية لأن الفشل هو الذي يهدد الوحدة الوطنية أكثر من التواصل الشكلي الذي يتم بين المناطق. وأكد العسلي أن تصريحات الإرياني مهما كان لها من أهداف فلن تحققها لأن الحقيقة هي التي تبقى في الأخير ناصحاً بأن ننظر للأمور على حقيقتها دون تهويل أو تهوين.