سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"وول استريت جورنال" كشفت عن مغادرة"60"منهم و"100"آخرين يستعدون للرحيل... الخارجية الأميركية تنظم عملية سرية لتهريب اليهود اليمنيين إلى الولايات المتحدة و إسرائيل
كشفت صحيفة "وول استريت جورنال" الأمريكية عن قيام مسؤولين في الخارجية الأميركية بتنظيم عملية سرية لتهريب يهود يمنيين إلى الولايات المتحدة الأميركية وان حوالي 60 يهوديا من اليمن وصلوا إلى الولاياتالمتحدة قادمين من اليمن خلال الأشهر الأربعة الأخيرة. وقالت "وول ستريت جورنال" انه من المحتمل أن يصل 100 آخرون من يهود اليمن إلى الولاياتالمتحدة. ويقدر عدد اليهود في اليمن قبل بدء العملية السرية ب 350 وربما يتوجه البعض منهم إلى إسرائيل. وعلقت الصحيفة بالقول:منذ يوليو الماضي تم إعادة توطين ما يقرب من 60 يهوديا يمنيا في الولاياتالمتحدة. ويقول مسئولون أمريكيون بأن 100 آخرين في طريقهم للرحيل من اليمن. قبل بدء العملية، كان هناك ما يقارب 350 يهوديا في اليمن. بعض من تبقى ربما يذهبون إلى إسرائيل وآخرون سيبقون في اليمن، معظمهم في رعاية الحكومة. واعتبرت الإخلاء السري ليهود اليمن، والذين يعتبرهم المؤرخون أحد أقدم الجاليات اليهودية، هي علامة على قلق أمريكا المتزايد حول هذا البلد العربي الواقع في شبه الجزيرة العربية ويسكنه حوالي 23 مليون نسمة. لقد جاءت هذه العملية بعد التخطيط لها مع جماعات الإغاثة اليهودية في حين كانت واشنطن تطلق التحذيرات حول اليمن. وقالت إن الرئيس باراك اوباما في رسالة إلى الرئيس صالح أكد فيها أن أمن اليمن حيوي لأمن المنطقة والولايات المتحدة. وفي السنوات الأخيرة، صارت من أكبر بؤر المشاكل مثل أفغانستان. وعادت للظهور على رادار واشنطن بوصفها مصدرا محتملا لعدم الاستقرار الإقليمي وملاذا للإرهابيين. واشارت الى ان مئات من اليهود الذين بقوا تركزوا في منطقتين هما : صعدة، وهي منطقة نائية في المرتفعات الشمالية لليمن، وريدة إلى الجنوب من صعدة. في عام 2004، اندلعت اضطرابات في صعدة. وتقول الحكومة إن ما لا يقل عن 50000 شخص نزحوا بسبب القتال بين قواتها وبين الحوثيين، جماعة شيعية متمردة. وتكثف العداء ضد اليهود. ويتم وضع ملصقات على منازل اليهود يتهمونهم بالعمل لصالح إسرائيل وإفساد الأخلاق الإسلامية. يقول المتحدث باسم السفارة اليمنية بواشنطن: "كان اليهود مستهدفين من قبل المتمردين الحوثيين". في يناير 2007، هدد زعماء الحوثي العائلات اليهودية في محافظة صعدة. ففرت جميع الأسر اليهودية من المنطقة بأكملها، نحو 60 شخصا، ليستقر بهم المقام بالعاصمة صنعاء. ومنذ ذلك الحين، يتلقون مساعدات غذائية ونقدية من الحكومة ويعيشون في شقق تملكها الدولة وتحيط بها الحراسة. وحسب الصحيفة ذاتها إن العملية السرية أنقذت عائلته من الخوف الذي جعل الحياة في اليمن لا تطاق. بدأ تكثيف أعمال العنف تجاه الأقلية اليهودية الصغيرة في البلاد في العام الماضي، وأضافت أن الهجمات الإسرائيلية ضد قطاع غزة في ديسمبر الماضي ولدت احتجاجات في اليمن. تعرض الرجال والأطفال اليهود في ريدة لصيحات استهجان والضرب والقذف بالحجارة. وألقيت قنبلة يدوية على منزل سعيد بن إسرائيل الذي كان يدير واحدة من ثلاثة كنائس مؤقتة في ريدة. تقول المتحدثة باسم مكتب السكان واللاجئين والهجرة في الخارجية الأمريكية: "كان الترحيل وجهة نظر السفارة والإدارة وافقت، وذلك بسبب ضعفهم. فينبغي علينا أن نفكر في إعادة توطينهم"وان الاتحادات اليهودية في أمريكا الشمالية قدمت 750،000 دولار للمساعدة في هذه العملية. والجماعات الارثوذكسية تعهدت بالمساهمة في هذه الجهد. والمنظمة اليهودية لمساعدة اللاجئين كانت مكلفة بإعادة توطينهم. وحين وصل إلى مسامع اليهود في ريدة بأن هناك خطة أمريكية على قدم وساق لإنقاذهم. قدموا طلباتهم في السفارة الأمريكية في يناير. ولتجنب لفت الأنظار، كان يتم نقل الأسر إلى صنعاء في سيارات أجرة عند الفجر. وبعد ذلك، جاؤوا إلى أحد الفنادق بصنعاء لإجراء مقابلات مع مسئولين أميركيين. ولإقامة دعوى للحصول على وضع اللاجئين، كان عليهم أن يبرهنوا على وجود مخاوف تعرضهم للاضطهاد. بالنسبة للعديد من النساء، كانت هذه هي المرة الأولى التي يتحدثن مع شخص غريب خارج المنزل. وانتشرت أنباء عن رحيل وشيك لليهود، فتعرضت الكثير من الأسر لمشاكل في بيع الممتلكات. فالمشترون المحتملون كان يعرضون أسعار منخفضة أو يرفضون عروض البيع، معتقدين بأن بإمكانهم الحصول على الممتلكات مجانا بعد رحيل اليهود. هذه الخدعة مكنت السيد يعقوب وأسرته من التسلل من منطقتهم الأصلية ريدة باليمن والسفر إلى العاصمة صنعاء التي تبعد حوالي 50 ميلا شمال العاصمة. وهناك التقوا بمسئولين من وزارة الخارجية الأمريكية الذين أعدوا عملية سرية لجلب ما تبقى من الأسر اليهودية اليمنية إلى أمريكا هربا من تصاعد العنف المعادي للسامية في اليمن حسب الصحيفة التي أضافت أن وزارة الخارجية الأمريكية قد خاطرت في نقل يمنيين إلى الولاياتالمتحدة، فقد تتعرض للانتقاد للمحسوبية في التعامل مع اليهود اليمنيين في الوقت الذي يطالب لاجئين في أماكن أخرى بتوفير ملاذ لهم. لكن الولاياتالمتحدة تضع في حسبانها أن من شأن هذه العملية أن تخدم على حد سواء أغراض إنسانية وجيوسياسية. فبالإضافة إلى إنقاذها مجموعة مهددة بسبب دينها، كانت واشنطن تسعى لمنع الحرج الدولي لحليفتها العربية الغارقة في المشاكل. وقالت وول استريت: وبعد استعداءها للغرب بمساندة العراق خلال حرب الخليج الأولى، سعت اليمن للتقارب مع واشنطن. في عام 1991، أعلنت اليمن عن حرية السفر بالنسبة لليهود. وبجهود السيد حاييم وبوساطة من حكومة الولاياتالمتحدة بلغت ذروتها في رحيل نحو 1200 من اليهود إلى إسرائيل بشكل أساسي. ووفقا للسفير الأمريكي لدى اليمن في ذلك الوقت، آرثر هيوز، فإن الذين اختاروا البقاء في اليمن قالوا بإصرار: "هذا هو المكان الذي ظللنا فيه لعدة قرون، نحن بخير، ولن نذهب إلى أي مكان".