تهيأت عدن وتزينت وأظهرت مفاتنها وارتدت حلة جديدة لتستقبل خليجي (20)، واستبشرت بقدوم فجر جديد طمعت أن يُذهب عنها تجاعيد الزمن، لكن خسارة منتخبنا الوطني وخروجه حبس فرحة اليمن وجماهيره إلى أجل غير مسمى، وبدأ الكل قلقا خائفا حزينا، كيف لا والأمر يتعلق بمصير رياضة يمنية انتهت الفرحة بها إلى بحر من الآلام، وامتلأ واقع المجتمع بأصوات مختلطة وبنقاش خانق مستمر وآراء متضاربة وقنوط سرمدي، وتيقن الجميع أن اليمن أثبتت فشلها في كل المجالات، وكانت البطولة الصخرة الأخيرة التي تقطعت عليها حبل الرجاء. أخبار اليوم الرياضي رصدت انطباعات الجماهير في عدن تجاه خروج منتخبنا من خليجي (20) بدأ حزيناً عندما التقيناه.. طه جوبح حملنا رسالة مفادها (اليمن مظلومة)، وعن خسارة منتخبنا أفصح جوبح عن رأيه قائلاً: "من خلال المباريات الودية التي خاضها المنتخب الوطني قبل خليجي (20) كنا متفائلين جداً لما شهدناه من أداء، وكنا متوقعين أن يفاجئ منتخبنا الخليج، لكن خسارته أمام السعودية وقطر حطم أمال الشعب، فقد أظهر المنتخب ضعفا في الإعداد وركاكة في المستوى، وجعل من الرياضة اليمنية سخرية أمام الخليج أجمع".. مضيفا أن اليمن أثبتت فشلها في كل المجالات. الرياضة.. غارقة في وحل الهزيمة: أما أحمد شيخ اليماني لم يتفاجأ بالخسارة، وهو يرى أن الفساد الرياضي، وعدم الاهتمام باللاعبين، وهضم مستحقاتهم، وعدم تحسين أوضاعهم المعيشية انعكس سلباً على أداء المنتخب..وقال: "منتخبنا فقد لقب أبو نقطة وأصبح منتخب أبو أهداف!!".. مضيفا أنه لن تتحسن الرياضة اليمنية إلا إذا تم اختيار اللاعبين بعيداً عن المجاملات والوساطات وإخضاعهم لاختبارات حقيقية تقيم مستواهم حتى يستحقوا تمثيل اليمن وتحسين صورتها ما لم فأن اليمن ستظل غارقة في وحل الفشل إلى الآبد. كسبنا الرهان وأقمنا البطولة: هو ينظر للأمور من زاوية مختلفة بعيداً عن الفوز والخسارة.. ويؤكد زكريا أحمد الظرافي أنه على الرغم من قصر الفترة التي أنظمت فيها اليمن لمجلس التعاون الخليجي إلا أنها استطاعت تنظيم بطولة في أرضها تليق بمكانتها، ويرى زكريا أن إقامة خليجي (20) في اليمن يعتبر بحد ذاته بطولة، ويقول: "نحن دخلنا في الدورة من أجل المشاركة والاستفادة، وفي الأخير قهرنا الظروف وتحدينا الصعاب وأقمنا البطولة وكسبنا الرهان. منتخب عقيم وإعداد فاشل: من جانبهم يرى كل من نبيل الظرافي وناظم قايد ومحمد الحماطي أن المنتخب الوطني أظهر قبح الصورة التي حاول البعض تلميعها في المباريات الودية.. وقالوا: "لو إن منتخب الناشئين الذي ضاع في زمن المجاملات هو الذي لعب في خليجي (20) لكانت النتيجة مشرفة لكنهم استبدلوه بمنتخب الخذلان".. مؤكدين أنه لابد من تصحيح مسار الرياضة وإقالة القيادة القديمة وشطب المدرب والتشكيلة الهزيلة ومحاسبتهم عل كل المليارات التي صرفت على ذلك المستوى الذي فوت على البلاد فرصة الفرح والنشوة بالنصر والاستضافة. تبقى البطولة: أضحى مصير منتخبنا الوطني واضحاً بعد خروجه من البطولة وهو يجر ذيول الخيبة تاركاً وراءه جملة من الأحزان جعل فيها من اليمن عنواناً للخزي والهوان... ويبقى الجديد القادم لبقية المنتخبات ضبابياً لن تنقشع عتمته إلا مؤخراً بعد سلسلة من الأحداث تشهد عليها ملاعبنا، وسيسدل الستار عن المشهد الأخير الذي قد تكون نهايته للبعض سعيدة وللبعض الآخر أليمة.