الصقر في دائرة التعادلات.. والجاران الأهلي والرشيد في غفلة وحدة صنعاء يغرق وحسان يتخبط والإمبراطور الصنعاني في محنة شعب أب يجمل مشاويره بفوز جديد .. والاتحاد يقع في فخ اللحظات الأخيرة الجولة التاسعة.. مهمات ورغبات وتطلعات وحسابات لم تغير أحداث الجولات الثامنة من منافسات دوري الأولى شيئا على أوضاع المواقع بين كل الألوان التي دخلتها برغبات متفاوتة ومختلفة كلا من حيث يتواجد، فقد أبقت القمة وما يليها على المسار نفسه الذي يتلألأ فيه اللون الأحمر التلالي منذ البداية، ورغم ابتعاده عن الفوز في الجولتين الماضيتين بتعادل مع الصقر وخسارة من الاتحاد، استطاع الفريق الباحث عن اللقب أن يعيد مساره إلى سكة الانتصارات من بوابة الرشيد التعزي بثلاثية جاءت من خلال تقنية تهديفية ممثلة بهدافيه الإثيوبيين تافيستا واليما أنتوني اللذين يحتلا صدارة التهديف بسبعة للأول وخمسة للثاني، ليؤكد التلال شيئا، وهو أنه في مسار جيد للوصول إلى منصات التتويج رغم المشاوير الكثير المتبقية.. الأمر ينطبق على الهلال الساحلي الذي حقق الأهم ولو من بوابة صعبة على حساب الاتحاد الإبي الذي وقع في فخ اللحظات الأخيرة على ملعب العلفي، ليبقي الهلال نفسه في مسار المطارد المباشر ويضغط على التلال من خلال فارق النقطتين اللتين لم يتغيرا في هذه الجولة. في اتجاه آخر كان شعب إب يواصل ما غيبته السنين الماضية، بفوز جديد وضع به نفسه في مواقع الاتزان كواحد من رواد المواقع الأولى التي بلا شك ترمي بثقلها على واقع الفريق في باقي المشاوير لأنها تبعده عن ضغوطات النتائج السيئة التي كان الشعب أحد أصحابها في المواسم الماضية، ليكون عنيد إب في مسار طيب ومشاوير مجملة بالنتائج التي استعاد بها الثقة مبكرا بعد خسارة الجولة الماضية في حضرموت.. العنيد استعاد الثقة على حساب معنويات ممثل أبين فريق حسان الذي مازال يبحث عن ضالته بين الكبار العائد إلى ممرات تواجدهم.. الأمر - أيضا - تحقق لفريق العروبة الذي أصبح في الواجهة منذ صعوده إلى مصاف الكبار قبل موسمين فقط، فحققت الصواعق تعادل سلبي مع شباب البيضاء المفروض عليه خوض مبارياته خارج القواعد فكانت هذه المرة في أبين، فعادوا بنقطة أبقتهم في مواقع الريادة (ثالث الترتيب). مفرزات الجولة في جانبها الإيجابي لم تغب عن فريقي شعب حضرموت وشعب صنعاء، فالأول سار على نهجه الجيد مع النتائج، واحتفظ بسجله دون خسارة في كل الجولات الثمان، وهي خصوصية يمتاز بها وحده باعتباره الفريق الوحيد الذي لم يخسر، فعاد بنقطة من فم الإمبراطور الصنعاني المتهالك الفاقد للهوية فريق الأهلي ليبقى في دائرة المقدمة في المركز الخامس، فيما كان الثاني يستفيد من حالة التوهان وحالة الإفلاس التي يمر بها جاره الوحدة ليحقق فوزا وضعه في مصاف المقدمة في المركز السادس حيث الدفء كاملا. مآسي الجولة الثامنة أبقت إدمان الصقر على حالة التعادلات التي وضعته حتى اليوم بعيد عن فوزه الأول داخل الديار وأمام الأنصار في كل المباريات التي لعبها على الأرض والتي خسر فيها خسارته الوحيدة حتى الآن أمام الأهلي صنعاء.. خيبة الأمل الصقراوية جاءت هذه المرة من بوابة صعبة كانت فيها مواجهة الدربي والخصوصية مع الجار الأهلي هي المحطة التي تعتبر محطة ثانية للفريق البطل الصقر في إطار تعز بعد أن كانت الأولى أمام الرشيد التي فقد فيها أيضا نقطتين. الصقر مازال يبحث عن ضالته في النتائج التي تميزه كفريق حقق الثنائية في الموسم الماضي، فهو حتى اليوم في مركز متأخر بعيد عن أقل الطموحات التي اعتادها الفريق في السنوات الماضية التي كان فيها يحتل مواقع الريادة دائما.. وقريبا من الصقر يبدو حال الجاران فريقا الأهلي والرشيد في اتجاه غير مقنع بدليل المواقع والأرقام الموجودة في جعبة كلا منهما فسبع نقاط ومركز عاشر للأهلي، وست نقاط ومركز قبل أخير للرشيد، لا يمكن أن تكون مبشرة لما يتمناه العشاق والقائمون وحتى اللاعبين في مهمتهم في هذا الموسم، فالأهلي الذي كان عنوان مميز في الموسم الماضي خالف سيناريو عودته في الموسم الماضي من دهاليز الثانية وسجل بداية قد تأتي بما هو أسوأ في مراحل قادمة، والرشيد العائد هذا الموسم ليكون عقد ثلاثي لأندية الحالمة في دوري الكبار مازال غير قادر على إظهار شيئا مما وضعه على خارطة المنافسات حين صعد قبل ست سنوات تقريبا إلى مصاف الكبار. أبرز مصائب الجولات الثمان الماضية اتجهت صوب إمبراطور صنعاء وأحد كبار الكرة اليمنية ومعقل البطولات فريق الأهلي الذي مازال يعيش أسوأ موسم له منذ سنوات طويلة بعد أن وجد نفسه مع ختام جولة الأسبوع الماضي في موقع مخيب مع رباعي آخر الترتيب، حيث علامات السقوط إلى دوري الثانية، وهو ملا يرضاه منتسبو ألون الأحمر في صنعاء الذين اعتادوا مواقع الريادة الملامسة للمنصات والتتويج، الأهلي مازال غير قادر على العودة رغم التغييرات في الأجهزة الفنية واللاعبين، والأمور الأخرى وسيكون بحاجة إلى الكثير ليس للعودة إلى المنافسة فذلك يراه المتابعون من المستحيلات، ولكن للعودة إلى سكة مغايرة تغيه الابتعاد أكثر عن مواقع الدفء والتدحرج إلى حيث لا يريد.. على الاتجاه نفسه يبدو أن حسان أبين حتى اللحظة يفتقد مقومات تأكيد العودة إلى مصاف الكبار بعد أن واصل السقوط والتخبط مع النتائج بخسارة جديدة في الجولة الثامنة أبقت حاله العليل الذي يبدو مؤشر لقادم أسوأ إن لم يعاد ترتيب الأوضاع وخلق الإضافة على الفريق الذي لم يحقق سوى فوزين وتعادل في ثمان مباريات وضعته في السلمة قبل الأخيرة بمواقع الترتيب. مفرزات الجولات الثمان أكد ضعف الحال والمقومات للزعيم الصنعاني فريق الوحدة الذي اكتفى بظهور باهت وحضور خجول نال من خلاله هزائم ست على الأرض وخارجها ليبقى صديق للمؤخرة دون قدرة على الخروج من حاله وموقعه، وهو ما يبدو أنه سيبقى فيه كثيرا وربما إلى آخر المشوار بعد أن عجز عن تحقيق ولو فوز وحيد حتى اليوم وكل ما حققه تعادلين أعطوه نقطتين ومركز أخير. الجولة التاسعة.. مهمات ورغبات وتطلعات وحسابات &&&& في الجولة التاسعة ستكون الفرق وبعد وقوفها على حالها فيما مضى من الجولات.. في اتجاه مفتوح على مصراعيه أمام كل الفرق التي ستخوض غمار هذه الجولة بأحوال مضغوطة في كل المواقع بعد أن أدرك كلا منهما مفوقاته ومدى الوصول بها على ساحة التنافس المثير بين الفرق. ففي مواقع الكبار سيكون متصدر الدوري منذ الانطلاقة التلال في مهمة تبدو في محيط صعب لأنه سيتوجه إلى صنعاء لمقابلة المارد الجديد بين كبار الأولى فريق العروبة صاحب المركز الثالث والذي يحقق نتائج جيدة مقارنته بسنوات مرة في دوري الأضواء.. اللقاء سيحمل مهمة الحافظ على الريادة بالنسبة للتلال ومهمة العبور نحو الأفضل بالنسبة للعروبة، مما يجعل الأمور تتخذ موعد للإثارة والندية ستصبغ برغبة الفريقين في تحقيق دلالة الفوز والظفر بالنقاط الثلاث. في الاتجاه الآخر سيكون الهلال الملاحق في مهمة خارج القواعد في محطة الرشيد التعزي الباحث عن معايير أخرى لوجوده وعودته للعب بين الكبار والذي يمني النفس من خلالها بالبقاء على أقل تقدير.. اللقاء لا يقبل سوى الفوز بالنسبة للهلال إن أراد إبقاء الفارق بينه وبين المتصدر بل والوصول إلى الصدارة في حال تعثر التلال في صنعاء.. بينما سيكون الرشيد في خط تبايني ترسم معالم الارتقاء فيه نقاط اللقاء الثلاث التي ستكون وحدها مفتاح تحسين الوضع ونيل شيئا من الثقة لمواجهات قادمة ستكون أكثر صعوبة. أما شعب إب الذي استعاد شيئا من البريق في هذا الموسم فسيكون عليه تأكيد ذلك من خلال مواجهة شعب صنعاء الذي يلفت الأنظار إلى ما يقدمه حتى الآن، وهو العائد من دهاليز دوي الثانية، حيث سيواجه مقومات تضع طموحاته في سكة صعبة نظرا لما يمتلكه الشعب الصنعاني من مقومات شابه وحماس ورغبة في مواصلة مسيرته لضمان الوصول إلى ما يتمناه والذي لن يكون التواجد في مواقع الدفء مع مرور الجولات التي مازال فيها الكثير.. اللقاء صعب لكلا الطرفين، ولن تكون القراءة المسبقة في المتناول لتوقع النتيجة التي ستؤول إليها المباراة. ممثل حضرموت الذي تفوق على نفسه حتى اللحظة بنتائج جيدة ربما لم يتوقعها أحد حتى العشاق سيكون في مهمة شاقة للحفاظ على سجله الخالي من الخسارة حتى الآن، وذلك حين يتوجه إلى تعز لمواجهة فريقها بطل الدوري الصقر الباحث عن سكة تعيد له التوازن بعد أن عجز عن الوصول إلى فوزه الثاني والأول على أرضه بعد أن استعصى عليه في أربع لقاءات منها لقاء الدربي مع الرشيد والأهلي.. اللقاء سيكون في دائرة الرصد للصقراوية الباحثين عن فوز يعتبرونه مفتاح للعودة والانطلاقة مجددا.. وللنوارس الذين سيسعون إلى الاستفادة من حال خصمهم والعودة بنتيجة جيدة تبقيهم في الحال الجيد الذي يلامسوه منذ الانطلاقة بعد أن حققوا ثلاث انتصارات وخمس تعادلات. لقاء شباب البيضاء المعاقب باللعب خارج القواعد للجولة الثالثة سيكون محطة أخرى للفريق الذي كان كالمارد في الموسم الماضي، لاستعادة شيئا مما افتقده هذا الموسم، وذلك من خلال مواجهة فريق وحدة صنعاء المتهالك والذي يبدو أنه في حال صعب للعودة واسترجاع أقل ما يمكن من الأيام الخوالي التي كانت فيها الفانيلة الزرقاء أكثر الألوان لمعانا. المواجهة تعتبر من الفرص الأخيرة للفريق الأزرق في حال أراد الإبقاء على شيء من الآمال مع قادم المناسبات، وفي إب سيكون فريقها الاتحاد - وهو الوحيد الذي فاز على المتصدر - على المحك لاستعادة الثبات مع خسارة لجولة الماضية أمام الهلال في آخر اللحظات, وذلك حين يستضيف فريق الأهلي تعز الفاقد هو الآخر لهوية التميز والحضور على واقع المباريات التي خاضها، فهو على بعد خطوة عن مواقع الهبوط، وقد يخسرها في حال سقط.. وما بين رغبة هذا وطموح وذاك ستكون المساحة مطلب للفوز من الطرفين لنيل قسطا من الثقة قبل الدخول في معمعات الصراع المشدود مع توالي الجولات. في أبين سيكون لقاء الجراح جامعا لحسان المتخبط وأهلي صنعاء الذي يعيش محنة كبيرة مع النتائج، حيث سيسعى الفريقان إلى تعديل شيئا في أوضاعهما التي ستزداد سوءً على من سيجد نفسه منقادا للخسارة بعد أن اقترب الجميع من تنصيف المشوار, وستكون أحوال كل طرف مساحة للآخر لتحقيق مبتغاه من اللقاء ونيل النقاط المهمة في مشوار صعب لهما تبدو معالمه واضحة من خلال المواقع التي يحتلهما الفريقان بين رباعي الهبوط حتى الآن.