دعا الشباب المحتجون في محافظة عدن المواطنين في جميع أنحاء المحافظة إلى عدم المساس بالأملاك العامة والخاصة في المحافظة والانجرار خلف العنف التي تحاول أطراف في السلطة جرهم إليها في محاولة لإفراغ الثورة من مضمونها. وأوضح الشباب في بيانهم أن ثورتهم سلمية وستظل كذلك حتى تحقيق هدفها المتمثل بإسقاط النظام، مستنكرين بشكل قاطع أعمال القتل للمتظاهرين، كما دانوا في ذات الوقت ما تعرضت له المنشآت العامة خلال الأيام الماضية، داعين شباب الثورة إلى التصدي لمثل هذه الأعمال ورفضها. وأكد البيان أن القوات الأمنية تقوم بعمليات قنص للمتظاهرين والمحتجين، وهو ما يتسبب وينذر بحدوث توتر شديد وتدهور خطير في الأوضاع قد تشهدها الساعات القادمة، معبرين عن إدانتهم لعمليات البسط على الأراضي التي تقوم بها بعض المجاميع منذ عدة أيام، مؤكدين أن الهدف من هذه الأعمال واضح وصريح وهو إيقاع الفتنة بين المواطنين وصرف نظرهم عن الثورة التي يتزايد أعداد المنظمين والمؤيدين لها كل يوم. وأشاروا إلى أن الضامن الوحيد لتحقيق تطلعات وطموحات الناس هو وجود دولة العدل والقانون والمساواة التي قامت الثورة من أجل تحقيقها. وحيا الشباب الشخصيات الاجتماعية والنقابات والاتحادات المهنية على تأييدها للثورة وانضمام أعداد كبيرة من منتسبيها إلى ساحات الاعتصامات بصورة يومية. كما حيا الشباب مواقف قيادات وأعضاء المجالس المحلية في المحافظة التي أعلنت استقالاتها وانضمامها لثورة الشعب، داعين كل المترددين إلى اللحاق بركب الثورة الشعبية التي تمضي بخطاً ثابتة ومدروسة. وفي الوقت الذي يواصل فيه الشباب اعتصاماتهم في ساحات المحافظة لم تتوقف المسيرات والتظاهرات التي تتسع رقعتها كل يوم، كما تشهد المحافظة تحركات على أكثر من صعيد لتشكيل اللجان الشعبية والخروج بتصورات ورؤى تشارك فيها قطاعات مجتمعية مختلفة لتأمين مسار الثورة وتوحيد جهود الناس. وكان شباب الثورة قد أكدوا على أهمية الإسراع في تشكيل اللجان الشعبية منذ وقت مبكر كي تضطلع بحماية الأحياء السكنية والأملاك الخاصة والعامة ونشر الوعي بأهميتها بين الناس. إلى ذلك فرقت الأجهزة الأمنية تجمعاً كبيراً في مديرية الشيخ عثمان محافظة عدن مساء أمس مستخدمة الأعيرة النارية لتفريقهم ولم تحدث أي إصابات في صفوف المتظاهرين الذين طالبوا بإسقاط السلطة. من جانب آخر شوهد ظهر أمس الثلاثاء بمديرية دار سعد محافظة عدن انسحاب لأفراد وآليات عسكرية ظلت مرابطة في شوارع المديرية طيلة أيام الأسبوع الماضي مرتكبة عدداً من جرائم القتل، وبعد الانسحاب أضرم عدد من المتظاهرين النار في شرطة دار سعد للمرة الثالثة خلال ثلاثة أيام بعد نهب محتوياتها كاملة من قبل غرباء عن المديرية وتحطيم سورها القديم المطل على الشارع العام. وكان الأمين العام لمحلي دار سعد الأخ/ عبد المنعم علي العبد قد تعرض الأحد الماضي إلى الاعتداء بأعقاب البنادق وبالأيادي من قبل عدد من أفراد الأمن المركزي الذين اقتحموا المديرية على ظهر العربات والمصفحات القتالية مدججين بالأسلحة الآلية وأطلقوا الرصاص الحي على أبنائها. وقال عبد المنعم ل "أخبار اليوم " قدمت نفسي إلى رجال الأمن بصفتي الأمين العام للمديرية ، محاولة مني في تهدئة الوضع الأمني فيها خصوصاً بعد إحتراق قسم شرطة دار سعد ومقتل (3) من أبنائها وإصابة (18 ) آخرين. وأضاف الأمين العام يحز في النفس ما يرتكبه أفراد الأمن المركزي من مجازر بعدن عموماً ودار سعد خصوصاً، لذا أطالب بمحاكمة المتسببين في كثير من جرائم القتل التي لا تسقط بالتقادم وستظل العدالة تتابعهم طال الزمن أم قصر، مطالباً بتشكيل لجان شعبية للحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة. ونتيجة لتسارع الأحداث في عدن فقد قدم جميع أعضاء المجلس المحلي بمديرية دار سعد محافظة عدن أمس الأول استقالاتهم من عضوية المجلس بعد الأحداث الدامية التي شهدتها المديرية وراح ضحيتها (5) قتلى وإصابة (18) مصاباً اثنان منهم حالتهما خطيرة. وأرجع الأعضاء سبب استقالتهم في محضر الاجتماع الاستثنائي _ حصلت "أخبار اليوم" على نسخة منه_ لما آلت إليه الأوضاع الأمنية في المديرية والمطالبة بمحاكمة مدير أمن عدن السابق/ عبدالله قيران وقائد الأمن المركزي/ عبد الله اليماني، مدينين الاعتداء الذي تعرض له الأمين العام من قبل أفراد الأمن المركزي، وكذا استخدام الأمن المركزي القوة المفرطة للرصاص الحي على المتظاهرين والمحتجين سلمياً، الذين يمارسون حقهم الدستوري للتعبير عن رغبتهم في الحصول على ا لوظائف لتحسين مستوى معيشتهم، كذلك إعلانهم الوقوف مع إخوانهم الجرحى بصنعاء". وأكد المجتمعون على ضرورة تهدئة الأوضاع في الشارع مع التكفل بعلاج المصابين سواء في الداخل أو الخارج مع اعتبار الذين سقطوا برصاص الأمن شهداء. وتضامنا مع ما حدث في دار سعد قال الأمين العام لمديرية خورمكسر الأخ/ عوض مشبح بأنه قرر جميع أعضاء محلي المديرية تقديم استقالتهم من عضوية المجلس نتيجة لما حصل في دار سعد واحتجاجاً على عدم تنفيذ مطلبهم بمحاكمة العميد/ عبد الله قيران نتيجة استخدام الأمن رصاص الحي والمباشر تجاه المواطنين بخورمكسر. وأضاف: "كنا نأمل من اللجان التي نزلت إلى عدن لتقصي الحقائق أن تكون منصفة وعادلة وأن توصي باتخاذ إجراءات حاسمة وبأسرع وقت، لكن للأسف دون جدوى". وحث مشبح جميع أعضاء محلي عدن أن يصروا على تنفيذ قراراتهم التي خرجوا بها في اجتماعاتهم بعد الأحداث الدامية التي شهدتها المحافظة. كما طالب أبناء المديرية أن يحافظوا على ممتلكاتهم العامة والخاصة وألا يسمحوا لأحد المساس بها لأنها ملك لهم جميعاً، وكذا تشكيل لجان شعبية في الحفاظ على استقرار المديرية. ونوه إلى حرية الاعتصام السلمي بدون شعارات مناطقية أو عصبية مع عدم التعرض للمدارس والطلاب وإرهابهم ؛ إذ يقع على جميع مسؤولية حمايتهم.