كان اللواء علي محسن الأحمر يتربع على كرسيه في مكتبه الكائن في معسكر الفرقة الأولى مدرع وهو يتحدث مع عدد من مراسلي الصحف من بينها "الخليج" دعاهم للقائه والتعرف إليهم، وكان بعضهم يلتقيه للمرة الأولى، وتعلو صورة الرئيس صالح أعلى جدار مكتبه للتأكيد على أن معارضته للرئيس ليست رغبة في شق المؤسسة العسكرية وليست انقلاباً، بل في طريقة إدارة الأزمة في البلاد، فقد قال "إن اليمنيين تعبوا من الحروب وحان الوقت لتتسلم حكومة مدنية الأوضاع في اليمن بعيداً عن حكم العسكر" _حسب ما نقلته جريدة "الخليج" الإماراتية_. ونقلت الجريدة عن اللواء الأحمر _في رد على سؤال حول قلق الناس من اندلاع حرب أهلية_، تأكيده أنه لا قلق من حرب أهلية في البلد مضيفاً لن ندخل في حرب أهلية أبداً وسنواجه كل شيء بصدور عارية، تماماً كما الشباب في ساحة التغيير".. معتبراً أن الجيش كله مؤيد للثورة السلمية بمن فيهم الحرس الجمهوري لأن أفراده من الشعب وإلى الشعب . وفي ذات الإطار واصلت الجريدة حديثها عن اللواء الأحمر قائلة: كان اللواء الأحمر، وهو في العقد السابع من العمر، في وضع مريح ويبتسم للحضور، وهو يتحدث عن تفاصيل الأزمة القائمة في البلاد، لكنه كان حازماً، كما هو منصبه العسكري، عند الوقوف بشأن بعض النقاط التي تحتاج إلى جدية، فهو يقول إنه مستعد للتقاعد من مناصبه العسكرية حال نجاح الثورة السلمية ورحيل الرئيس صالح .. وقال ضاحكاً في معرض الحديث عن خروج صالح ونقل السلطة لنائبه (عبد ربه منصور هادي) واشتراط الرئيس رحيلهما معاً: "قلت للرئيس، أنا موافق، نطلع جميعاً، لكنني قلت له صرفتي (نفقة معيشتي) عليك لأنه ليست لدي أموال في الخارج كما لديك أنت، فوافق". وعلى الصعيد نفسه يقول علي محسن الأحمر: "لا بد من حكم مدني، لا بد من دولة يحكمها العدل والمساواة والفصل بين السلطات، الجيوش لازم تخدم الأمة لا تخدم الأشخاص، تحمي الأمة لا تحمي الأفراد، وحكم الحزب الواحد لا تحتمله البلد، يجب عدم إقصاء الناس من وظائفهم ويتحول رئيس الجمهورية صاحب قرار في كل شيء، الصغيرة منها والكبيرة"، معتبراً أن الديمقراطية في اليمن ليست شفافة . وفي السياق ذاته أوضحت الجريدة عن كشف الأحمر عن تفاصيل العديد من المبادرات التي قدمت لحل الأزمة، معتبراً أن أربع مبادرات على الأقل قدمت من قبل الرئيس نفسه ومن المعارضة لم يلتزم بها صالح، وتنصل منها تماماً، وكان الرئيس هو الوحيد الذي لا يلتزم بما يتم الاتفاق عليه . وختمت الجريدة حديثها بقولها "لم يكن الأحمر يريد أن تكون نهاية الحاكم بعد هذه السنوات إلا مشرفة للجميع، ويقول إنه من الأفضل أن يخرج الحاكم وسط تصفيق الناس واحترامهم، ومازال الأمر ممكناً والوقت لم يفت بعد" .