أعلن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي/ عبداللطيف الزياني أن دول المجلس مساء أمس الأحد طلبت من الرئيس اليمني/ علي عبدالله صالح تسليم السلطة لنائبه لحل الأزمة في بلاده. وعقب اجتماع لوزراء خارجية الدول الست في مجلس التعاون الخليجي في الرياض، دعت دول الخليج العربية حكومة صالح والمعارضة إلى عقد اجتماع في المملكة العربية السعودية بهدف الإعداد لانتقال سلمي للسلطة في اليمن. وأوضح الزياني معدداً الخطوات المطلوبة لحل الأزمة.. «يعلن رئيس الجمهورية نقل صلاحياته إلى نائب رئيس الجمهورية» عبدربه منصور هادي، و{تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة المعارضة، ولها الحق في تشكيل اللجان والمجالس المختصة لتسيير الأمور سياسياً وأمنياً واقتصادياً ووضع دستور وإجراء انتخابات». واستعرض المجلس الوزاري مستجدات الأوضاع في الجمهورية اليمنية في ضوء ما اتفقت عليه دول مجلس التعاون في اجتماع المجلس الوزاري في دورته الاستثنائية الحادية والثلاثين، والتي عقدت أمس ، بشأن إجراء اتصالات مع الحكومة والمعارضة اليمنية من خلال المبادرة الخليجية لتجاوز الوضع الراهن.. وجاء في البيان الختامي ما يلي.. وفي إطار ما تم من اتصالات ومشاورات في هذا الشأن قام بها سفراء دول مجلس التعاون في صنعاء مع كافة الأطراف المعنية في إطار مبادرة المجلس، فإن دول مجلس التعاون تدعو الحكومة اليمنية وأطراف المعارضة للاجتماع في المملكة العربية السعودية تحت مظلة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وفق المبادئ التالية : أن يؤدي الحل الذي سيفضي عن هذا الاتفاق إلى الحفاظ على وحدة اليمن وأمنه واستقراره. أن يلبي الاتفاق طموحات الشعب اليمني في التغيير والإصلاح . أن يتم انتقال السلطة بطريقة سلسة وآمنة تجنب اليمن الانزلاق للفوضى والعنف ضمن توافق وطني. أن تلتزم كافة الأطراف بإزالة عناصر التوتر سياسياً وأمنياً. أن تلتزم كافة الأطراف بوقف كل أشكال الانتقام والمتابعة والملاحقة من خلال ضمانات وتعهدات تعطى لهذا الغرض. ووفقاً للخطوات التنفيذية التالية: يعلن رئيس الجمهورية نقل صلاحياته إلى نائب رئيس الجمهورية . تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة المعارضة ولها الحق في تشكيل اللجان والمجالس المختصة، لتسيير الأمور سياسياً وأمنياً واقتصادياً ووضع دستور وإجراء الانتخابات . وجدد المجلس قلقه لاستمرار حالة الاحتقان السياسي والتدهور الخطير للحالة الأمنية في اليمن الشقيق, وأبدى أسفه الشديد لاستمرار سقوط الضحايا, مؤكداً في الوقت ذاته حرصه على وحدة واستقرار اليمن وسلامة أراضيه, واحترامه لإرادة وخيارات الشعب اليمني الشقيق حماية للسلم الأهلي وللأمن والاستقرار في اليمن ومكتسباته الوطنية . وفي سياق متصل بهذه المبادرة وفي جانب الضمانات التي يطلبها الرئيس اليمني أكد المحلل السياسي السعودي جمال خاشقجي أن دول الخليج غير معنية بهذه الضمانات إلا أنه استدرك بالقول خلال حديثه لقناة "بي بي سي" مساء أمس ما صدر قبل قليل يشير إلى أن الرئيس ربما وافق على تلك الضمانات التي بموجبها سيبقى في اليمن وضمان عدم ملاحقته وأسرته، مشيراً إلى أن الرئيس يمثل نظاماً وثمة كثير من الأشخاص من حوله قد يلاحقون في المستقبل لأي سبب من الأسباب كما حدث في تونس ومصر وهو الأمر الذي يقلق الرئيس كونه يريد حتى لو خرج من اليمن أن يتمتع المحسوبون عليه بالصفة العائلية أو الصفة السياسة بنفس الضمانات التي يتمتع بها وأسرته. وأوضح خاشقجي أنه لا يستطيع أحد أن يضمن أي اتفاق داخل اليمن إلا أن دول الخليج تتواصل مع بعض الفرقاء في اليمن ويتم التفاهم والتحاور معهم للوصول إلى اتفاق، خاصة وهناك مساعٍ داخل اليمن نفسها لتوفير مثل هذه الضمانات. وأضاف خاشقجي: أنا أعتقد أن الضمان الوحيد هو أن يترك الرئيس اليمن، ومجلس التعاون لا يمكن له الخروج بتفاصيل هذه الضمانات ومن يستطيع ذلك هو في الغالب يكون اللواء/ علي محسن الأحمر ومجموعة من شيوخ القبائل الذين يمكن لهم أن يخرجوا للشعب اليمني ويطلعوه على الصفقة التي تتبلور حالياً، أما دول مجلس التعاون فيمكن أن تضمن تلك الضمانات عن بعد. وقال: أعتقد أن اليمنيين بحاجة إلى مخرج لأن إصرار الرئيس وإصرار المعارضة ستؤدي إلى توتر مستمر واحتمالات التقسيم والفتن، مشيراً إلى أن الوصول إلى أنصاف الحلول أمر جيد لحلحلة الأزمة وما هو حاصل الآن ما هو إلا عناد بالذات من الرئيس في حين أن رفع الشارع لسقف مطالبه أمر طبيعي كتظاهرات، مضيفاً لكن علينا أن ننتظر ما سيخرج به اليمنيون خلال اليومين القادمين ونتحدث هنا عن بعض شيوخ القبائل واللواء/ علي محسن الأحمر فهم الذين سيقدمون التفاصيل. واعتبر خاشقجي أن الحديث عن مساعدات مالية من مجلس التعاون لليمن بمثابة رسالة للشعب اليمني لتخفيف بعض مطالبه والقبول بالمبادرة الخليجية لكن ما يخشاه مجلس التعاون ويحسب حسابه هو استمرار حالة القلق وعدم الاستقرار في اليمن وكل ما يستطيع فعله اليوم الخليج ضمان عملية تحول دستوري سلس وسليم إلى حكومة انتقالية يتولى شأنها اليمنيون.