في خطوة وصفت بالتصعيدية نقل شباب التغيير مكان صلاة جمعة الفرصة الأخيرة كما أطلق عليها إلى شارع الستين، حيث احتشد مئات الآلاف من مختلف سكان مديريات أمانة العاصمة . وحسب شهود عيان فقد امتد المصلون من أمام مقر الفرقة الأولى مدرع وحتى جولة عصر، فيما انتشرت جنود الفرقة على امتداد شارع الستين لحماية المصلين. ورفع المتظاهرون لافتات وشعارات تطالب بإسقاط النظام والرحيل الفوري لصالح وأتباعه، كما دعوا إلى محاكمة المسئولين عن سقوط شهداء وجرحي بين المتظاهرين خلال الأسابيع الماضية. وأشاد خطيب الجمعة بدور الأشقاء في الخليج ودول العالم وخاصة ألمانيا التي وقفت بجانب الشعب اليمني . ووجه الخطيب رسالة للأشقاء بأن عليهم أن يسمعوا لصوت الشعب وأن يعرفوا بأن مصلحتهم هي مع الشعب وليس مع الأشخاص، كون الشعوب باقية . ودعا المتظاهرون في ساحات التغيير إلى رص الصفوف والإيمان بالأهداف التي يريدونها ، محذراً من طابور خامس ممن يبثون الفتن والانشقاق بين صفوفهم . وطالب المعتصمون في تظاهرتهم عقب صلاتي الجمعة والعصر والصلاة على شهداء الأربعاء طالبوا صالح بالتنحي دون قيد أو شرط. وعلى صعيد متصل أعلن ما يسمى "المجلس التنسيقي لشباب ثورة التغيير" رفضه لأية مبادرة خارجية لا تنص صراحة على الرحيل الفوري للرئيس صالح ونظامه. ودعا المجلس التنسيقي دول الخليج "لوضع مصلحة اليمن وشعبه في مقدمة الاعتبارات في هذه المفاوضات، لأن هذا ما سيحدد مصير هذه الأمة التي تحتل موقعاً استراتجياً في منطقة الخليج العربي، معتبراً أن مبادرات دول الخليج ونتائجها لم تعط الإنسان اليمني ومطالبه الشرعية حقه الذي يستحق وتسعى لإرضاء صالح ونظامه، معرباً عن استنكاره ذلك السير. وقال المجلس إن المبادرات المتتالية التي يبذلها مجلس التعاون الخليجي لم تصب في مطالب شباب اليمن وثورة التغيير السلمية ومطالب الشعب اليمني التي تنصب في الحرية والديمقراطية والمواطنة المتساوية. وأضاف في بيان له أمس الجمعة أن المبادرات تصب في صالح النظام القمعي الذي لا يحترم ولا يعطي أي قيمة للحياة البشرية ويستمر في سفك الدماء يوماً تلو الآخر، بينما هذه المبادرات المفرغة تحاول جعل أبناء اليمن ذريعة لحماية مصالح النظام . وأشار المجلس إلى أن كل يوم يتأخر فيه مجلس التعاون الخليجي للوصول إلى حل يلبي مطالب شباب ثورة التغيير السلمية يؤدي إلى سفك مزيد من الدماء والقمع بحق الأبرياء. وكانت حشود مؤيدة للرئيس في صنعاء قد تجمعت أمس في ميدان السبعين، أكد فيها رفضه لما وصفه ب «الانقلاب على الحرية والعملية السياسية والديمقراطية» واتهم المعارضة التي تعمل في إطار تجمع «المشترك» بأنها تريد «الانقضاض على الدولة» ومكاسب الثورة وعملية توحيد البلاد». وندد صالح بدعوات المعارضة للسيطرة على المرافق العامة فقال: «رأيتم كيف دعوا للزحف على مصادر النفط والوزارات وهي مكاسب 49 سنة». واعتبر الرئيس اليمني أن عناصرهم «تتآكل كل يوم» أمام صمود أنصاره، ووصف المعارضين بأنهم «عناصر مرتدة وجبانة»، ودعا جمهوره إلى «الصمود كما في حرب 1994». وتابع: «سنواجه التحدي بالتحدي دون إسالة الدماء، وسنواجه دون إسالة الدماء، لأن لا أحد يمكنه التحكم بالبندقية إذا انطلقت». وودع صالح الحشود المؤيدة له قبل أن يستدرك ويعود ليقول: «نرحب بالمبادرة الخليجية وسنتعامل معها بإيجابية وبإطار الدستور اليمني».