ذكرت صحيفة "الوطن" السعودية في افتتاحيتها أن ما قدمته المبادرة الخليجية، كان محاولة لإنقاذ اليمن من المستنقع الذي وضعته فيه ظروف عدة من ضمنها قيادته، وكان حرياً بالحريصين على سيادته واستقراره الاستجابة للغة العقل، والابتعاد عن لغة المماطلة والمراوغة والابتزاز. وأشارت إلى أن الوقت لم يفت بعد على القيادة اليمنية، لتلقف ما طرحه الأشقاء في الخليج، حيث أن المبادرة الخليجية وإن كانت معلقة، إلا أنها ما زالت قائمة، وهي بانتظار خطوة باتجاهها من قبل المسؤولين اليمنيين - حسب الصحيفة. وأوضحت الوطن الصحيفة أن الرئيس/ صالح يغامر بشعبه من أجل البقاء في السلطة، وهو ما سيسيل الكثير من الدماء، وهو أمر استدركته قيادة مجلس التعاون الخليجي عندما حاولت بكل ما أوتيت من قوة تلافيه، عبر المبادرة التي حملها الأمين العام للمجلس، رغم المخاطر التي تعرض لها مع دبلوماسيين عرب وأجانب من قبل أنصار صالح. وتساءلت: ما الذي لم يكتمل - في نظر الرئيس صالح- في المبادرة الخليجية التي وضعت الحلول للأزمة اليمنية، بما يكفل له ولأعوانه كرامتهم والابتعاد عن لغة السلاح، ليبقى اليمن آمنا مستقراً؟ لا شيء على الإطلاق، فقد كانت مبادرة إنقاذ حقيقية لليمن. وقالت: إن نظام صالح فوت على اليمن - بعدم إنجاح المبادرة الخليجية- فرصة إخراجه من عنق الزجاجة الذي بات يضيق شيئاً فشيئاً على البلاد، ووضع الشعب اليمني في مهب ريح لا يمكن التكهن بمصيره، مستشهدة الصحيفة السعودية بالقول: فهاهي القاعدة في اليمن تسيطر على عاصمة أبين "زنجبار"، ولا أحد يعلم ما هي المنطقة أو المحافظة التي يمكن أن يسيطر عليها التنظيم في ظل تفكك البلاد ودخولها في أتون حرب بين النظام وأبناء اليمن من القبائل، وخاصة قبيلة "حاشد" القوية التي تملك ما تملك من القوة العسكرية والبشرية. وتابعت: لم تكن سيطرة القاعدة على مدينة زنجبار، صدفة في ظل ما يشهده اليمن من ثورة انطلقت من الميادين والشوارع منذ "20 فبراير" الماضي، فالقاعدة وأسلوبها في الانتشار ينطلق من الأماكن الرخوة في أي نظام، وهو ما تسنى لها في اليمن، بعد أن أصبح هذا البلد ملاذاً للتنظيم ومنطلقاً للتخريب في جميع الاتجاهات، ليس مطروحاً أن يكون للسلطة دور فيما حصل في زنجبار - كما تردد المعارضة- أو ما سيحصل في مناطق أخرى، ولكن المنطق يحتم، في إطار التعامل مع النظام اليمني، القول إن هناك تراخياً أمنياً تجاه ممارسات القاعدة منذ أن بدأت ثورة الشباب المطالبة بتغيير النظام ورحيل الرئيس. واختتمت: كان تنظيم القاعدة فزاعة النظام اليمني، فاستخدمها لمواجهة أية مطالبات بالتغيير، إذ كان النظام يضع نفسه في جهة والقاعدة في جهة أخرى، ليقول للداخل والخارج إن البديل عنه هو المزيد من الإرهاب، والمزيد من التفجيرات.