ارتفاع الأسعار بشكل مستمر دون أي رقابة أو متابعة عكس نفسه على الحياة المعيشية للمواطن البسيط الذي يعتمد اعتماداً كلياً على راتبه الشهري وهو بالكاد يغطي نفقات أسرة قليلة العدد ,فما بالك عزيزي القارئ بأسرة مكونة من عشرين فرداً. مواطنو الحوطة تحدثوا ل"أخبار اليوم" عن ما يعانون بسبب الارتفاعات المتواصلة للأسعار وخاصة المواد الغذائية وهي معاناة يتجرعها جميع المواطنين في ربوع بلادنا السعيدة ..فإلى أحاديثهم:- محسن الطويل: الأسعار تسببت بإرباك ميزانية الأسرة ذات الدخل المحدود بداية تحدث المواطن محسن الطويل قائلاً: إن الراتب لا يغطي ما يتم شراؤه من مواد غذائية لشهر كامل وأتفاجأ بين الحين والآخر بزيادة مضطردة في الأسعار تسببت بإرباك في ميزانية الأسرة ذات الدخل المحدود , مطالباً بإيجاد آلية تضمن ثبات الأسعار وخاصة المواد الغذائية التي يقدم التاجر على رفع أسعارها حال سماعه بخبر ما ,رغم ما تحويه مخازنه من بضاعة مشتراة بسعر قديم. أما المواطن/ قاسم محمد بلغيث أكد أن أغلب المواطنين في مدينة الحوطة يعتمدون في شراء حاجياتهم بنظام الآجل, أي أن الراتب الذي يستلمه الموظف يكون قد طار -حسب تعبيره -إلى عند التاجر لتسديد ما عليه من حاجيات اشتراها خلال الشهر الماضي ليتفاجأ عند شراء ما يحتاجه للأسرة خلال الشهر الحالي بأن هناك زيادة كبيرة في الأسعار عما اشتراه واقترضه خلال الشهر الماضي ,مما تسبب في تدهور وضع المواطن البسيط المعتمد كلياً على راتبه الشهري , ولا يوجد رادع قوي أو وازع ديني لثني بعض التجار وخاصة الكبار عن اللعب بأقوات الناس. ياسر عبده الجابري أشار إلى أن الراتب لا يكفي لإطعام أسرته خلال شهر وأن الزيادة في الأسعار تقصم الظهر ,مؤكداً أن هناك جهات مستفيدة مما يحدث للتكسب على حساب المواطن ,كما أن الفساد المستشري في مفاصل أجهزة الدولة يعتبر سبباً رئيسياً في هذا الارتفاع. قاسم محمد بلغيث: لا يوجد رادع قوي أو وازع ديني لثني بعض التجار عن اللعب بأقوات الناس وأضاف: ونحن نعرف أن هناك سلعاً مرتبطة بالبورصات العالمية ولكن الأسعار لاتصل إلى هذه الزيادة المهولة التي يقدم عليها التجار والتي وصلت في بعض المواد إلى 50% من قيمتها ,فمن حق الشعب ان يخرج وينتفض على هذه الوضعية السيئة ,فالفساد قضى على كل شيء والله الساتر على المواطنين مما تخبئه الأقدار خلال الفترة القادمة. أما فتحي فضل جعبل فقال: الأسعار تعتبر هماً يومياً لنا نحن الموظفين ,فكل شهر نعمل خطة جديدة لكيفية صرف الراتب والالتزامات المطلوبة لصاحب المحل الذي ينتظر بفارق الصبر وقت استلام الموظفين مرتباتهم ليعطوه ديون الشهر المنصرم ليبدأ مرحلة جديدة وديناً جديداً للشهر الحالي. وتابع: فنحن في كل دقيقة نلاحظ زيادة في الأسعار المواد المختلفة رغم وجودها في المخزن ولم يستورد أي بضاعة جديدة ونتفاجأ بزيادة غير متوقعة..متسائلاً: أين الرقابة؟ أين الخوف من الله سبحانه وتعالى ؟هل هي مؤامرة لتركيع هذا الشعب الذي خرج للمطالبة بالتغيير بطرق سلمية؟. أما عادل أحمد علي -سائق دراجة نارية- فيعتقد أن ارتفاع الأسعار يرجع إلى جشع التجار في الكسب السريع في ظل هذه الأوضاع التي يعيشها الوطن وما نتج عن ذلك من أزمة في الديزل والبترول والتي وصلت أسعارها في السوق السوداء أضعافاً مضاعفة لسعرها الحقيقي ،فأي تاجر سوف يبرر ارتفاع الأسعار بارتفاع سعر المشتقات النفطية وانعدامها في بعض الأحيان –حد قوله. ياسر عبده الجابري :الزيادة في الأسعار تقصم الظهر وهناك جهات تتكسب على حساب المواطن وتابع: ولكن نلاحظ أن الزيادة في سعر أي مادة من قبل التجار تكون مهولة وليس لبائع التجزئة أي ذنب في ذلك الارتفاع ,ما باليد حيلة ,فنحن نعاني أشد معاناة من ارتفاع الأسعار وخاصة أنني أعمل على دراجتي النارية التي اقتات بها على أسرتي الكبيرة والله يعيننا على الارتفاع المستمر للأسعار. من جانبه قال إياد ثابت سعيد: لقد لاحظنا الكثير من المآسي لبعض الأسر ناتج عن ارتفاع الأسعار التي ترتفع بسرعة البرق كل يوم ومن يهمه الأمر يتفرج ..وتابع: لقد غيرت بعض الأسر معيشتها وصرفها ,فبعضهم بالكاد يأكلون وجبة واحدة وأسر أخرى وجبتين في اليوم وغيرها لا تجد من يطعمها ,فهي معتمدة على ما تتسلمه من إعانة بمبلغ زهيد كل شهر والأسعار في ارتفاع. وتحدث أحمد سعيد أحمد بالقول: بالنسبة لغلاء الأسعار هذه ظاهرة موجودة عندنا في اليمن بحكم عدم وجود قوانين اقتصادية وضوابط ورقابة في هذا الشأن وإن وجدت فهي شكلية وهذا انعكاس للفساد المستشري في البلد وتحكم قلة قليلة من المنتفعين وأصحاب المصالح الخاصة بأمور البلد كافة وللأسف نسمع الادعاءات بوسائل الإعلام الرسمية بعكس ما هو جارٍ ويجري على كافة الأصعدة. أخيراً: الاقتصاد انعكاس للوضع السياسي الحالي في اليمن ونأمل أن نتجاوز هذه الظروف بأقل التكاليف.