أكد المنتخب الأوروجوياني أنه استعاد - فعلا - بريق الماضي بعدما نجح في رفع كأس أميركا الجنوبية (كوبا أميركا) للمرة الخامسة عشرة في تاريخه بفوزه على نظيره الباراغوياني (3-صفر) مساء أمس الأحد في المباراة النهائية التي احتضنها ملعب "مونومنتال" في العاصمة الأرجنتينية بوينوس ايرس، ويدين المنتخب الأوروجوياني بانتصاره إلى نجميه المطلقين لويس سواريز ودييغو فورلان، إذ سجل افتتح الأول التسجيل في الدقيقة (12) قبل أن يضيف الثاني الهدفين الآخرين في الدقيقتين (12) و(90)، ليثبت (لا سيليستي) بقيادة مدربه الفذ أوسكار تاباريز أنه عاد ليفرض نفسه من كبار الكرة الأميركية الجنوبية مجددا، بعدما أضاف إنجاز اليوم إلى ما حققه الصيف الماضي في جنوب أفريقيا حين تأهل إلى نصف نهائي كأس العالم للمرة الأولى منذ (40) عاما. وانفرد المنتخب الأوروجوياني بالرقم القياسي من حيث عدد الألقاب في البطولة الذي كان يتقاسمه مع المنتخب الأرجنتيني الذي خرج من الدور ربع النهائي على يد رجال تاباريز بالذات، وكانت الأوروجواي تخوض النهائي الأول لها في البطولة القارية منذ 1999م عندما خسرت أمام البرازيل بطلة النسختين الأخيرتين بثلاثية نظيفة، والمرة الحادية والعشرين في تاريخها، ونجحت بالخروج فائزة باللقب للمرة الأولى منذ عام 1995م حين تغلبت على البرازيل بركلات الترجيح (تعادلا 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي). ورفض المنتخب الأوروجوياني الذي توج بلقبه الثالث على الأراضي الأرجنتينية بعد 1916م و1987م أن يذهب ضحية الحظ الباراغوياني، كما كانت حال مع البرازيل وفنزويلا في الدورين ربع النهائي ونصف النهائي (خرجا على يد الباراغواي بركلات الترجيح)، فنجح بحسم المباراة بوقتها الأصلي وعن جدارة.. حارما منافسه من استعادة أمجاد الأيام الغابرة والفوز باللقب للمرة الأولى منذ 1979م والثالثة بتاريخه بعد أن توج به أيضا عام 1953م. يذكر أن المنتخب الباراجوياني وصل إلى المباراة النهائية دون تحقيق أي فوز، إذ تعادل (3) مرات في الدور الأول مع الإكوادور سلبا والبرازيل (2-2) وفنزويلا (3-3) في مباراة قوية، ثم أقصى البرازيل بركلات الترجيح (2-صفر) بعد تعادلهما بدون أهداف في الوقتين الأصلي والإضافي، وتخطى فنزويلا بركلات الترجيح أيضا (5-3) بعد تعادلهما (صفر-صفر) في مباراة سيطر عليها الفنزويليون. وهذه المرة الأولى التي يلتقي فيها الفريقان في النهائي، علما بأن المواجهة الأخيرة بينهما في البطولة القارية كانت منذ سبعة أعوام في ربع نهائي 2004م عندما فازت الأوروجواي (3-1)، ولم تنجح الباراجواي في التغلب على الأوروجواي في كوبا أميركا منذ 1947م، ومن أصل (24) مباراة بينهما، فازت الأوروجواي (14) مرة والباراغواي (6) مرات وتعادلا (5) مرات. وبالعودة إلى اللقاء، خاض تاباريز المواجهة بالتشكيلة التي تخلصت من البيرو (2-صفر) في الدور نصف النهائي باستثناء مشاركة دييغو بيريز في خط الوسط بعد عودته من الإيقاف.. في حين أجرى المدرب الأرجنتيني للباراجواي خيراردو مارتينو تعديلات بالجملة على تشكيلة مباراة فنزويلا، فزج بالفيس ماريكوس في الدفاع بدلا من انتولين الكاراز، وبانريكه فيرا وفيكتور كاسيريس في الوسط بدلا من دييغو باريتو وجوناثان سانتانا الموقوف لطرده في نصف النهائي، وبابلو زيبايوس بدلا من لوكاس باريوس في الهجوم ليلعب إلى جانب نيسلون هايدو فالديس. وكانت الأوروجواي الأفضل منذ البداية، وكانت قريبة جدا من افتتاح التسجيل منذ الدقيقة الثانية إثر ركلة ركنية وصلت إلى القائد دييغو لوغانو الذي لعبها قوية برأسه لكنه اصطدم بتألق الحارس خوستو فيار، ثم ارتدت الكرة إلى سيباستيان كواتيس الذي تابعها برأسه أيضا لكن نستور اورتيغوزا صدها بجسده ويديه دون أن يحتسب الحكم البرازيلي سالفيو فاغونديس فيليو ركلة جزاء.. وواصل رجال تاباريس اندفاعهم وسعيهم نحو افتتاح التسجيل، فيما اعتمد الباراجويانيون على الهجمات المرتدة التي انتهت عند أقدام دفاع الإوروجويانيين الذين نجحوا في استثمار أفضليتهم في الدقيقة (12) بفضل مهاجم ليفربول الإنجليزي سواريز الذي وصلته الكرة على الجهة اليمنى لمنطقة فيار فتلاعب بالمدافع بطريقة مميزة قبل أن يسدد فتحولت الكرة من داريو فيرون وارتدت من القائم الأيمن إلى الشباك، رافعا رصيده إلى (4) أهداف لينفرد بالمركز الثاني بفارق هدف عن البيروفي باولو غيريرو المتصدر. ولم تخف وتيرة اندفاع الأوروجويانيين رغم تقدمهم لكنهم عجزوا عن الوصول إلى مرمى فيار حتى الدقيقة (32) عندما كسر دييغو فورلان مصيدة التسلل وتوغل داخل المنطقة قبل أن يسدد لكن الحارس الباراجوياني كان له بالمرصاد، ثم حصل سواريز على فرصة ذهبية لتسجيل هدفه الثاني لكنه سدد في الشباك الخارجية في الدقيقة (37)، وأثمر الضغط الأوروجوياني عن هدف ثانٍ في الدقيقة (42) سجله فورلان الذي انتظر حتى المباراة النهائية ليفتتح سجله التهديفي في البطولة القارية، وجاء هدف أفضل لاعب في مونديال جنوب أفريقيا بعدما فقد الدفاع الباراجوياني الكرة عند مشارف منطقته فخطفها اغيديو اريفالو ومررها إلى مهاجم اتلتيكو مدريد الإسباني الذي أودعها بيسراه بعيدا عن متناول فيار. وانتظر المنتخب الباراغوياني حتى الدقيقة (55) ليهدد مرمى فرناندو موسليرا للمرمى الأولى عندما أطلق نيلسون هايدو فالديس كرة (طائرة) صاروخية لكن الحظ عانده بعدما ارتدت محاولته من العارضة، وبدا رجال مارتينو أكثر نشاطا في الشوط الثاني وسط تراجع الأوروجويانيين إلى منطقتهم ما دفع بتاباريس إلى الزج بنجم نابولي الإيطالي ادينسون كافاني بدلا من الفارو بيريرا سعيا خلف توجيه الضربة القاضية ل(البيروخا)، وكاد أن يحقق مبتغاه لكن فيار وقف في وجه محاولة البديل الأخر سيباستيان ايغورين في الدقيقة (74)، وعندما كانت المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة استفاد الأوروجويانيون من اندفاع منافسيهم ليسجلوا الهدف الثالث في الدقيقة الأخيرة وعبر فورلان أيضا الذي كسر مصيدة التسلل بعد تمريرة رأسية من سواريز وانفرد بفيار قبل أن يسدد في الشباك، مسجلا هدفه الدولي (31)، فعادل الرقم القياسي لأفضل هداف في تاريخ (لا سيليستي) والمسجل باسم هكتور سكاروني الذي سجل (31) هدفا في (52) مباراة خاضها بين 1917م و1930م. هذا وحظي المنتخب الذي وصل أمس إلى أوروجواي باستقبال حافل من قبل الجماهير التي حضرت بإعداد كبيرة إلى ملعب خاص تم فيه حضور اللاعبين وجهازهم الفني وهتفت الجماهير للاعبين، واحتفلت بإنجازهم لوقت طويل