شهدت قاعة فرع الاتحاد العام لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بقصر دار الحجر بحوطة لحج يوم الاثنين الماضي فعالية ثقافية تناولت حياة الأديب والشاعر الكبير (احمد السقاف) تحت عنوان احمد السقاف شاعر ومفكر، تزامنت مع مرور عام على وفاته بحضور العديد من الشخصيات الأدبية والفكرية ورؤساء المنتديات الثقافية بعدنولحج وأبين. وفي بداية الفاعلية رحب الأخ علي حسن جعفر السقاف رئيس فرع الاتحاد بالحاضرين والضيوف القادمين من محافظة عدن وأبين، مشيراً إلى أن فرع الاتحاد يقيم هذه الفعالية ضمن الأنشطة الثقافية خلال شهر رمضان وقال إن اختيار عنوان الفعالية الثقافية (احمد السقاف ) شاعر ومفكر لأهمية الرجل رحمة الله عليه في الساحة الأدبية والوطنية على مستوى الوطن العربي الكبير والذي قدم للثقافة العربية العديد من الأعمال المتميزة والحافلة بالعطاء والإبداع الفكري والإنساني، بالإضافة إلى تحمله العديد من المسئوليات وأهمها مسئوليته عن الهيئة العامة للجنوب والخليج العربي والتي قدمت لليمن شماله وجنوبه آنذاك العديد من المشاريع التنموية في الجوانب الصحية والتعليمية وهي لازالت شاهدة على انجازات وأعمال احمد السقاف رحمة الله عليه لبلاده اليمن من جانبه وفي مداخلة قيمة في الفعالية أكد الأستاذ نجيب يابلي على مكانة لحج من الناحية التاريخية والحضارية باعتبارها بيئة خصبة ملئية بالعطاء والإبداع على مر التاريخ. كما تطرق الأستاذ يابلي في مداخلته إلى جوانب مهمة في مسيرة وحياة المبدع الكبير احمد السقاف والتي تمثلت في البعد القومي العربي والبعد الإنساني في عطاءات وإبداع المفكر الكبير احمد السقاف ودوره المتميز في تطوير العلاقات اليمنية الكويتية في السنوات الماضية، بالإضافة إلى دوره البارز في المجال الإنساني من خلال بذل الجهود الدؤوبة في بناء العديد من المدارس والمستشفيات والجامعات في اليمن بدعم من دولة الكويت الشقيقة من خلال مكتب الهيئة العامة للجنوب والخليج العربي. وقال اليابلي في مداخلته عن احمد السقاف بأنه قامة عربية كبيرة وشخصية فريدة قلما يلد الزمان بمثله، مؤكداً بان أعمال السقاف الإبداعية و الإنسانية لا تزال خالدة وماثلة للعيان ولا ينكرها إلا المخطؤون. الأخ الأديب والكاتب الصحفي محمود المداوي من جانبه تحدث في مداخلته عن المكانة الفكرية الكبيرة للأديب احمد السقاف التي تستحق الاحتفاء والإجلال كما تناول الأخ المداوي الدور الإعلامي والفكري والنضالي للأستاذ احمد السقاف رحمة الله عليه وتناول في مداخلته أجزاءً من كتابات سابقة تناولت السقاف كان قد نشرها في احد الصحف الرسمية في التسعينيات تحت عنوان لماذا لا نكرم السقاف علي مهدي محلتي أشار في مداخلته إلى الأثر العظيم الذي تركه الأديب احمد محمد زين السقاف في وجدان الآخرين أصدقاء وأدباء وإعلاميين ومثقفين وقال لقد كان السقاف رحمة الله عليه أديباً إنساناً مؤثراً في الآخرين بأخلاقه وأعماله وتطرق محلتي إلى دور السقاف في إنشاء النادي القومي العربي في الكويت ودوره في تأسيس مجلة الكويت العربية ومن ثم تأسيس مجلة (العربي) في عام 1958م واختياره للدكتور احمد زكي رئيساً لتحرير مجلة الكويت عند تأسيسها، مختتماً مداخلته بقوله لقد أوقف السقاف شعره وإبداعه على الجانب العربي القومي عامة والشأن الفلسطيني خاصة من خلال مؤلفاته الشعرية والنثرية كما شارك الدكتور سعيد جيرع بمداخلة قيمة عن الفقيد احمد السقاف والتي تركزت في أربعة محاور اسماها "عام الحزن والمثال الأعظم العالم الباحث و العلم الوطني" وقال إن الأديب السقاف اتسم بالعصامية الايجابية في بناء شخصية السقاف والجهد الشاق في رحلة الاغتراب وما كان يتميز به من أخلاق وعلم وركز الدكتور جيرع في مداخلته على كتاب (العنصرية الصهيونية في التوراة)، مشيراً إلى أنه كتاب قيم وفريد للسقاف وتناول فيه الجانب البحثي والفكري في الكتاب وقد حدد فقرات من هذا الكتاب ابرز من خلالها شجاعة (احمد السقاف) في طرح قضية الفكر العنصري لدى الصهيونية وما زعموه من أباطيل وأكاذيب وأكد في حديثه على الجانب الوطني في حياة احمد السقاف وقال إن الرجال تقاس بالأعمال الخيرة التي تقدم للآخرين
الدكتور هشام السقاف أشار إلى أن الفعالية التي ينظمها فرع الاتحاد بلحج جاءت متزامنة مع منح الأديب احمد السقاف جائزة القدس العربية الممنوحة من قبل اتحاد أدباء جمهورية مصر العربية واتحاد الأدباء العرب خلال الشهر الماضي وقد تناول الدكتور هشام في مداخلته طبيعة العلاقة الأسرية والثقافية في حياة السقاف، كما تطرق إلى اثر البيئة اللحجية في شخصية (السقاف) وخاصة في الجانب العلمي والإبداعي وقال لقد تميز الأديب احمد السقاف بفن الإلقاء الشعري الجميل المتأثر بأساتذته ومعلميه في المدرسة المحسنية بالحوطة عاصمة السلطنة اللحجية آنذاك وعلى رأسهم الإستاذ الجليل محمد حسين الدباغ الذي كان رئيساً لبعثة الإشراف القادمين من الحجاز ومدير المدرسة التي تنتسب إلى الأمير محسن شقيق السلطان عبدالكريم فضل الذين كان لهم الأثر الكبير في تكوين شخصيته الإبداعية المتألقه كما تطرق الدكتور هشام إلى جوانب عديدة مهمة في حياة الأديب احمد السقاف ومنها الجانب العروبي والقومي والفكر الإنساني المتحرر ومواقفه الشجاعة وادواره المتميزة في إنشاء العديد من الأندية والصحف والمجلات العربية ومن ابرز تلك الأعمال دوره في تأسيس مكتب دولة الكويتبعدن عام 1969م وتأسيس ديوانية ثقافية في دولة الكويت وتأسيس مجلة كاظمة، كما تم إنشاء النادي العربي في الكويت ومجلة الإيمان ودوره في تأسيس مجلة العربي عام 1958م كما تحدث عن أبرز مؤلفاته الأدبية الشعرية والنثرية ومنها كتاب المقتضب في لغة العرب / الأوراق في الديارات النصرانية / أنا عائد من جنوب الجزيرة العربية/ نكبة الكويت/ وغيرها من الأعمال الأدبية والفكرية التي تركها الأديب الراحل احمد السقاف رحمة الله عليه كما قرأ الدكتور هشام السقاف عدداً من القصائد والأبيات الشعرية من روائع الأديب الراحل احمد السقاف وفي ختام الفعالية الثقافية أكد الحاضرون على ضرورة إقامة ندوة أكاديمية من قبل جامعة عدن تتناول حياة الأديب وأعماله الإبداعية والفكرية وإبرازها إلى حيز الوجود لتستفيد منها الأجيال حاضرا ومستقبلا. هذا وقد قام الأخ عادل إبراهيم المسئول الثقافي لفرع الاتحاد بتقديم الفعالية الثقافية الرمضانية معبرا عن شكره للجميع ومشاركتهم الفاعلة في إنجاح الفعالية وقد صدر عن منتدى الوهط الثقافي نشرة المنتدى عدد خاص بمناسبة مرور عام على وفاة الراحل الأستاذ الكبير والشاعر والأديب احمد السقاف من إعداد الدكتور هشام السقاف يحوي العديد من المقالات القيمة عن حياة الفقيد، بالإضافة إلى مجموعة من الصور النادرة للفقيد في مختلف المراحل العمرية.