في سابقة أولى منذ انطلاق ثورة الشباب اجتازت يوم أمس تظاهرة حاشدة بمدينة تعز جولة القصر الجمهوري، في الطريق إلى ساحة الحرية وهو المكان الذي سقط بالقرب منه العديد من الشهداء خلال الأشهر الأولى من الثورة بمجرد اقتراب المتظاهرين منه. وطالب المتظاهرون بضرورة تشكيل حكومة ثورية تحقق أهداف الثورة كاملة وتعمل على متابعة المجرمين والقتلة أمام المحاكم الوطنية والدولية، منددين بالاعتداءات التي طالت الجرحى وأسر الشهداء ظهر أمس الأول عندما أقدمت قوات عسكرية بالاعتداء عليهم بالقرب من مكان نزولهم وهم في طريقهم لمقابلة وفد السفراء. إلى ذلك من المقرر أن تشهد تعز اليوم مسيرة جماهيرية حاشدة للتنديد بذات الاعتداء والمطالبة بمحاكمة مرتكبي الجرائم وقتل المعتصمين من الشباب. من جانب آخر أرجع النائب/ عبدالكريم شيبان – وهو عضو برلماني وأحد أعضاء لجنة التهدئة بمحافظة تعز- أسباب امتعاضه يوم أمس وهو برفقة اللجنة الأمنية المكلفة بعودة الهدوء إلى تعز ومتابعة الانسحاب العسكري من المدينة- أرجع الأسباب إلى الخروقات الجمة التي تمارسها القيادات الأمنية بالمحافظة والمتعلق بتنفيذ بنود الاتفاق وأهمها رفع المظاهر المسلحة لحماة الثورة وبالمقابل انسحاب كافة القوات العسكرية من المدينة. وطالب شيبان بوضع جدول زمني للجنة الأمنية بدلاً من الوقت المفتوح وذلك لمعرفة مدى نجاحها بتنفيذ بنود الاتفاق كحقيقة على أرض الواقع، لاسيما وقد مضت 10 أيام من تاريخ صول هذه اللجنة وكان من المفترض أن تنهي عملها في وقت أقل من ذلك, محذراً بالوقت نفسه القيادة الأمنية من الاستمرار بالمراوغة وما قد ينتج عن هذه المراوغة من عودة الأمور للمحافظة بطريقة أسوأ مما كانت عليه من قبل. وأوضح النائب البرلماني أن حماة الثورة بادروا إلى الانسحاب من كافة الأماكن المتواجدين فيها بما في ذلك حي الروضة والموشكي والمنشآت الحكومية وهو ما شجع على عودة الحياة بالمدينة إلى طبيعتها والطلاب إلى مدارسهم بعدما كانت الشوارع شبه مغلقة. وقال شيبان إن القيادات الأمنية لا تزال مراوغة وهي تستخدم الأسلوب التمثيلي والقيام بالانسحاب الشكلي من بعض الأماكن إلى أماكن أخرى في قلب المدينة وتحديداً إلى منطقة الكمب بدلاً من انسحابها إلى المعسكرات في خارج المدينة بحسب الاتفاق. وأضاف العضو البرلماني أن قوات من الحرس والأمن المركزي وقوات اللواء 33 مدرع لا تزال في أماكنها كما في قلعة القاهرة، حيث المدافع وهناك النقاط المستحدثة في شارع الخمسين والستين التي لا تزال على حالها. وتحدث الرجل عن تواجد مئات الأفراد في العديد من المنشآت، كما مؤسسة المياه وميدان الشهداء ونادي الضباط والضرائب والبريد وغيرها من المنشآت، موضحاً أن 300 فرد يتواجدون في نادي الضباط لوحده. وكان اللجنة الأمنية برفقة لجنة التهدئة قد زارت يوم أمس العديد من المواقع التي تتواجد فيها قوات صالح وعند الوصول إلى نادي الضباط كانت هناك محاولة لمنع العضو البرلماني من الدخول إلى ذات المكان بحجة أن النادي للضباط فقط.