عندما تختلط الأوضاع السياسية بالرياضية يصبح الواقع الرياضي (مأساة)، خاصة إذا كان هذا الاختلاط يخضع لأفكار العنف والتطرف والحرابة.. وعندما تكون (الأنفس) هي ثمن الصراع السياسي ساعتها يجب أن تولي الحكومة الموضوع أهمية كبيرة على اعتبار أن (الدماء) غالية بالذات وأنها دماء تحلم بالأمن والاستقرار. في مصر حدثت الكارثة.. تقاتل الجماهير، وأزهقت الأرواح، وسالت الدماء في موعد كروي مشئوم جمع الأهلي المصري بالمصري البورسعيدي وانتهى بحوادث مؤسفة لم يشهدها الوطن العربي من قبل (رياضيا)، وبعيدا عن الأحداث التي حصلت في الملعب فإن أبرز التقارير التي تم استخلاصها عقب هذه المأساة هي أن عناصر مندسة من مسجلي الخطر كانوا قد اندسوا بين الجماهير لإثارة الفتنة وزعزعة استقرار وأمن مصر.. وبقدر أسفنا وحزننا على ما حصل في أرض الكنانة من سفك للدماء عقب مرحلة صعبة خلفها الربيع العربي إلا أن القرار الذي أتخذه لرئيس وزراء مصر بإقالة اتحاد الكرة وإحالة أعضائه للتحقيق على الرغم من أن الأسطوانة التي توجه الرأس تفيد بأن اتحاد الكرة (أهلي) ولا يحق للحكومة التدخل بالإطاحة به كما تنص قوانين الفيفا، وهو القانون الذي حمى كثير من الاتحادات الفاشلة وأبطل مفعول قرار إيجابي يتيح التخلص من أي اتحاد كروي فاشل. * براعمنا اهتمام مؤقت.. ومصدر للرزق فقط! لكن يبقى اتحادنا العام لكرة القدم هو الأكثر استفادة من قانون الفيفا والذي لطالما احتمى خلف الحماية (الفيفاوية)، واضعا في حسبانه أن أي تدخل حكومي يعيد العيسي إلى ما قبل الانتخابات منشغلا بما تجود به الأرض من خيرات الذهب الأسود.. لكن وبالعودة إلى قرار رئيس وزراء مصر وجدنا الرجل يثور ضد ما حدث، ويحزن على الدماء التي جرت وأصبحت الحديث الرياضي الأول في العالمين العربي والخارجي، فالرجل لم يبال لا ب(الفيفا) ولا بعجوزه (بلاتر)، فأصدر قرارا نابعا من ضميره الحي ومسئوليته أمام الله والناس قضى بإقالة اتحاد كرة القدم المصري، ولم يكتفِ بذلك بل وأحالهم للتحقيق ويا له من قرار جريء يستاهل عليه (80) مليون بوسة مصرية ومثلها أضعاف مضاعفة من الشفاه العربية. على غرار ما حدث في مصر نجد أن انطلاق دوري الدرجة الأولى في بلادنا كان قرارا متسرعا الهدف من ورائه استنزاف أموال الوطن بالرجوع إلى ما مر به الوطن من مشاكل سياسية ألقت بمؤشرات خطيرة على وضع الأندية اليمنية ولاعبينا، ورغم الانتقاد الذي تعرض له اتحاد الكرة بسبب قراره المتسرع حول بدء الدوري إلا أن العيسي استطاع إقناع الجميع بما فيهم مندوبي الأندية بأن الجو بديع والدنيا ليست ربيعا بل (صيفا) دافئا بعد أن أصبح الربيع العربي مصدر للتشاؤم عند البعض. واليوم هاهي الأندية باتت تدفع ثمن استهانتها بالوضع لتتعرض للاختطافات والتهديدات فكانت البداية مع فريق نجم سبأ ذمار الصاعد لأول مرة للأضواء وتلاه الحادثة التي تعرض لها لاعبو أهلي تعز في العاصمة صنعاء، وليس في طريق صحراوي أو خارج المدينة فما حصل للناديين أصبح من الممكن حصوله لأي فريق في ظل اللامبالاة التي يتعامل بها اتحاد الكرة مع الأندية ومع واقع الظروف الأمنية التي تؤثر على مسار دوري الأولى. اتحاد الكرة استجمع قواه وركز على مديونيته التي قال إنها بلغت (700) مليون لدى وزارة الشباب والرياضة وحينها تحرك أعضاء الاتحاد بلمح البصر لحصر المخصص المالي الذي يحتاجوه لتسيير الدوري دون أن يفكروا في عواقب انطلاقه وسط الظروف الراهنة. اليوم لسان الحال الذي لا يقتضي المراوغة يفيد بأن على رئيس مجلس الوزراء الأخ محمد سالم باسندوه أن لا يكون أقل جراءة من رئيس وزراء مصر، وعليه من موقع المسئول أن يبادر حالا بإقالة اتحاد الكرة وإحالته للتحقيق.. نأمل أن يتم تحقيق هذا المطلب والدنيا (لسه عوافي حبتين) وحتى لا تسيل دماء الرياضيين مستقبلا، أعرف أن رئيس الاتحاد المصري متمسك باتحاده جدا حيث كان حريا عليه أن يُبادر بإعلان استقالته حفاظا على ماء وجهه، ولكنه أنتظر حتى هبط عليه قرار الإقالة والمحاسبة كالصاعقة وهو ذات الأمر الذي ينتهجه العيسي، فالرجل لم يعلن مسئوليته يوما على فشله المتواصل في قيادة الكرة اليمنية حتى الآن.. أختطف باص نجم سبأ ذمار، وبالأمس أهلي تعز والرجل متمسك بأسنانه برئاسة الاتحاد.. وأجزم قاطعا أنه لو سالت دماء كل لاعبي كرة القدم لا قدر الله لن يتحرك العيسي واتحاده قيد أنملة وقد يعقد اجتماعا طارئا لمناقشة الوضع المالي وإمكانية التبرع ب(قبر) لكل لاعب ليس إلا. يا رئيس الوزراء إن كان العيسي واتحاده ينتظرون ضررا كبيرا يحل بالأندية اليمنية، فأعتقد أنك لا تنتظر مثلهم، وإن حكومة الوفاق وجدت لتطهير الفساد ومعالجة (أوجاع) المرحلة السابقة.. يا رئيس الوزراء أنقذ الكرة اليمنية من هيمنة العيسي وأعضاء اتحاد الكرة وخنوع الجمعية العمومية، أصدر قرارا بإقالتهم والتحقيق معهم فقط استنسخ قرار رئيس وزراء مصر لأن القضية واحدة وهي إرهاب اللاعبين وشغب الملاعب بالنظر إلى حوادث اعتداءات المشجعين. براعم قطر ما الفائدة؟!! ******** في الوقت الذي لا يوجد لدينا دوري فئات عمرية أسوة بباقي الدول نجد أنه بين ليلة وضحاها نصحو على منتخب براعم يشارك في قطر.. قمة المهزلة ما يحدث.. فنحن لا ندري كيف تم اختيارهم وهل إقامة بعض اللقاءات العابرة لهؤلاء الشريحة، هو أساس الاختيار السليم؟.. كل موسم تشكل لجان لهذا الغرض مع أن براعم الموسم الماضي مثلا مازالوا براعم وبإمكانهم المشاركة في قطر هذا العام!.. أليس من الغريب أن كل موسم نحظى بوجوه جديدة وعليه نتمنى أن لا تكون أعمار اللاعبين هي السبب. بالمناسبة كان براعمنا قبل مجيء العيسي إلى اتحاد الكرة يحققون المركز الأول في مهرجان قطر (الغرب آسيوي)، وحين جاء العيسي صار براعمنا يكتفون بلقب الوصيف ومن يدري هذه المرة أي مركز سيقعون فيه!. يحاول البعض إقناعنا أن هذا المهرجان آسيوي، وفي حين ننتظر مشاركة دول آسيوية كالصين والكوريتين واليابان وغيرها نجد أن الدول المشاركة هي دول الخليج العربي وسوريا والعراق، وهذا ما ينفي لفظ الآسيوية على المهرجان. وإذا كانت الدول السالفة الذكر تهتم بالفئات العمرية، وتختار لاعبي منتخبات البراعم وفقا لأدائهم مع أنديتهم في الدوري فإن اختيارانا لبراعمنا يتم على طريقة (حجرة بقرة) فقط . دعونا نطرح سؤالا مهما، وهو أين براعمنا السابقون؟!.. وماذا قدم لهم اتحاد الكرة؟!!.. الإجابة تكمن في أن اهتمام مسئولي الكرة اليمنية هو ذلك الاهتمام الذي يزول بزوال المؤثر فهو اهتمام آني يستفيد منه عدد من الأشخاص، ثم ينامون حتى قدوم مشاركة جديدة فيتدافعون للرزق باسم البراعم بدليل أنه طوال العام لم نسمع عن البراعم ولا من أولاهم أية رعاية. كل ما في الأمر أن الإستراتيجية التي وضعها اتحاد الكرة لهم هي إستراتيجية للترزق والسفر.. بل وركزوا على مهام المنسق الإعلامي لمنتخب البراعم أو المسئول الإعلامي المرافق سنجد أنهم لم يهتموا باللاعبين إعلامي،ا فخلت الصحف والصفحات الرياضية خلت من تصريحات أو حوارات مع البراعم، ألم أقل لكم أنه اهتمام مؤقت خلال فترة المشاركة (وطز) بهم باقي أيام السنة. لجنة الخوربي وحكام عدن!! ********* استقال الأخ جمال الخوربي ذات مرة من رئاسة لجنة الحكام فتعاطفنا معه بعد أن قال أن التدخلات في مهام عمله كانت وراء استقالته.. فعاد مرة أخرى رئيسا للجنة فاحترنا وقلنا ربما انتهت التدخلات.. وظل يبتعد ويعود حتى استقر الأمر عليه مؤخرا، الخوربي يدرك أن هناك عددا ن الحكام سقطوا في اختبارات الكوبر تست، ومع هذا لا يزال معظمهم يحكمون في دورينا الكروي، ولم يتم الالتفات لمستوياتهم وما يقدموه داخل الملعب.. تذكروا معي كم مرة أحيل فيه حكم (ما) للتحقيق أو تلقى عقوبة الإيقاف؟.. حكامنا هو الوحيدون الذين لم تطالهم يد المحاسبة والرقابة أسوة بحكام كرة القدم في أصقاع المعمورة، هذا إذا علمنا أن الحكم الذي قاد لقاء الريال والبرشا في إياب الكأس قد تلقى عقوبة الإيقاف لتغاضيه عن بعض الأخطاء التي حدثت في المباراة، وهنا تصبح عقوبة أي حكم يمني تقترب مليئا من المثل القائل (نجوم السماء أقرب لك).. ما يهمنا هنا هو أن حكام كرة القدم في عدن يشتكون من إهمالهم، وعدم إسناد لقاءات في دوري الأولى لهم كبقية زملائهم، وهي قضية حساسة نضعها على طاولة الخوربي والذي نسأله لماذا يتم إهمالهم وعدم إشراكهم في إدارة المباريات، وأية سياسة يتبعونها في تقسيم جدول المباريات الخاصة بحكام الكرة اليمنية؟!!. فمستوى التحكيم متقارب وبصراحة لا يوجد حد أحسن من حد!!.. فلا يعقل أن يظل حكام المحافظة التي عرفت الكرة قبلنا منتظرين لشفقة العيسي ومن بعده الخوربي الذي لو كان اتجه للتدريب لكان خيرا له.. ارفعوا الظلم عن حكام عدن ويا خوربي لا تكن سببا في تحطيم من ينتظرون الفرص لإثبات مواهبهم وتألقهم وحتى لا نقول إن التدخلات عادت إلى عملك فسكت هذه المرة لتمشي حالك!!. * لماذا حكام عدن بعيدون عن دوري الأولى؟!! الأقزام والسيوف!! ********* كنا نتمنى من بعض الإعلاميين الذين يصطادون في أغماد السيوف اليمانية أن يكونوا أكثر ارتقاء بوجهة نظرهم لا أن يكون حزنهم وحنقهم بسبب 2000 ريال لم يتسلموها، فيعودون لانتقاد اللعبة بطريقة عشوائية لا تستند على أصول العمل الإعلامي.. صاحبنا الذي صار يرسل مندوبين باسم صحيفته التي لا تغطي أي خبر لتهديدنا بالدفع ما لم فإن الحل الذي لن يكون (وسط) هو انتقاد اللعبة بشكل دام الأمر الذي جعلنا نتحسر على حال بعض الإعلاميين الذين سيخلدون في جحيم الكلمة التي يكتبونها، وهي ذات الحسرة التي خلفتها ال(2000) ريال، حيث صار علينا حتى نسكت أفواههم أن نقيم (مآدب) غداء على شرف حضورهم فعاليات البطولة.. المشكلة أننا أعطينا بعضهم سابقا أكثر مما يستحقون لكنهم استهزؤوا بالتغطية الإعلامية ولم يعيروها أهمية على غرار الشرفاء من زملاء الحرف الذين نرسل لهم الأخبار في مختلف الصحف فينشرونها دون أن ينتظروا جزاء من هؤلاء الأقزام، وسيظل سيف الشيخ حسين بارزا إزاء كل مرتزق ومبتز قيمته لا تتجاوز ال(2000) ومندوبيكم الذين ترسلوهم لنا في الفعاليات سنلفظهم كما حتى تطفو علامات الاحترام على السطح الرياضي ما لم فاكتبوا ما تريدون فثمنكم هو ورقتين أبو ألف!!.