دعا خطيب ساحة الحرية في محافظة الضالع "محمد عبده حاتم" الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومة الوفاق الوطني إلى العمل بقوة لإنجاح المهام الوطنية الملقاة على عاتقهم خلال المرحلة الثانية من المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذي المزمنة وفي مقدمتها إعادة هيكلة المؤسستين العسكرية والأمنية على أسس وطنية ومعايير مهنية بعيداً عن المعايير الضيقة لضمان أن لا تسيطر عليهما أسرة أو عائلة أو منطقة، وإنجاح الحوار الوطني الشامل الذي ستناقش فيه كل القضايا الوطنية ويشترك في هذا الحوار كل صاحب قضية بلا استثناء ليعمل الجميع بروح الفريق الواحد على نزع الألغام التي زرعها النظام طوال السنوات الماضية ، مشيراً إلى أن هذين الهدفين نصت عليهما المبادرة الخليجية وأن التلاعب فيهما أو محاولة عرقلتهما يعد خيانة وطنية، لافتاً إلى أن الطرف المتعنت سيكون تحت المراقبة من قبل الأشقاء والأصدقاء على حد سواء . وقال: إنه وإذا ما نجح الرئيس الجديد وحكومة الوفاق الوطني في تلك المهمة فإن ما بعدهما سيكون أيسر وأسهل، داعياً الثوار في الساحات إلى مواصلة المشوار حتى تتحقق هذه الأهداف . وأكد حاتم أن العقبات التي تقف اليوم أمام مهمة إعادة هيكلة الجيش والأمن على أسس علمية ووطنية تعكس وبجلاء فظاعة الجرم الذي مارسه المخلوع علي صالح بحق الوطن عبر توليته لأبنائه وأقاربه في مناصبهم الحالية وهو ما يؤكد النزعة الاستبدادية التي كان يحملها ويفكر بها ليحمي ظهره ويضمن تفرده هو وأسرته في إدارة البلد إلى ما لا نهاية . وأوضح: إن تلك النزعة أدركها الشعب اليمني كله والذي صرخ من أقصاه إلى أقصاه وفي مقدمته الثوار والسياسيون من أن البلد تسير إلى نفق مظلم بعد أن رأوا البلد تتحكم فيه أسرة تعمل على استمرار فسادها ومد جذورها ليصعب بعد ذلك اقتلاعها وزحزحتها من مواقعها متناسية إرادة الشعب التي هي من إرادة الله سبحانه .. وحمل حاتم المخلوع علي صالح ومهدي مقولة مسئولية ما حدث للجنود في محافظة أبين من مذبحة بشعة والذي تسبب في استشهاد أكثر من مائة جندي على يد الجماعات المسلحة بتواطؤ من بقايا النظام، واصفاً إياه بالعمل الجبان والغادر. ودعا القيادات العائلية في المؤسسة العسكرية والأمنية إلى الاتعاظ والاعتبار ممن كان قبلهم وأنه آن لهم أن يخضعوا لسلطة الشعب والقانون والمبادرة الخليجية ، مخاطباً إياهم: "كفى تمركز في مواقع وصلتم إليها معايير القرابة والولاءات الضيقة. كما دعا حكومة الوفاق الوطني إلى تحمل مسؤولياتها إزاء توفير الأمن والاستقرار والسكينة العامة للمجتمع ووضع حد للانفلات الأمني، داعياً الجميع للشعور بخطورة الوضع في ظل هذا الانفلات المفتعل من بقايا العائلة والذي قال إنها تحاول خلط الأوراق في إطار سعيها لعرقلة عملية الهيكلة، والعمل بروح واحدة من أجل بث السكينة العامة والتعاون مع حكومة الوفاق في عميلة الإبلاغ عن العناصر التخريبية والقبض عليهم لينالوا جزائهم العادل . وكانت الضالع قد شهدت في جمعة " الهيكلة وفاءً لدماء الشهداء " احتشاد الآلاف من الثوار في ساحة الحرية بدمت لأداء صلاة الجمعة قبل أن يخرجوا في مسيرة حاشدة جابت الشارع العام نددت بالمجزرة الدموية البشعة التي استهدفت أفراد اللواء 119 في أبين بتواطؤ دنيء من بقايا نظام المخلوع علي صالح وطالبت بسرعة هيكلة الجيش ومحاكمة القتلة وفاءً لدماء الشهداء والجرحى . وفي المسيرة ردد المشاركون هتافات وشعارات طالبت بسرعة الهيكلة للمؤسستين العسكرية والأمنية ومحاسبة المتورطين في جريمة استهداف الجنود في الكود ودوفس بمحافظة أبين ومن الهتافات : "هيكلة هيكلة ...فيها تحل المشكلة "، "يا أبين يا زنجبار .. لن ننسى دم الأحرار.. "سنحاكم كل الأشرار"، "قولوا لمهدي مقولة ... والله ما راحت له "، "علي صالح يا مخلوع ... ماشي للماضي رجوع " ، "يا خائن جيش اليمن في المكلاوأبين ... لازم تدفع الثمن "، "هادي لازم يتأهب ... وعلي لازم يتأدب " ، "قسماً لن نرجع ... حتى ننال الحرية .. والزبيري قائدنا... رمز الثورة اليمنية " . وقال ثوار الضالع في بيان لهم إنه وبعد أن حققت ثورة الشباب السلمية انتصارها الأول بخلع علي صالح عن كرسي الرئاسة ونراه يحاول إبقاء أبنائه وأبناء إخوته وأتباعه الفاسدين على رأس المؤسستين العسكرية والأمنية، مراهناً بذلك على إشاعة الفوضى والانفلات الأمني والتهويل من شأن القاعدة. واتهم البيان علي صالح بتقديم الدعم والضحايا من أبناء شعبنا الأبرياء سواء من الجنود والضباط أو من المواطنين وذلك لعناصر القاعدة كفريسة مجانية للتشفي وبث الرعب. ودعا ثوار الضالع كل أبناء الشعب وقوى الثورة الشعبية السلمية إلى رص الصفوف والاستمرار في الفعل الثوري حتى تحقيق كافة أهداف الثورة .. واستهجن البيان العمل الإرهابي الذي نفذته عناصر قاعدة صالح المزعومة بحق إخواننا الجنود والضباط في الكود بمحافظة أبين والذي راح ضحيته 185 جندياً و73 جندياً أسرى . وفيما حمل البيان "مهدي مقولة" - قائد المنطقة الجنوبية السابق - كامل المسؤولية عن تلك الجريمة البشعة ، طالب رئيس الجمهورية "عبدربه منصور هادي" بإحالة المذكور للنيابة العامة للتحقيق معه وكل المتورطين لينالوا جزائهم العادل . وجدد الثوار مطالبتهم للرئيس هادي بسرعة تشكيل لجنة عسكرية لإعادة هيكلة المؤسستين العسكرية والأمنية وإزالة أبناء وأقاربه عنهما لتصبحا مؤسسة وطنية تحميا الشعب والوطن والتصدي للعناصر التخريبية بما يخول له النظام والقانون.