سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
على النظام السابق أن يدرك أن وقته انتهى وأن اليمنيين قلبوا الصفحة والمجتمع الدولي لن يقبل بإعادتها السيد "لويس أيالا" سكرتير الاشتراكية الدولية في حوار مع "أخبار اليوم":
يؤكد أن نظام صالح أصبح صفحة مقلوبة والمجتمع الدولي واليمنيين لن يقبلوا بإعادتها سكرتير المنظمة الاشتراكية الدولية: على بقايا النظام إدراك عدم القبول بعودة الصفحة المقلوبة لنظام صالح * الشباب جاهزون ليكونوا جزءاً من صناعة القرار.. أكد السكرتير العام لمنظمة الاشتراكية الدولية أنه لمس إرادة عظيمة لجميع مكونات الشعب اليمني إزاء المضي قدماً نحو التغيير وتحدي المصاعب.. ووصف في حوار أجرته معه صحيفة "أخبار اليوم" جاهزية الشعب اليمني للاشتراك في عملية التغيير والتغلب على التحديات بأنه شيء عظيم ونادر لا يوجد في أي بلد آخر في مثل هذه الظروف.. فيما يلي ما تضمنه الحوار: * التحديات ولحظة الفرص: أعتقد أن اليمن اليوم يمر بلحظة تاريخية، فاصلة أفضل أن أسميها لحظة التحديات ولحظة الفرص، لكن اليوم عندما نتحدث عن أنها لحظة للفرص يرجع ذلك كون أن الطرف أو العامل الخاص الذي يحدد مستقبل وحاضر هذا البلد هو نفسه شعب هذا البلد، الذي يقرر هذه الفرص. عندما نتحدث عن الفعل الرئيسي، فهذا الفعل هو الشعب وأهل هذه البلد، تلك هي الفرصة الضخمة والعظيمة بمفهوم " لويس إيالا" الذي اعتبر ما قاله آنفاً يجعله متفائلاً جداً. * الشباب جاهزون ليكونوا جزءاً من صناعة القرار: سكرتير الاشتراكية الدولية يضيف بأن عناصر شتى تداخلت في الماضي، حيث كانت كل القوى مسؤولة عن مصير البلاد في اليمن، فيما الحكومة كانت لا تمثل الناس، بل تعارض مصالحهم، منوهاً إلى أن من كانوا يهتمون بالتنمية لم يكونوا الأغلبية، والأغلبية المهتمة بالتنمية – حسب تعبيره- هي تلك التي رأيناها في الأشهر الماضية وهي التي تريد العيش في ديمقراطية وسلام، تريد أن تحصل على حقوق، مشيراً إلى أن الشباب والنساء ومن شاركوا في هذه المسيرات يبدون في تقدم ومستعدون ليكونوا جزءاً من الصورة وجزءاً من صناعة القرار. يقول "إيالا": نحن الآن في لحظة تاريخية لأن اليمن أنجزت الكثير، لكن هناك الأكثر ننتظر إنجازه. في زيارته، ومن خلال نقاشه للعديد من مكونات المجتمع "أحزاب ومواطنين"، يرى سكرتير الاشتراكية الدولية أن الجميع جاهز للمشاركة في عملية التغيير والكل يريد أن يكون طرفاً في الخطوة التالية، وخطوة التغلب على المصاعب والتحديات – حسب تعريفه لها. * * التغييرات الجديدة لانتخابات فبراير، خلقت فرصاً جديدة للتغلب على المشكلات وتقديم الملف الأمني بشكل مختلف وجديد.. وتابع: إن ممثلي الأحزاب والسلطة وبقية أطراف الشعب، الكل يريد أن يكونوا جزءاً من المرحلة القادمة، فالكل الآن يستعد للمشاركة في الحوار الوطني وهذه هي الفرصة العظيمة ليشترك الجميع في تشكيل المستقبل، ويشير إلى أن الأهم من ذلك يتمثل بما لمسه من إرادة عظيمة للمضي قدماً نحو التغيير وتحدي المصاعب. وأضاف: أعلم أن المشاكل عديدة والتحديات والعقبات كبرى، لكن في ذات الوقت هناك فرص والأوضاع الملائمة لتخطي هذه العقبات.. إذا كنتم فعلاً تريدون خلق ديمقراطية – حد قوله- لافتاً إلى أن الديمقراطية لا يمكن أن تكون في جو الإقصاء، بل هي جو لاحتواء الجميع، حيث يتسنى للجميع الفرصة والمشاركة ولا يمكن أن يتحكم فريق بآخر أو يصعد فريق على حساب الآخر.. مشدداً: يجب أن يتم اتخاذ القرارات التي تتجاوب مع الجميع. * عقبات الماضي القريب: وقال: إذا أزحتم العقبات يمكن لجميع أطراف هذا البلد أن يأتوا جميعاً ويتوحدوا.. فكل العقبات من الماضي القريب، كل سياسة الإقصاء التي عشتموها، كلها خلقت مناخاً وشعوراً لدى الناس بصعوبة التقدم نحو الوضع الأفضل، مضيفاً بأن هناك بعض المطالب الفئوية وبعض الناس كانوا يبحثون عن حلول تخدم مصالح شخصية ولا علاقة لها بالبلاد، مؤكداً أن ذلك ليس وسيلة للمضي قدماً. وقال: إن كان هناك طريق لأي أمة، لأي شعب لأن يتقدموا إلى الأمام، فهي بالعمل مع الشعب.. مع كل الأطراف، حيث يجب أن يجلس الجميع مع بعضهم البعض لطرح الأولويات لرسم طريق التغيير. * اليمن.. لحظة تاريخية نادرة: وقال: رأيت الوجوه، سمعت الأصوات، آمال الناس، طموحاتهم، تطلعاتهم، انخراطهم بالعمل من أجل تطلعاتهم.. رأيت فيهم جاهزية، فالجميع جاهز ومستعد للاشتراك في هذه العملية.. وأضاف: إنه شيء عظيم ونادر لا تجد هذا الجو في بلد وبكل وقت إلا أنك تجد الآن هذه اللحظة النادرة التاريخية في اليمن. * اليمنيون لن يعودوا للصفحة القلوبة: ويقول إنه حين نتحدث عن الثورة يجب الحديث عن مشروع مستمر، فالمراحل التي تم إنجازها معناها أن الوقت كان مناسباً، ولكن هناك العديد من الأمور التي تظل عالقة، مشيراً إلى أن بقاء أركان في النظام السابق بمواقعهم هي من الأمور التي لا تزال عالقة.. وأضاف: أهل اليمن بالتأكيد قد قلبوا الصفحة ومحال أن يعودوا إلى نفس الصفحة. وحول إمكانية إعادة الصفحة التي قلبها اليمنيون بالقوة، أوضح "إيالا" بالقول: ولكن هذا الطرف قد ترك خلفنا الآن، عندما شارك الناس بالعملية الانتخابية فهم شاركوا بوعي وفهم في تطبيق المبادرة الخليجية، وأضاف: إن السلطات اليمنية الجديدة لديها صلاحية وشرعية من قبل الشعب.. "فقط الشعب اليمني هو الذي لديه الشرعية ليعطيها، وليس فقط من قبل الشعب بل الشرعية من قبل المجتمع الدولي بأسره"، وأردف: حتى نحن جاهزون لهذه المرحلة، لا أحد يريد العمل مع الماضي والكل جاهز بما فيه نحن والمجتمع الدولي والشعب اليمني للعمل مع السلطة الجديدة المنتخبة، هذه هي الحقيقة وهذا هو الواقع. وقال: يجب على هؤلاء الذين تركناهم بالخلف أن يفهموا هذا جيداً.. لقد ذهب وقتهم، انتهى وقتهم. وأوضح أن منظمة الاشتراكية الدولية تتكون من الأحزاب التي كانت وما تزال تناضل من أجل القيم التي تناضل الجماهير اليمنية من أجلها.. وقال: أنا نفسي آتي من بلدي "تشيلي"، لم أدخل المجال السياسي إلا لأحارب وأناضل من أجل القيم الديمقراطية والعدالة والمساواة ضد الديكتاتورية الشمولية، بقيت أناضل لسنوات طويلة وفي النهاية حصل بلدي على الديمقراطية التي كان ينشدها وحصل على حريته.. كانت لدينا نفس المشاكل والعقبات والتحديات التي تواجهونها أنتم في اليمن.. وقد بدأنا في "تشيلي" في ظل ظروف معقدة وصعبة جداً، ليس فقط انعدام الحرية والعدالة وانتهاكات حقوق الإنسان، وإنما فقر مدقع وبطالة، صورة سلبية جداً، انعدام للاتزان، ولكن اليوم وبعد 20 سنة من العيش في ظل النظام الديمقراطي الذي صنعناه، نجد الآن تقريباً انعداماً للبطالة في "تشيلي"، حيث أصبحت نسبة البطالة في تشيلي تصل إلى "5-6%".. وقال: لقد هزمنا الفقر وطورنا اقتصادنا خمسة أضعاف عما كان عليه في عهد الديكتاتورية السابقة. "تشيلي" الآن لديها أعلى معدل دخل للأفراد في أميركا اللاتينية كلها، إن هذه الانجازات نتيجة النضال الذي ناضلناه قبل عشرين عاماً، منوهاً إلى أنه لدى الحديث عن تشيلي لا يعنيها فقط، بل في المنظمة الاشتراكية الدولية أحزاب عديدة ناضلت من أجل نفس القيم في العشرين سنة الماضية، ليس فقط في أوروبا الوسطى وأوروبا الشرقية، فبعد سقوط المعسكر الاشتراكي ظهرت هناك ديمقراطية تعرف بالشرقية، وليس هناك فقط، ولكن في أفريقيا، في أميركا اللاتينية وفي جميع أنحاء العالم. وتابع: إن العناصر الرئيسية في هذه النضالات هي أحزاب عضوة في المنظمة الاشتراكية لذا هناك وسائل عديدة قد نتساعد فيها مع اليمن، أولاً: نريد أن نتبادل خبراتنا وتجاربنا ولهذا جئنا هنا لنتناقش مع رئيس الوزراء ورئيس البلاد، إذ كيف قمنا نحن بحل مشاكل، عليكم الآن أن تحلوها ويمكننا الآن أن نتعاون.. ثانياً: الدور الذي يمكن أن نلعبه هو تشجيع كافة الأطراف الدولية، لأن تساعد اليمن والشعب اليمني في التغلب على مشكلاته. ويضيف: نحن كمنظمة دولية نرى أن كل اللاعبين الدوليين الآن يجب أن يساعدوا اليمن بشكل إيجابي ليدفعوا به إلى الأمام، بدءاً بجيران اليمن، أعضاء دول مجلس التعاون الخليجي، والاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة الأميركية، وكافة المنظمات الدولية المختلفة، كلهم يجب أن يدفعوا باليمن إلى الأمام. * لا بد للنضال اليمنيين أن يثمر: وقال: يجب أن نجعل اليمن على قمة الأجندات المطروحة الآن في الساحة السياسية، ليس فقط في العالم وإنما أيضاً في المنطقة، نريد أن نجعل الجميع يولي اهتماماً بمجالات التعاون بين اليمن ودول العالم.. وأردف: هذا ليس مهماً فقط لليمنيين، وإنما لجميع اللاعبين في المجتمع الدولي. * * يجب أن تخلق الثقة لدى الجميع بأن هناك مناخاً ملائماً للاستثمار وخلق فرص ملائمة للتعامل مع الأجندة الحقيقية.. واعتبر "إيالا": المهم لليمن والمجتمع الدولي "أن تنطوي هذه الصفحة بنجاح وسلام"، لأسباب عديدة ليس فقط من أجل الأرواح والتضحيات الثمينة التي بذلت، ولكن أيضاً لنثبت أن النضال من أجل الحرية له ثمن في النهاية وثمرة نجنيها. * أثر التغيير نراه كل يوم وكل دقيقة!! وقال: يجب أن نقول إن اليمنيين نجحوا في الخطوات الأولى، موضحاً بأنه عندما نتحدث عن عشرين عاماً من النضال من أجل الديمقراطية، نتحدث عن فترة طويلة وعن العديد من الانجازات ولكننا رأينا الفرق في أول 24 ساعة، فالتغيير دائماً يأخذ مدة طويلة، ولكنك ترى التغيير كل يوم وكل دقيقة. * الشؤون الأمنية: وأكد أن الشؤون الأمنية مهمة في كل بلد وفي كل مكان بهذا العالم الذي أصبح قرية صغيرة، مشيراً إلى أنه لم يعد هناك مشاكل في منطقة معينة، فأي مشكلة بأي بلد يمكنها أن تضر العالم بأسره، فإذا كانت مشكلة أمنية هنا أو مشكلة أمنية على أبعاد الأميال من هنا، فكلاهما تضران العالم بأسره وهذه هي نقط أخرى بإمكان الجميع العمل عليها ونحن كديمقراطيين اشتراكيين موجودون في هذه النقطة بشكل كبير وبإمكاننا المساعدة في إزاحة أسباب الصراع، بإمكاننا أن نتعاون ونعمل جاهدين لتحقيق كافة سبل السلام، بإمكاننا البحث عن حلول سياسية لهذه المشكلات الأمنية باليمن وكذا حلول دبلوماسية.. مستدركاً: ولكن هناك بنداً يجب تحقيقه. وقال: عندما نتحدث عن التغييرات الجديدة لانتخابات فبراير، كل تلك التغييرات خلقت فرصاً جديدة للتغلب على تلك المشكلات ولتقديم الملف الأمني بشكل مختلف وشكل جديد. وأضاف: اليوم عندما نتحدث عن رئيس الجمهورية، فإننا نتحدث عن القائد الأعلى للقوات المسلحة وفي كل نظام ديمقراطي في العالم يكون رئيس الجمهورية هو القائد الأعلى للقوات المسلحة، لأن الرئيس يستمد سلطته من الشعب ونريد القائد الأعلى للقوات المسلحة أن يستمد سلطته من الشعب.. وعندما نتحدث عن المشكلات الأمنية نعود إلى نفس التساؤل، حيث هناك العديد من العمل يجب إنجازه في الفترة القصيرة. * تغيرات في القوات المسلحة ضرورة: وأشار إلى أنهم في المنظمة الاشتراكية يدركون جيداً أن هناك العديد من التغييرات يجب أن تتم في القوات المسلحة، ولكن فقط أصبح للشعب اليمني الوسائل التي كان يحتاجها لتحقيق هذا التغيير في القوات المسلحة. وقال: وأخيراً أصبح لديهم رئيس يوافق أيضاً على مسألة إجراء التغييرات في القوات المسلحة، ولذا ليس لدينا شك في أن هذا الرئيس سيقوم بإجراء الخطوات اللازمة نحو هذا التغيير في القوات المسلحة. وأكد أنه لا شك لديهم، لنرى تغييراً حقيقياً في مسألة هيكلة القوات المسلحة. * * الحزب الاشتراكي اليمني الآن يحيا بضمير حيّ * الجنوب والشمال تقاطع يرسم مستقبل اليمن: وقال: نتحدث عن الأمن، مشكلة الجنوب، مشكلة الشمال في صعدة، كل هذه المشكلات تتقاطع لترسم مستقبل هذا البلد، وهناك آليات مثل الحوار الوطني مثل الحلول السياسية وهي كلها أمور أصبح الجميع يتحدث عنها الآن، وأصبح الجميع يريد التقدم نحو هذه الأمور، وأصبح هناك طريق للاتجاه نحو إصلاح اقتصادي حقيقي، فبعد حل كل هذه المشاكل فإن اليمنيين يخلقون مناخاً ملائماً للنهوض بالاقتصاد وهو الأمر الذي تم التركيز عليه في "تشيلي"، حد قوله. وشدد على أهمية خلق المناخ الملائم والمؤسسات الملائمة للنهوض بالاقتصاد.. وقال: يجب أن تخلق الثقة لدى الجميع بأن هناك مناخاً ملائماً للاستثمار وخلق فرص ملائمة للتعامل مع الأجندة الحقيقية. وهي نفس الأجندات في أي بلد طبيعي، فالناس بحاجة إلى وظائف وفرص للتعليم، حيث يجب أن يكون هناك فرص للتأمين الصحي.. وأضاف: كل هؤلاء الآلاف من الشباب يتخرجون من الجامعات ولا يجدون الوظائف، يجب توفير فرص للعمل، وأن تسير الحياة بشكل طبيعي.. وهذه الأجندة ممكنة جداً في اليمن – حسب تعبيره- معتبراً ذلك ما يجعل الوضع في اليمن مميزاً للغاية. * دور الحزب الاشتراكي: ورأى أن دور الحزب الاشتراكي اليمني مهم لا يمكن الاستغناء عنه كبقية الأحزاب.. وقال: إنه لا يمكن الحديث عن دور الحزب الاشتراكي اليمني بمعزل عن الأحزاب الأخرى. وقال: عندما نتحدث عن التوافق نتحدث عن 3 نقاط مهمة، أولها: أن هذا الوقت هو وقت البناء التوافقي والمرحلة التاريخية ليست مناطة بقوة سياسية واحدة دون الأخرى أو طبقة وفئة مجتمعية معينة، فهذه وظيفة الجميع. وقال: إنهم في المنظمة الاشتراكية الدولية مقتنعون بأن الحزب الاشتراكي اليمني عليه أن يرقى في هذا المجال.. أشاهد الحزب الاشتراكي اليمني الآن يحيا بضمير حيّ يريد خلق التوافق والتواصل بين الأطراف السياسية.. وأضاف: أرى الحزب الاشتراكي اليمني سيعمل جاهداً للتواصل مع الشباب والعمل معهم وأراهم جاهزين لدمج مسألة حقوق المرأة ووضعها على الطاولة وبإمكاني القول بأن الحزب الاشتراكي سيعمل جاهداً لإدماج كل هذه القضايا ووضعها على الطاولة.