محمد عبده سعيد: المسؤولية الاجتماعية للشركات تعد مسؤولية أدبية وأخلاقية. شبلي أبو فخر: ما هو دور الدولة في اقتصاد السوق الاجتماعي ودورها في الاقتصادي والاجتماعي؟ د/ محمد الرشيد: نحن في مرحلة ننسب كل تاريخ الإنسان فيه إلى الآلة وننسى الإنسان صانع الآلة. المسؤولية الاجتماعية للشركات يدخل ضمن حوكمة الشركات والبنوك أو هكذا يقول البعض بل يؤكد عدد من المتخصصين بإن المسؤولية الاجتماعية في جوهرها تعد مسؤولية أدبية وأخلاقية قيمية في المقام الأول وفي إطار هذا البعد حسب اعتقادنا أرجع الأزمة المالية الاقتصادية العالمية إلى التجاهل الكبير لمبادئ المسؤولية الاجتماعية وعدم الالتزام بمبادئها على اعتبار أن حوكمة الشركات والبنوك يدخل ضمن المسؤولية الاجتماعية للقطاع الخاص جاء هذا ضمن كلمة الوزير التي ألقاها أمس الأربعاء أثناء افتتاح فعاليات المؤتمر الأول للمسؤولية الاجتماعية الذي ينظمه مركز دراسات و بحوث السوق والمستهلك وعلى مدى يومين في صنعاء من جانبه اعتبر رئيس اتحاد الفرق التجارية الأستاذ/ محمد عبد سعيد المسؤولية الاجتماعية للشركات بإنها غير إلزامية لكنها حسب قوله في جوهرها تعد مسؤولية أدبية وأخلاقية لافتاً الانتباه إلى أن انعقاد المؤتمر يأتي بغرض بلورة الوعي العام بين مسؤولي القطاعين الخاص والعام حول المواضيع المتعلقة بالمسؤولية الاجتماعية فضلاً عن سيادة الوعي العام. . وطالب سعيد من الجميع أن تكون المسؤولية الاجتماعية للشركات وفق خطط واستراتيجيات تهدف إلى تبني المسؤولية الاجتماعية في كل ما تمثله الكلمة من مسؤولية وشراكة. هذا وقد تم مناقشة عدد من أوراق العمل المتعلقة بالمسؤولية الاجتماعية كما تم عرض تجارب بعض الدول الشقيقة حيث تناولت ورقة الأستاذ/ بدر العوفي والتي حملت عنوان " المسؤولية الاجتماعية بطبيعتها وفي وقت الأزمات" التجربة العمانية وبينت كيف استطاع الأشقاء في سلطنة عمان من استحضار المسؤولية الاجتماعية أثناء وبعد الإعصار الذي ضرب السلطنة قبل شهر كما استعرض العوفي كيف استطاعت عمان تجاوز تلك المحنة ومن جانبها أكدت ورقة الدكتور/ شبلي أبو فخر على المسؤولية الاجتماعية في "ظل اقتصاد السوق الاجتماعية بين التطريق والتطبيق ودور الدولة والقطاع الخاص في تحقيق أهدافه"، الدكتور/ شبلي الذي عمل مديراً للمركز الدولي للدراسات والاستشارات في سوريا استعرض التجربة السورية على اعتبار أن الجمهورية العربية السورية قد أخذت بنظام السوق الحر الرأسمالية و كذا النظام الاشتراكي من قبل حيث تساءل في ورقته وتحت عنوان نظام اقتصاد السوق الاجتماعي قائلاً: ما هي العلاقة بين مستوى التطور الاقتصادي واقتصاد السوق الاجتماعية؟ وهل يتطلب اقتصاد السوق الاجتماعي النمو الاقتصادي ويتوقف على تحقيقه؟ وما هو دور الدولة في اقتصاد السوق الاجتماعي و دورها الاقتصادي والاجتماعي ثم هل تكون لاقتصاد السوق الاجتماعي هوية مزدوجة اقتصادية - اجتماعية؟ الدكتور/ شبلي أبو فخر ختم ورقته بطرح عدد من الأهداف وصولاً لتحقيق اقتصاد السوق الاجتماعي. مؤكداً في ختام الورقة أن تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية متوازنة في أي بلد يتطلب وضع برنامج حكومي للإصلاح الاقتصادي يقوم على أساس توسيع قاعدة إنتاج الدخل وتوسيع قاعدة توزيع الدخل أيضاً، فإذا كان أصحب الملكيات والثروات مهتمين بالتنمية وزيادة الاستثمار والإنتاج فإن الغالبية العظمى من المجتمع لها مصلحة أيضاً في توسيع قاعدة توزيع الدخل وبالتالي تحقيق العدالة الاجتماعية المنشودة. أوراق مهمة تلك التي تم مناقشتها في المؤتمر منها ورقة معنونة ب "المسؤولية الاجتماعية للقطاع الخاص، الوضع الراهن وآفاق المستقبل، دراسة استطلاعية مقدمة من وزارة الصناعة والتجارة أعدها وقدمها الدكتور طه الفسيل وورقة أخرى كانت معنونة ب "قيم المديرين وأثرها في تحقيق الأهداف الاجتماعية للمنظمات" أعدا الدكتور محمد عبدالرشيد علي أستاذ إدارة الأعمال بجامعة عدن. الإعلام أيضاً كان له حضوره في هذا المؤتمر حيث تم قراءة ورقة للأستاذ/ عمر بادويلان مستشار مدير عام المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون كانت معنونة ب "دور الاتصال والإعلام في تعزيز المسؤولية الاجتماعية للشركات". كذلك ورقة عنونت ب "المواصفات والمسؤولية المجتمعية" أعدها وقدمها جمال محمد منصر مدير عام المواصفات بالهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس وضبط الجودة. أما الورقة الأهم فكانت للدكتور/ عبدالمؤمن شجاع الدين والتي حملت عنوان "المسؤولية الاجتماعية للشركات بين الفقه والقانون". هذا وقد ختم اليوم الأول للمؤتمر بمداخلات لعدد من المشاركين. يشار إلى عدد كبير من منظمات المجتمع المدني وذوي الاحتياجات الخاصة والمرأة وسوف يستمر المؤتمر في فعالياته هذا اليوم الخميس بقراءة عدد من الأوراق الهامة ومن ثم استخلاص النتائج وقبل ذلك كان قد أعلن عن إطلاق جائزة أفضل المشاريع الاجتماعية للشركات بشربها وزير الصناعة والتجارة وهي استجابة لدعوة الرئيس اتحاد الفرق التجارية.