تتميز الدبلوماسية التونسية بقيادة الرئيس زين العابدين بن علي بحركية ونظرة شمولية ومقاربة بناءة في التعاطي مع الملفات المطروحة على الساحة الدولية خدمة للمصالح التونسية. وتقوم هذه الدبلوماسية المتجذرة في محيطها الإقليمي والحضاري على جملة من الثوابت في طليعتها التعلق بمبادئ الشرعية الدولية والسلم والتفاهم والتعاون بين الشعوب. كما تسعى إلى بعث روح جديدة من التضامن الدولي تراعي متطلبات الشراكة من أجل تنمية شاملة وعادلة ومستديمة. وفي هذا السياق تندرج مبادرات الرئيس زين العابدين بن علي لوضع ميثاق للتنمية المتضامنة والشراكة في حوض البحر الأبيض المتوسط وإبرام عقد للسلام والرقي بين الدول المتقدمة والدول النامية وكذلك المبادرة التي قام بها في سنة 1998 من أجل عقد قمة عالمية حول مجتمع المعلومات والنداء الذي وجهه الرئيس بن علي إلى قادة العالم والمنظمات الدولية لإحداث صندوق عالمي للتضامن سنة 1999، ودعوة الأممالمتحدة إلى تبني مدونة سلوك تلزم كل البلدان بالانخراط في جهد مشترك من أجل القضاء على آفة الإرهاب والتطرف. وقد توّجت هذه المساعي بمصادقة الجمعية العامة للأمم المتحدة في 20 ديسمبر 2002 بالإجماع على قرار ينص على إحداث الصندوق العالمي للتضامن. كما توّجت مبادرة الرئيس بن علي من أجل عقد قمة عالمية حول مجتمع المعلومات بالتئام هذه القمة على مرحلتين: الأولى في جنيف سنة 2003 والثانية بتونس من 16 إلى 18 نوفمبر 2005. وقد جسمت هذه المرحلة الثانية للقمة العالمية حول مجتمع المعلومات المكانة التي تحظى بها تونس في المحافل الدولية ومن بين الأهداف الأساسية للدبلوماسية التونسية: - بناء اتحاد المغرب العربي باعتباره خيارا استراتيجيا. وقد كانت لمبادرات الرئيس بن علي مساهمة حاسمة في قيام اتحاد دول المغرب العربي. وما انفك الرئيس بن علي يعمل على تطوير آليات الاتحاد وتجسيد أهدافه على أرض الواقع بما يكسب عملية الإندماج المغاربي حركية جديدة. - تدعيم روابط التضامن والتعاون والعمل المشترك في العالم العربي. كما يؤكده خاصة نجاح القمة العربية في دورتها ال16 والتي انعقدت بتونس وضعت برنامج إصلاح لفائدة البلدان والشعوب العربية. - مساندة عملية السلام في الشرق الأوسط باعتبارها المدخل إلى تحقيق حل شامل وعادل ودائم في المنطقة. - تنمية علاقات التعاون مع البلدان الإفريقية والمساهمة في حل الصراعات التي تشهدها القارة بالطرق السلمية. - تحقيق الأهداف المنشودة في إطار اتفاقية الشراكة المبرمة بين تونس والاتحاد الأوروبي. - تقوية التضامن الأورومتوسطي بفضل دعم الحوار بين مجموعة خمسة زائد خمسة خلال أول قمة بين هذه البلدان في شهر ديسمبر 2003 بتونس. - إقامة علاقات شراكة وتعاون مع الدول الآسيوية والأمريكية وتدعيمها. تونس بن علي. . . قطب هام لاستثمارات عالمية ضخمة تعمل تونس منذ تغيير السابع من نوفمبر 1987على ضمان تدفق الاستثمارات الخارجية وتدعيمها في القطاعات الجديدة والواعدة تأمينا لمقومات التنمية والتشغيل بالبلاد وإتاحة الفرص أمام كبار المستثمرين في البلدان الشقيقة والصديقة ومزيد تطوير التشريعات وتعزيز هيكلة القطاع المالي وتطوير آلياته بما يتلاءم ومتطلبات الاستثمار. ويحرص الرئيس بن علي على استكمال مقومات اقتصاد المعرفة الذي جعل منه محورا أساسيا في برنامجه للفترة الحالية والفترة القادمة، إذ من تحديات المرحلة القادمة مزيد الاستثمار في البحث العلمي والسيطرة على التكنولوجيات الحديثة بعد أن قطعت تونس أشواطا كبيرة في هذا المجال. وأصبحت تونس منذ 1995 أول بلد من الضفة الجنوبية للمتوسط، يمضي اتفاق شراكة وتبادل حر مع الاتحاد الأوروبي. كما أبرمت تونس اتفاقيات تبادل حر مع عدة بلدان مغاربية وعربية وتعمل على تنويع علاقات التعاون والشراكة في مختلف أنحاء العالم. وخلال العشرية 1987-1997 مكنت الحوافز التي تمنحها تونس للمؤسسات الاستثمارية الأجنبية من ارتفاع الاستثمارات الخارجية بنسبة تجاوزت 100% بالمقارنة مع العشرية السابقة. وسجل حجم الاستثمار الخارجي تطورا كبيرا ليبلغ 1000 مليون دينار سنة 2005 مقابل 100م د سنة 1986. وبفضل الحوافز التي اتخذتها لتشجيع الاستثمار الخارجي وما يميزها من استقرار سياسي واجتماعي واقتصادي أصبحت تونس وجهة استثمارية مفضلة لأكثر من 3000 مؤسسة أجنبية تعمل في عديد المجالات. ومن أكبر الاستثمارات التي استقطبتها تونس في الفترة الأخيرة مشروع عقاري ضخم لإنشاء مدينة القرن "باب المتوسط" في البحيرة الجنوبية لتونس العاصمة، حيث أطلقت شركة "سما دبي" الإماراتية والجمهورية التونسية في شهر أوت 2007 رسميا المشروع المذكور. وسيمتد المشروع على مساحة 837 هكتارا باعتمادات تبلغ 14 مليار دولار "حوالي 18 مليار دينار تونسي" كما إنه سيوفر 140 ألف فرصة عمل و من المنتظر أن ترتفع حجم اعتماداته الى قرابة 16 مليار دولار. ويعتبر هذا المشروع الاستثماري الضخم استثنائيا ليس فقط من حيث حجمه والاعتمادات المالية المخصصة له بل كذلك من حيث تأثيره على مسار التنمية وعلى الاقتصاد الوطني بل أن تونس تهدف من خلال مثل هذه المشاريع الضخمة إلى اللحاق بركب الدول المتقدمة عبر بلوغ نسبة نمو تقدر ب 6. 3 بالمائة والترفيع في مستوى الدخل الفردي إلى 5700 دينار فضلا عن إحداث 412 ألف موطن شغل جديد خلال الخماسية القادمة. ومن المقرر أن يضم نحو 2500 شركة ومؤسسة استثمارية عالمية ومنها 26 مليون متر مربع من البنايات وستترواح مدة إنجازه بين 5 و10 سنين سيتضمن بالخصوص أبراجا متعددة الاستعمالات وناطحات سحاب إحداهم تفوق 500 متر و50 ألف وحدة سكنية و10 منتجعات سياحية ومركبات فندقية فاخرة ومدارس وجامعات ومحلات تجارية عالمية عصرية و5 مراسي لليخوت وملعب صولجان و مدينة رياضية ومكاتب كبرى للشركات وحدائق وبنايات صديقة للبيئة. وأطلق الجانبان على المشروع صفة "مدينة القرن" على الرغم من أن مشاريع أخرى أكبر منه تنفذ في المنطقة، لكن أهميته كبيرة بالنسبة لتونس، حيث سيعتمد اعتماد مطلقا على العمالة التونسية والكفاءات والمهندسين التونسيين وشركات الاستشارات والمقاولين المحليين. ترتيب تونس من خلال التقارير العالمية الأخيرة تحصلت تونس في السنوات الأخيرة على تقدير دولي أبرزته عديد التقارير الصادرة عن عدد من الهيآت الدولية. وقد أبرزت التقارير العالمية الأخيرة، تطورا في ترتيب تونس في عديد المجالات الاجتماعية والعلمية والقدرة التنافسية الاقتصادية وفي مجال الخدمات. وقد اعتمدت هذه التقارير معلومات مرجعية في مجالات الاستثمار في التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال والاجتماع والنظام التربوي لتونس وعناصر أساسية وهي المحيط السياسي والاقتصادي للبلاد ومستوى التطور التكنولوجي ودرجة استعمال التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال. وفي ما يلي نبذة عن ترتيب تونس من خلال التقارير العالمية الأخيرة : - المرتبة الأولى في إفريقيا والمرتبة 39 على الصعيد العالمي في تصنيف البلدان الأكثر سلاما واستقرارًا. المصدر : مؤشر السلم العالمي (2007) Global Peace Index * المرتبة الأولى في إفريقيا والمرتبة 30 على المستوى العالمي في مجال القدرة التنافسية الاقتصادية. المصدر : تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي حول القدرة التنافسية 2006 - 2007. - المرتبة الثالثة من حيث القدرة على ترشيد النفقات العمومية. ا لمصدر : تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي حول القدرة التنافسية 2006 - 2007. - المرتبة الرابعة في مجال اقتناء الحكومة للمعدات التكنولوجية. المصدر : تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي حول القدرة التنافسية 2006 - 2007. - المرتبة العاشرة من حيث عدم تأثر الموظفين الحكوميين بعامل المحسوبية في اتخاذهم لقراراتهم. المصدر : تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي حول القدرة التنافسية 2006 - 2007. - المرتبة الأولى في المغرب العربي وفي إفريقيا والمرتبة 35 على المستوى العالمي في ميدان تكنولوجيات المعلومات. (Networked Readiness) المصدر : تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي حول تكنولوجيات المعلومات 2006 - 2007. - المرتبة الحادية عشرة في مجال جودة النظام التربوي. المصدر : تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي حول القدرة التنافسية 2006 - 2007. - المرتبة الثالثة عشرة من حيث الثقة التي يتمتع بها رجال السياسة لدى الرأي العام. المصدر : تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي حول القدرة التنافسية 2006 - 2007. - المرتبة السابعة عشرة في مجال انطلاق المشاريع الاقتصادية في آجال تنافسية. المصدر : تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي حول القدرة التنافسية 2006 - 2007. - المرتبة الأولى في المغرب العربي وفي إفريقيا والمرتبة الثانية في العالم العربي والمرتبة الرابعة والثلاثين على المستوى العالمي في مجال القدرة التنافسية السياحية والأسفار. المصدر : تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي حول القدرة التنافسية في مجال الأسفار والسياحة 2007. - المرتبة 26 في العالم من حيث الامتيازات التي توفرها البلاد كموقع خدمات المصدر : A. T. Kearney's Global Services Location Index (2007) التقييم المسند إلى تونس من قبل الوكالات الدولية المختصة.