أفتتح المركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل (منارات) مساء أمس الثلاثاء في أمانة العاصمة برنامجه الثقافي لعام 2009 بمحاضرة عن الأوضاع الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي. وفي هذه المناسبة ألقى رئيس مجلس إدارة مركز (منارات) كلمة أكد فيها إن ما يشهده واقعنا الوطني والعربي والدولي من تحديات بالغة الأهمية تحتم على المفكرين والعلماء تقديم الرؤى التي يستنير بها صناع القرار في اتخاذ المواقف الحكيمة بما يجنب أوطاننا المزيد من استلاب الإرادة والتفريط بالمزيد من الحقوق الطبيعية والقانونية والإنسانية إلى جانب ما تنشده الشعوب من حياة كريمة واستقرار وسلام وتنمية مجتمعية وممارسات حقيقية للديمقراطية. موضحا أن أبناء غزة صدروا حتى يومهم الحادي عشر ملحمة بطولية عظيمة بصمودهم أمام جبروت العدو ووحشيته إزاء حالة من الإذعان والتصدع في الموقف الرسمي العربي وتواطؤ مفضوح من المجتمع الدولي. وبأن النظرة الثاقبة للأحداث ورغم العدوان إلا أن روح المقاومة والاستبسال لدى أبناء غزة قد أيقظ إرادة التحرير والدفاع عن الحقوق المغتصبة تجلى في ما شهده الشارع العربي والإسلامي والدولي من مواقف شجاعة منددة بالطغيان الصهيوني ومناصرة للشعب الفلسطيني في نضاله المشروع لاسترداد الحقوق المسلوبة. وأشار أبو حورية إلى أن مركز (منارات) من خلال برنامجه الفكري لهذا العام سوف يواصل نشاطاته البحثية والعلمية التي تقوم على قواعد راسخة من المنهجية والموضوعية والتمسك بالأهداف الوطنية والقومية والإسلامية وبناء جسور التعاون والشراكة مع المراكز والمؤسسات البحثية العلمية الفلسطينية والعربية على مستوى العالم قاطبة. من جانبه ذكرالدكتور أسامة الأشقر المستشار بمركز الراصد للدراسات بجمهورية السودان في محاضرته "قراءة في أبعاد المشهد الفلسطيني الراهن، وتداعياته وأثاره على القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي" عدد الأسباب التي مكنت حركة المقاومة حماس من الصمود أمام العدو الصهيوني حتى الآن منها حد قوله: الحسم العسكري لحركة حماس في قطاع غزة واستفادة الحركة من فترات التهدئة الماضية في كافة المجالات رغم الضغوط الممارسة ضدها واستفادتها من تجربة حزب الله ورؤيته حيث عززت قدراتها الصاروخية والحربية إلى جانب الأداء الإعلامي العربي الذي تميز حد قوله بتغطية إيجابية للحرب والانحياز للمقاومة. وأوضح الأشقر في محاضرته أن هناك تناغماً كاملاً بين موقف السلطة الفلسطينية والموقف المصري والأوروبي وأن هناك انقساماً واضحاً في المشهد العربي أكثر مما حدث في حرب حزب الله مع إسرائيل نتج عنه حد قوله تصدع المعسكر العربي. لافتا بأن هناك تفهما للموقف الإسرائيلي من قبل المجتمع الدولي جراء الإعتداء على غزة حيث حمل المجتمع الدولي حركة المقاومة حماس كامل المسؤلية غير أنهم نندوا وطالبوا بعدم استهداف المدنيين من قبل إسرائيل. منوها بأنه لا يوجد اتفاق في المشهد الصهيوني على إنهاء المعركة وأن إسرائيل في حربها الحالية على قطاع غزة أتبعت نفس سياساتها السابقة (التدمير العالي) بهدف إيقاع أكبر الخسائر بالمدنيين والبنية التحتية. وأكد الأشقر أن قطاع غزة منطقة مكشوفة أمنيا ومعزولة ولا يوجد لدى المقاومة قوات بحرية ولا أسلحة ثقيلة ولا تحالف سياسي مع أي طرف كما أنه لا توجد مقاومة حقيقية وأن مفهوم الانتصار مرتبط بالصمود أمام العدو الصهيوني حد قوله.