اعتبر رئيس المنتدى العربي للدراسات والتنمية/نبيل البكيري خروج جماعة الحوثي عن السياق الوطني بعد يومين من صدور قرارات استكمال هيكلة الجيش بتظاهرات تطالب بإسقاط نظام هادي وحكومة الوفاق، يعد دليلاً على عنصرية الجماعة ودمويتها، وأن الجماعة تسعى إلى استعادة ماضيها العنصري الكهنوتي البغيض تحت مسمى المطالبة بإسقاط النظام الحالي، بعد إدراكها أن القرارات الأخيرة تهدد مشروعها. وأشار البكيري في تصريح ل"أخبار اليوم" إلى أن الجماعة الحوثية جماعة شوفينية تحاول استعادة حالة من حالات الكهنوت الماضي الذي تخلص منه اليمنيون منذ 50عاماً ودعوة كعهد أسود إلى الأبد. وقال في تصريح ل"أخبار اليوم" إن الحوثيين يتوهمون أن النظام السابق الذي تم إسقاطه ليس سوى نظام جغرافي محصور في رقع جغرافية فحسب وأنه بانتقال الحكم إلى أطراف اليمن وكل اليمنيين برون فيه تهديداً لشوفينيتهم وطائفيتهم، منوهاً إلى أن التحالف الذي كان قائماً بين بقايا النظام السابق وعائلة صالح وجماعة الحوثي التي كانت تعول كثيراً على الإمكانيات العسكرية التي كانت لا تزال بيد عائلة صالح لتسخيرها في صالح مشروعهم العنصري والطائفي. وأضاف أنه وبقرارات هيكلة الجيش اليمني وسيطرة القرار السياسي على المؤسسة العسكرية الوطنية، يدرك الحوثيون أنه لا يمكنهم الوصول إلى أي من هذه المقدرات العسكرية التي كان عينهم بها علي عبد الله صالح. وقال إن توحيد الجيش يعني سلبهم من ذلك الحلم الذي كانوا يحلمون به في إعادة الإمامة التي يتطلعون لها منذ زمن. وأكد البكيري أن وراء مشروع إسقاط نظام هادي الذي يتبناه الحوثيون ورائه تدخل إقليمي خارجي، حيث أن جماعة الحوثي تعد ورقة تستخدمها إيران لتكرار نفس السيناريو الحاصل في لبنان بتشكيل نسخة من حزب الله اللبناني باليمن بالقرب من أهم ممرات النفط والطاقة بالعالم وهو مضيق باب المندب، فضلاً عن أن هذه الجماعة تمثل تهديداً جيو سياسي للخليج والمملكة العربية السعودية تحديداً. وأوضح رئيس المنتدى العربي للدراسات والتنمية بأن إيران هي من تدير جماعة الحوثي في صراعها مع الداخل الوطني والخارج الإقليمي، واصفاً القرارات الرئاسية الجديدة بأنها كانت ضربة قاصمة لكل المشاريع الفئوية والصغيرة شمالاً وجنوباً، مبيناً بأن المشروع الوطني الوحدوي بالضرورة يعلن احتضار كل المشاريع الصغيرة؛ الطائفية شمالاً والمناطقية جنوباً حد قوله. وقال إن الحوثيين يحاولون بلورة مشروعهم حالياً إلا أن المشروع الوطني يقف لهم بالمرصاد، حيث الإرادة الوطنية تقف في وجه كل المشاريع التمزيقية التي تستهدف سيادة الوطن. وكانت جماعة الحوثي قد أحيت الجمعة الماضية على خلاف الشعب اليمني الذي أحياها تحت اسم "جمعة النصر" فيما جاءت الجمعة التي أحياها الحوثيون بصعدة وذمار وإب بدون اسم وطالبوا خلالها بإسقاط النظام الحالي وحكومة الوفاق الوطني.