هنأ مساعد أمين عام الأممالمتحدة ومبعوثه الخاص إلى اليمن جمال بن عمر مكون الحراك الجنوبي السلمي على قراره بالعودة للمشاركة في أعمال مؤتمر الحوار الوطني الشامل. وقال بن عمر في كلمة ألقاها خلال لقائه أمس بأعضاء المكون برئاسة محمد علي أحمد :" أهنئكم على قراركم بالعودة إلى مؤتمر الحوار الوطني واستئناف العمل في فريق القضية الجنوبية لمناقشة خلاصات التصوّرات التي قدمها الفريق خلال الفترة الماضية". وأضاف :" إن قراركم يعتبر رسالة واضحة إلى اليمنيين والمجتمع الدولي أنكم جديون في رغبة الحوار ونواياكم صادقة في التعاون لبناء يمن جديد يتّسع لجميع أبنائه". وخاطب المبعوث الأممي أعضاء مكون الحراك الجنوبي قائلا:" لقد أثبتتم أنكم على قدر عال من المسؤولية والوعي السياسي والشجاعة في التغلب على العقبات والمضي في استثمار هذه الفرصة التاريخية".. مبينا أن الحوار الوطني هو الفرصة الوحيدة الحقيقية لمعالجة القضية الجنوبية وسواها. واستطرد قائلا :" لقد عملتم في الأشهر الماضية بجدية من أجل التوافق والوصول إلى الهدف النهائي، وهو إقرار وثيقة مخرجات تلبّي تطلعات اليمنيات واليمنيين". ومضى قائلا:" وها قد بلغتم اللحظات الحاسمة الأخيرة باتجاه هذا الهدف، وقطعتم أشواطاً كبيرة بحكمتكم وإرادتكم السياسية إذا ما نظرنا إلى الماضي، حين كان البلد على حافة حرب أهلية، وأيضاَ إذا ما نظرنا إلى المحيط الإقليمي والأزمات التي يشهدها حالياً". وأكد مساعد أمين عام الأممالمتحدة ومبعوثه الخاص إلى اليمن أن زمن الوعود الفارغة انتهى، وبدأ وقت التنفيذ. وقال :"هناك إشراف مباشر من الرئيس عبدربه منصور هادي والوزارات المعنية على تنفيذ النقاط العشرين والنقاط الإحدى عشرة المتعلقة بالقضية الجنوبية، وإشراف مباشر من الأممالمتحدة أيضا، العمل جار حالياً على إطلاق صندوق ائتماني خاص بالجنوب، وهناك تعهدات مالية من دول عدة في انتظار أن تصرف لتعويض المتضررين ". وعبر المبعوث الأممي عن أمله في أن يتعامل أعضاء مكون الحراك الجنوبي بإيجابية مع الجهود التي بذلها الرئيس هادي وحزمة القرارات التي اتخذتها الحكومة بتوجيه منه، وآخرها إقرار مصفوفة الإجراءات التنفيذية للنقاط العشرين والنقاط الإحدى عشرة، والاعتذار لأبناء الجنوب وصعدة على الحروب السابقة.. باعتبار ذلك واجب وطني للمساهمة في إحلال أجواء التوافق وإنجاح مؤتمر الحوار الوطني. وأوضح أن الدعم الدولي للقضية الجنوبية كان وسيستمر من خلال الدعم الفني المباشر بالخبرات واستمرار إيصال صوت الجنوبيين إلى مجلس الأمن الدولي.. وقال :"سوف أتحدث في تقريري المقبل في 27 سبتمبر وفي كلمتي أمام الاجتماع الوزاري لأصدقاء اليمن في نيويورك عمّا حققه مؤتمر الحوار الوطني، وأخصّ بالذكر الحراك السلمي الجنوبي المشارك في الحوار الذي أصرّ أن يكون طرفاً إيجابياً وفاعلاً في الحوار والعملية السياسية منذ بدايتها ". وتابع :"إن الحراك السلمي الجنوبي المشارك في الحوار تمكن من تحقيق ما لم يحقق منذ 20 عاما، وحقق مكسب الاعتراف بالقضية الجنوبية وعدالتها على المستويين المحلي والدولي." وخاطب بن عمر أعضاء مؤتمر الحوار الوطني الشامل قائلا:" كونوا على ثقة أن المجتمع الدولي ينظر إليكم كنموذج لحوار وطني شامل وتشاركي لأن ما أنجزتموه لم تعرفه المنطقة من قبل".. متمنيا من الجميع أن ينظروا إلى الأمام، و إلى ما يمكن العمل عليه في الأيام القليلة المتبقية من عمر مؤتمر الحوار الوطني. وأختتم المبعوث الأممي كلمته قائلا:" أنا على ثقة أنكم قادرون على التوافق على معالجة مُرضية للقضية الجنوبية وشكل الدولة وعلى وثيقة المخرجات وآلية صياغة الدستور، وسوف يكون إنجاز تاريخي لكم ولجميع اليمنيين يبني مستقبلاً أفضل للأجيال القادمة". وكان القيادي رئيس هيئة رئاسة المؤتمر الوطني لشعب الجنوب المناضل محمد علي أحمد، أكد خلال الاجتماع الذي ضم مكون الحراك الجنوبي المشارك في الحوار الوطني، أكد عودتهم للحوار مع تمسكهم بخيار شعب الجنوب وحقه في تقرير مصيره واستعادة دولته الحرة المستقلة كاملة السيادة. وهاجم بن علي في الكلمة التي ألقاها من وصفهم بأصحاب النفوس الأنانية والمريضة من الشماليين وبعض الجنوبيين أصحاب المشاريع التآمرية على الجنوب، التي تهدف للوقوف حجر عثرة أمام النضال السلمي للحراك الجنوبي الذي يسعى إلى استعادة الجنوب كوحدة سياسية وجغرافية واحدة بعيدا عن التقسيمات، واصفاً دعاة هذه المشاريع بأتباع وعملاء و أعداء الجنوب في الشمال وبانهم يريدون الاستمرار ببيع الجنوب خدمة لهؤلاء الأعداء من محتلي الجنوب وناهبي ثرواته. واكد أن صمود شعب الجنوب وحراكه السلمي سيكون الصخرة التي تتحطم عليها كل هذه المؤامرات، مطالباً إياهم بالكف عن خيانة الجنوب والتآمر على شعبه وثرواته مقابل ما يرمى لهم من فتات من الناهبين. ولفت إلى أن هذه الممارسات التي وصفها بالحقيرة ستظل وصمة عار في جبين المتآمرين الذين يرصد شعب الجنوب خطواتهم. وانتقد المناضل محمد علي أحمد تصرفات بعض الجنوبيين الذين استخدمهم هذا الخصم. وقال انهم اثبتوا بذلك انهم فاقدوا الإرادة والموقف والولاء للجنوب وشعبه وقضيته، لافتا إلى أن شعب الجنوب يعرف هؤلاء الأشخاص من خلال مواقفهم المبنية على الطاعة العمياء للمصالح الشخصية التي تخالف مصالح شعب الجنوب وهدفه. وأشار في حديثه إلى انه استخدام مستثمري قضية شعب الجنوب سواء في الداخل أو الخارج من خلال محاولة تفريخ ممثلين للحراك الجنوبي في الحوار الوطني والدفع بهم كبديل لهذه المجموعة، مضيفا أن هذه الأدوات فشلت في مساعيها وتحطمت محاولاتها أمام صخرة الوفاء والإخلاص والولاء للقضية الجنوبية من قبل مجموعة ال85 المشاركين في الحوار الذين سيسجل التاريخ مواقفهم بأحرف من نور. وأشاد القيادي بن علي بصمود أبناء الجنوب واستمرار حراكهم السلمي، وترحم على أرواح الشهداء. وحيا الحاضرين على تمسكهم بثوابت شعب الجنوب، الذي جسدوه في مراحل الحوار السابقة من مواقف بطولية وصمودهم في المواجهات الصعبة، مؤكداً أن الفريق خاض خلال مشاركته في مؤتمر الحوار الوطني العديد من الموجهات نتيجة وقوفه إلى جانب خيار شعب الجنوب وقضيته العادلة وتمسكه بخياره الذي تضمنته رؤيته والمتمثلة بحق شعب الجنوب في تقرير مصيره واستعادة دولته الحرة المستقلة. مشيرا إلى أن الفريق يواجه اطراف كثير وليس طرف واحد تمثلت في القوى التقليدية في الشمال من الطامعين في استمرار السيطرة على الجنوب وبعض الجنوبيين المرهونين لمصالحهم الشخصية وولاءهم الحزبي الأعمى والمزايدين باسم الحراك الجنوبي ومستثمري كفاحه وتضحياته وتاريخ نضاله السلمي. وفي هذا السياق ذكرت مصادر مطلعة ل "أخبار اليوم" أن محمد علي أحمد قد اتفق مع الرئيس هادي وجمال بن عمر على شروط العودة للحوار، موضحة أن من بين تلك الشروط تقليص فريق القضية الجنوبية إلى لجنة مكونة من "16" شخصاً ثمانية يمثلون الحراك الجنوبي وثمانية يمثلون المكونات الشمالية المشاركة في فريق القضية الجنوبية في الحوار الوطني. وهو الأمر الذي لقي رفضاً واسعاً داخل الفريق كون هذا التقليص يخالف النظام الداخلي لمؤتمر الحوار الوطني، ويعمل على إقصاء مكونات مشاركة في الحوار. وأشارت المصادر إلى أن القيادي بن علي تلقى وعودا من المبعوث الأممي والرئيس هادي بتعيين بعض القيادات المحسوبة على مؤتمر شعب الجنوب في مناصب في الدولة ومعالجة عدد من قضايا أعضاء مكون شعب الجنوب. ويأتي إعلان مكون الحراك الجنوبي للحوار في وقت لا يزال التفاوض قائم بين القوى السياسية المشاركة في الحوار على عدد من النقاط ابرزها شكل نظام الحكم وشكل الدولة وتمديد الفترة الانتقالية تحت مسمى فترة تأسيسية لتنفيذ مخرجات الحوار.. وتفيد المعلومات الواردة أن مسألة التوافق على الفدرالية مازالت محل نقاش وتفوض مستفيض بين القوى الرئيسية في الحوار.. حيث يتم التفاوض على أن تكون هناك فدرالية من عدة أقاليم مع وجود رؤى للاكتفاء بإقليمين، الأمر الذي يلقى رفضاً واسع في صفوف القيادات الجنوبية المشاركة في الحوار. وفي هذا السياق أوضحت مصادر مطلعة أن أصحاب رؤية الفدرالية من إقليمين تلقوا تأكيدات ونصائح من خبراء دوليين في مجال أنظمة الحكم، بأنه لا يوجد أي استقرار اقتصادي إلا في ظل الفدرالية متعددة الأقاليم، مشيرين إلى أن الإصرار على إقليمين لا يخدم المواطن اليمني لا في الشمال ولا في الجنوب، وسيخلق حالة من عدم الاستقرار التي قد تتطور إلى نزاع مسلح. وكان الناطق الرسمي لمؤتمر شعب الجنوب أحمد القنع قد كتب في صفحته على الفيسبوك: إن المجتمع الدولي يقبل الحوار الندي بين الشمال والجنوب.. جاء ذلك بعد لقاء لنحو 85 مشاركاً شاركوا باسم الحراك الجنوبي جمعهم بالمبعوث الأممي جمال بن عمر أمس بصنعاء. القنع أنهى كلامه بالقول: " وبذلك نكون قد وضعنا قضيتنا في مسارها الصحيح"..