دائماً عن لجنة الناشئين والشباب بالاتحاد العام لكرة القدم.. المتعارف عليه أن مثل هكذا لجنة لها دور كبير تحت مسماها.. لكن لجنة الناشئين والشباب وقبلها البراعم لا دور يذكر لها.. ليس معنا فيها سوى الاسم (...) .. ظاهرة إعلامية ليس إلا.. ماهي البطولات التي أقيمت لهذه الفئات السنية؟ وكم عددها؟! لا شيء طبعاً.. والسؤال الأشمل .. كيف تعامل الاتحاد ولجنته المعنية هذه المرة في تشكيل المنتخبات ناشئين وشباب وأجهزتها الفنية وكذلك إعدادهما للاستحقاقين الآسيويين اللذين خاضاهما مؤخراَ؟؟.. كان عكس إعداد منتخباتنا السابقة من حيث فترة الإعداد (معسكرات مباريات تجريبية بما في ذلك اختيار اللاعبين .. وانظروا متى بدأ معسكر منتخب الناشئين والشباب في 1/9/2013م والاستحقاقان المنتظران كانا في شهر أكتوبر 2013م أي قبل شهر فقط.. وكانت بداية الإعداد بمعسكرين داخليين للناشئين والشباب ثم معسكرات في سلطنة عمان مع أربع مباريات تجريبية بمعدل مباراتين لكل منتخب. ولم يكن معسكرا عمان خاضعين لتخطيط مسبق إنما لعبت المصادفة دورها الكبير فيه أثناء حضور رئيس الاتحاد العماني لكرة القدم حفل زفاف (نجلا) رئيس اتحادنا الموقر وحينها تم التنسيق مع الضيف ورحب العماني باستضافة المنتخبين على نفقته الخاصة.. بخت ونصيب رائع وطالع جميل لاتحاد الكرة, لكنه حمل جوانب سلبية خاصة على منتخب الناشئين لأن الإعداد كان قائماً على البخت والنصيب وليس البرمجة والخطط المدروسة التي تأتي بنتائج إيجابية.. حتى نضع الرؤية بوضوح حول فشل الناشئين وتأهل الشباب.. نعود لمرحلة الاختيار الأولى للاعبين وأجهزتهم الفنية.. أولاً منتخب الناشئين.. تم انتقاؤه من خلال قوائم جاهزة لمنتخبات براعم سبق مشاركاتها في مهرجانات آسيوية في السنوات الماضية.. وكلنا يعلم أن المسابقات لمثلها فئات معدومة.. وهو ما يجعل الرؤية غير واضحة للجهازين الفني والإداري لهذا المنتخب.. هل هؤلاء اللاعبون الذين تم اختيارهم مازالوا يلعبون مع أنديتهم؟! هل هم جاهزون خاصة وانهم مثلوا البراعم قبل فترة ليست بالقصيرة في سنوات مختلفة .. أيضاً نقطة هامة أن الجهاز الفني بعيد عن تدريب هذه الفئات في الأندية غير أنه جُرب من قبل وفشل والتجريب بالمجرب خطأ فادح.. ثم أن هناك مدربين فعليين في الأندية يكدون منذ عشرات السنين وينتظرون فرصة ليثبتون بها ذاتهم, لكن يبدو أن معايير أخرى خاضعة للاختيار.. وباعتقادي لو كان اتحاد الكرة ولجنة الناشئين والشباب برئاسة عبدالفتاح لطف يملكون قليل من الفهم لاعتمدوا على المدرب البرازيلي الشهير في بلادنا (أحمد لوسيانو) المقيم في بلادنا منذ فترة براتب شهري من اللجنة الأولمبية أي أنه لن يكلف اتحاد الكرة مليماً واحد كما أن بمقدوره اختيار افضل العناصر لمنتخب الناشئين نتيجة معرفته بالمواهب من واقع ميداني عاشه خلال الثلاثة الأعوام الأخيرة.. كما أن المدرب المسلم لوسيانو سبق أن عمل مدرب للناشئين عام 1988م وتخرج على يديه مجموعة من النجوم الكبار الذين سطروا نجومية رائعة مثل (عبدالرحمن سعيد أبو علي غالب ناصر خالد الخولاني عمر عبدالحفيظ محمد العزعزي نبيل مكرم توفيق عبدالجليل عصام دريبان فارس عثمان جلا بهلول ..... لكن نقول لله في خلقه شؤون.. حصدنا الفشل وخرجنا من البوابة الخلفية نتيجة سياسة خاطئة تسيدتها المصادفة والبخت والنصيب.. وفيما يخص نجاح الشباب وتأهلهم الذي أفرحنا وأعطى فسحة من الأمل.. فقد كان بسبب اختيار مدرب كفؤ متواجد في الملاعب عمل على اختيار معظم عناصر المنتخب بنفسه من أندية الدرجة الأولى والثانية وكونه يعرف لاعبيه جيداً استطاع أن يخلق توليفة متناغمة بتوظيف مدروس حسب إمكانية كل لاعب بدون فلسفة خارجية عن حدود الفهم.. والتجريب الخاطئ.. ولذلك تغلب الجهاز الفني المقتدر ولاعبيه النجوم على قصر فترة الأعداد وعشوائية الاتحاد ولجنته.. وأجزم هنا أنه كان بإمكان منتخب الشاب تصدر مجموعته بسهولة وترك مركز أفضل وصيف في المجموعات للإمارات لو أعد كما يجب مقارنة بالأردن الذي استعد للتصفيات منذ ثلاث سنوات وأربع أشهر بينما فترة إعداد منتخب الإمارات تجاوزت الستة أشهر بإعداد متكامل.. والآن بعد التأهل نقول لدينا منتخب رائع.. عناصره (موهوبون) بامتياز سيحتاجون اهتمام وإعداد صحيح واستقرار فني وهم برأي رهان المستقبل ونتمنى المحافظة عليهم ورعايتهم بصورة صحيحة.. خلاصة الحديث.. لدينا مواهب بعدد طوب الأرض بإمكاننا استخراجها وصقلها والوصول بها إلى المستوى المنشود لكن أين المنظومة الكروية القادرة على وضع آليات وأجندة وبرامج تطويريه لهذه الفئات؟!