تظاهر المئات من أنصار الحراك الجنوبي أمس الأول في العديد من المدن والبلدات الجنوبية, مجددين رفضهم لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني, ومؤكدين تمسكهم باستعادة دولتهم الجنوبية وإلغاء الاتفاقية التي تم بموجبها دخول جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في وحدة شراكة مع الجمهورية العربية اليمنية, والتي يقولون بأن الوحدة الاندماجية مع الشمال قد انتهت في عام 94م حين أعلنت قوات نظام الرئيس اليمني السابق/ علي عبدالله صالح الحرب على الجنوب. واعتاد أنصار الحراك الجنوبي الخروج في مسيرات وتظاهرات كل يوم خميس من كل أسبوع فيما بات يعرف ب"يوم المعتقل الجنوبي" للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين الجنوبيين القابعين في السجون والذين تم اعتقالهم على ذمة نشاطهم في الحراك السلمي الجنوبي. ورفع المتظاهرون خلال تظاهرات شهدتها كل من الضالع وردفان وكرش والمسيمير بمحافظة لحج ومديريات مودية والمحفد وزنجبار بمحافظة أبينوعتق وحبان بمحافظة شبوة وبعضاً من مدن محافظتي عدنوحضرموت, رفعوا لافتات تؤكد رفض أبناء الجنوب لمخرجات مؤتمر الحوار الذي قالوا بأنه لا يعنيهم وأن من شاركوا من الجنوبيين فيه لا يمثلون سوى أنفسهم, كما رفعوا لافتات تندد بالمجازر التي قالوا بأن نظام صنعاء قد ارتكبها يومي أمس وأمس الأول في حضرموتوشبوة, وكذلك تندد بما قالوا أنه (مسلسل تصفية الكوادر الجنوبية). وشهدت مدينة الضالع صباح أمس مسيرة حاشدة شارك فيها عدد من قيادات الحراك الجنوبي تضامناً مع المعتقل المرقشي ورفضاً للحوار ومخرجاته.. وقد طافت المسيرة الشارع العام والشوارع الفرعية, مرددة الشعارات المطالبة بفك الارتباط واستعادة الدولة. وفي هذا السياق ألقى رئيس مجلس قيادة الثورة السلمية بمحافظة الضالع شلال علي شائع كلمة في المتظاهرين, دعا فيها إلى تغيير وسائل النضال بكل الخيارات وابتكار وسائل جديدة من أجل الإفراج عن الأسرى القابعين في سجون من وصفه ب"الاحتلال اليمني", وفي مقدمتهم المرقشي, وحث أبناء الجنوب على أخذ الحيطة والحذر مما تدبره بعض القوى السياسية وفي مقدمتها أحزاب اللقاء المشترك.. لافتاً إلى وجود مؤامرات تستهدف قضية شعب الجنوب وأن هناك من يبث سموم الفرقة بين أبناء الجنوب- حسب قوله. وأكد شلال شايع في كلمته "أن التضحيات لا تزيدهم إلا ثباتاً وأن الاستقلال ينتزع ولا يستجدى, وأن الشرذمة التي تتحدث باسم أبناء الجنوب فيما يسمى حوار دولة الاحتلال لا يمثلون إلا أنفسهم"- حسب تعبيره.. محذراً في كلمته ممن وصفهم ب" قُطَاع طرق التاريخ" وأخذ الحيطة والحذر منهم. وفي سياق متصل شهدت مدينة الحبيلين, كبرى مدن رباعيات ردفان بمحافظة لحج, مسيرة جماهيرية حاشدة ومهرجاناً خطابياً بمناسبة يوم المعتقل وإحياءً لأربعينية الفقيد الشيخ هاني الحضرمي, عضو الهيئة الشرعية الجنوبية والشهيد رأفت العطفي, نظمها مجلس الثورة السلمية والحركة الشبابية والطلابية بالتنسيق مع أسرتي الفقيدين, حضرها عدد من قيادات مجلس الثورة يتقدمهم أمين عام المجلس الأعلى للثورة السلمية الجنوبية السفير/ قاسم عسكر جبران والقيادي الدكتور/ فضل هماش وعميران الجهوري ومحمود سيف مقبل وآخرون. ورفع المشاركون في الفعالية صور الفقيدين وأعلام دولة الجنوب, مرددين الهتافات والشعارات المؤكدة على مواصلة النضال السلمي وعدم القبول بأي حلول أو مقترحات لا ترتقي إلى حجم التضحيات التي قدمها شعب الجنوب في سبيل استعادة دولتهم. وألقى السفير/ قاسم عسكر جبران كلمة جدد فيها رفض المجلس الأعلى لقيادة الثورة السلمية لمخرجات حوار صنعاء, الذي قال بأن شعب الجنوب سوف يرفضها "بتصعيده الثوري وإرادته الشعبية التي لن تنكسر أمام تلك المؤامرات والتحديات، وسنتصدى لها بكل قوة ولن نقبل بتمريرها على الأرض مهما كلفنا ذلك من ثمن". ودعا جبران في ختام كلمته دول الجوار والمجتمع الدولي إلى الالتفات إلى الشعب الجنوبي وتضحياته, مؤكداً بأن مصالحه باقية مع بقاء الشعب والثورة والدولة الجنوبية, معتبراً أن نظام صنعاء هو راعي الإرهاب والمخل بالأمن والاستقرار في المنطقة- حسب قوله. وألقيت في الفعالية التي أقيمت بمنصة الشهداء عدد من الكلمات منها كلمة اللجنة التحضيرية, ألقاها المهندس/ ماجد المشرقي, رئيس اللجنة التحضيرية, وكلمة عن أسرة الفقيد الشيخ الحضرمي وأخرى عن أسرة الشهيد رأفت العطفي. وفي محافظة شبوة خرج أنصار الحراك الجنوبي في تظاهرات شهدتها كل من نصاب وعتق, ندد المشاركون فيها بأحداث يوم الأربعاء الدامي في محافظتي شبوةوحضرموت, مؤكدين بأن تلك الأعمال التي وصفوها ب( القمعية والوحشية) لن تزيدهم إلا عزيمة وإصراراً على مواصلة النضال حتى نيل الحرية والاستقلال. وحذر المشاركون السلطات اليمنية من مغبة الاستمرار في الاستفزازات والاستعراضات في الشوارع, مؤكدين أن الأمر لم يعد مثلما كان في السابق وأنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي. ودشنت أثناء التظاهرات حملة جمع تبرعات للجريح/ محمد صالح صوابان الذي أصيب يوم أمس الأول بمدينة عتق برصاص قوات الأمن والذي يرقد في مستشفى الوالي بالعاصمة عدن، كما جدد المشاركون تضامنهم مع المعتقل الجنوبي/ احمد المرقشي. وشهدت مدينة جعار بمحافظة أبين والقرى المجاورة لها (الجول, المخزن, سيحان, بئر الشيخ, ساكن وعيص, والديو, والرميلة, الدرجاج, ومودية والمحفد وزنجبار) تظاهرات حاشدة, وذلك في إطار فعاليات يوم المعتقل الجنوبي الذي درج الحراك الجنوبي إحياءه كل يوم خميس من كل أسبوع.. وطاف المشاركون فيها شوارع المدن الرئيسية, حاملين أعلام دولة الجنوب وصور المعتقلين الجنوبيين, مرددين الهتافات الثورية المطالبة بالتحرير والاستقلال والرافضة لمخرجات الحوار اليمني, والمطالبة بإطلاق الأسير الجنوبي احمد عمر العبادي المرقشي. كما خرج أنصار الحراك الجنوبي في مديريتي الشيخ عثمان وكريتر بمسيرات ليلية, أعلنوا فيها عن تضامنهم مع المعتقل/ احمد عمر المرقشي, داعين إلى إطلاق سراحه والضغط على صنعاء بالإفراج الفوري عنه وكافة المعتقلين في سجونها.. كما أعلنوا عن رفضهم لمخرجات الحوار اليمني الذي قالوا بأنه لا يعني شعب الجنوب, كما دعوا إلى وحدة الصف الجنوبي والتصعيد الثوري السلمي.