لم تكن مدارس تعز وطلابها كما هو مؤسساتها التعليمية بمنأى عن إجرام مليشيات الحوثي وقوات على عبد الله صالح التي تمارس حصارها وحربها الإجرامية على المحافظة منذ ثمانية أشهر.. كانت المدارس وطلابها هدفاً لقصف المليشيا "الصالحوثية" والتدمير في تعز.. كما كان الطلاب أيضاً.. وتكشف الوقائع االأحداث اليومية عن حجم الحقد الدفين الذي تكنه هذه المليشيا لتعز وجيلها الذي يرعبهم.. وتكشف التقارير عن حجم الضرر الكبير والأثار التي خلفتها هذه الحرب على التعليم في المدينة.. ويؤكد مراقبون أن التعليم نتيجة لهذه الحرب بات في خطر.. مع استمرار الحرب في اليمن تتقلص فرص آلاف الاطفال من مؤاصلة تعليمهم ، حيث يمثل ارتفاع نسبة الفقر والتغذية وفقدان الأب المعيل فضلا عن الوضع الصحي وحالات النزوح عاملا حاسما يجبر الاطفال على ترك مدارسهم والتوجه الى سوق العمل إحصاءات تقول احصائيات ما قبل الحرب الجارية ان هناك 1.3مليون طفل يمني من الاطفال خارح المدرسة في سوق العمل منهم 479ألف في سن 6-11سنة . واستعرض مركز الدراسات والإعلام التربوي في مؤتمر صحفي تقريرا مفصلا حول وضع التعليم في اليمن, وقد تطرق التقرير لأسباب حرمان الأطفال من التعليم حيث أكد أن الحرب الدائرة في اليمن تسببت بتجنيد 2500 طفل واحتجاز 215 آخرين. فيما تعرض 1000 طفل وطفلة للقتل بينما جرح 1600 آخرين مع إجبار مليون وخمسمائة طفل على النزوح داخليا في الوقت الذي نزح فيه عشرة الاف من الأطفال خارج الوطن. كما ذكر التقرير أن الحرب تسببت بإغلاق 3800 مدرسة مايعد ربع مدارس الجمهورية كان يرتادها مليون ومائتي طالب وطالبة, فيما أغلقت 400 مدرسة في تعز لوحدها. وكان مركز الدراسات والإعلام التربوي ونقابة المعلمين فرع محافظة تعزاليمنية (وسط)، ناشدا ما وصفها ب "أطراف النزاع" سرعة إخلاء المدارس والمؤسسات التعليمية لاستكمال العام الدراسي السابق، ووضع خطة طوارئ سريعة لإعلان العام الدراسي الجديد في المديريات والمناطق المتضررة بالمحافظة. وقال تقرير صادر عن المركز، بأنه ومنذ "احتلت جماعة الحوثي المسلحة العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر/أيلول 2014، كان التعليم هو الأكثر تضرراً من بين مؤسسات الدولة" ليصبح الطلاب والمعلمون وقوداً للحرب المستعرة في أكثر من محافظة حتى وصلت إلى تعز، واصفاً الخسائر التعليمية فيها ب "الكارثية". تدمير وكشف التقرير والمعني بتقييم التعليم العام بالمحافظة (الأساسي والثانوي والجامعي والفني)، بأن 59 مدرسة تعرضت للقصف المباشر لتتنوع الأضرار بين الكلي والجزئي، فيما تم اقتحام 35 مدرسة واستخدمت لأعمال عسكرية منذ بداية الحرب في مارس/آذار الماضي، مشيراً إلى أن عدد المدارس التي استخدمت لإيواء النازحين بلغ 62 مدرسة بالمحافظة. وأضاف التقرير بأن نحو 8 جامعات أغلقت أبوابها أمام الطلاب، بعد تضرر 3 منها بشكل مباشر، بعد استخدامها للأعمال العسكرية، واستخدام مكتب التعليم الفني بمنطقة "الحصب" بالإضافة إلى 5 معاهد فنية أخرى تابعة له لأعمال عسكرية ومخازن للأسلحة، علاوة على تعرض أربعة معاهد فنية للقصف المباشر. أما كلية المُجتمع التقنية بمنطقة "الشماتين"، فقد تحولت إلى مركز لإيواء النازحين الهاربين من مناطق مختلفة، لافتاً إلى تضرر سبع مدارس خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة. تشريد وتابع التقرير بأن الحرب في تعز تسببت بتشريد ونزوح أكثر من 300 ألف طالب وطالبة من طلبة التعليم العام من أصل قرابة 800 ألف. كما كانت سبباً في حرمان نحو 50 ألف طالب وطالبة من أداء امتحانات الشهادتين الثانوية العامة والأساسية. أمّا بالنسبة للتعليم الجامعي والفني والتقني، فقد حرمت الحرب أكثر من 60 ألف طالب وطالبة من إكمال العام الدراسي وأداء امتحاناتهم. وتسببت الحرب بتشريد آلاف المعلمين من منازلهم ونزوحهم إلى مناطق أكثر أمناً في البلاد، فيما قُتل أكثر من 40 معلماً وجُرح العشرات وتعرضوا للاستقطاعات غير الشرعية من رواتبهم. كما كانت سبباً في "تسريح مئات المعلمين من المدارس الأهلية والخاصة وفقدانهم لوظائفهم واعتقال آخرين" وفق التقرير. توقف ولفت إلى أن كثيراً من مدارس تعز لم تكمل عامها الدراسي السابق، حيث لم تقم هذه المدارس بتسليم نتائج امتحانات العام الماضي لبعض مكاتب التربية في بعض المديريات بالمحافظة بحسب التقرير، مطالباً "بتشكيل تكتل مجتمعي مكوّن من منظمات المجتمع المدني وخبراء ومهتمين بالتعليم ورجال أعمال، ليعمل على الإشراف والمتابعة للعملية التعليمية بمختلف مستوياتها وتخصصاتها بالمحافظة في ظل غياب الدولة".