أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني    اسباب اعتقال ميليشيا الحوثي للناشط "العراسي" وصلتهم باتفاقية سرية للتبادل التجاري مع إسرائيل    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    مجهولون يشعلون النيران في أكبر جمعية تعاونية لتسويق المحاصيل الزراعية خارج اليمن    طالب شرعبي يعتنق المسيحية ليتزوج بامرأة هندية تقيم مع صديقها    جامعي تعزّي: استقلال الجنوب مشروع صغير وثروة الجنوب لكل اليمنيين    فريدمان أولا أمن إسرائيل والباقي تفاصيل    شرطة أمريكا تواجه احتجاجات دعم غزة بسلاح الاعتقالات    تضامن حضرموت يحسم الصراع ويبلغ المربع الذهبي لبطولة كرة السلة لأندية حضرموت    ما الذي يتذكره الجنوبيون عن تاريخ المجرم الهالك "حميد القشيبي"    الزندان أحرق أرشيف "شرطة كريتر" لأن ملفاتها تحوي مخازيه ومجونه    مشادة محمد صلاح وكلوب تبرز انفراط عقد ليفربول هذا الموسم    وفاة شابين يمنيين بحادث مروري مروع في البحرين    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    الحوثيون يلزمون صالات الأعراس في عمران بفتح الاهازيج والزوامل بدلا من الأغاني    اعتراف أمريكي جريء يفضح المسرحية: هذا ما يجري بيننا وبين الحوثيين!!    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    الدوري الاسباني: اتلتيكو مدريد يعزز مركزه بفوز على بلباو    تشيلسي ينجو من الهزيمة بتعادل ثمين امام استون فيلا    مصلحة الدفاع المدني ومفوضية الكشافة ينفذون ورشة توعوية حول التعامل مع الكوارث    عملية تحرير "بانافع": شجاعة رجال الأمن تُعيد الأمل لأهالي شبوة.    بينما يذرف الدموع الكاذبة على نساء وأطفال غزة.. شاهد مجزرة عبدالملك الحوثي بحق نساء تعز    ضربة قوية للحوثيين بتعز: سقوط قيادي بارز علي يد الجيش الوطني    مؤتمر برلمانيون لأجل القدس يطالب بدعم جهود محاكمة الاحتلال على جرائم الإبادة بغزة    وصول أول دفعة من الفرق الطبية السعودية للمخيم التطوعي بمستشفى الأمير محمد بن سلمان في عدن (فيديو)    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    قيادية بارزة تحريض الفتيات على التبرج في الضالع..اليك الحقيقة    الشيخ الأحمر: أكرمه الأمير سلطان فجازى المملكة بتخريب التعليم السعودي    إصابة شخصين برصاص مليشيا الحوثي في محافظة إب    قبل شراء سلام زائف.. يجب حصول محافظات النفط على 50% من قيمة الإنتاج    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    اختطاف خطيب مسجد في إب بسبب دعوته لإقامة صلاة الغائب على الشيخ الزنداني    فريق طبي سعودي يصل عدن لإقامة مخيم تطوعي في مستشفى الامير محمد بن سلمان    ارتفاع إصابات الكوليرا في اليمن إلى 18 ألف حالة    أسفر عن مقتل وإصابة 6 يمنيين.. اليمن يدين قصف حقل للغاز في كردستان العراق    اليوم السبت : سيئون مع شبام والوحدة مع البرق في الدور الثاني للبطولة الرمضانية لكرة السلة لأندية حضرموت    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    "نهائي عربي" في بطولة دوري أبطال أفريقيا    القبض على عصابة من خارج حضرموت قتلت مواطن وألقته في مجرى السيول    لماذا يخوض الجميع في الكتابة عن الافلام والمسلسلات؟    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    بعد القبض على الجناة.. الرواية الحوثية بشأن مقتل طفل في أحد فنادق إب    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    ريال مدريد يقترب من التتويج بلقب الليغا    حزب الإصلاح يسدد قيمة أسهم المواطنين المنكوبين في شركة الزنداني للأسماك    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    لا يوجد علم اسمه الإعجاز العلمي في القرآن    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    لحظة يازمن    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لغم "كيري" في طريق خلاص اليمنيين
نشر في أخبار اليوم يوم 27 - 08 - 2016

شمسان: رؤية كيري حفاظ على محفزات الصراع وتأثيث للذاكرة الجماعية بالانتماءات الأولية المذهبية والمناطقية والقومية
التميمي: اجتماع جدة أبقى الأزمة اليمنية مفتوحة على احتمالات سيئة وتشجيع الانقلابيين على المضي قدما في تحدي الإرادة الدولية
هاشم : المخطط الأميركي يضمن للحوثيين نصيب الأقلية في اليمن وبما يشبه مخطط بقاء السلاح بيد حزب الله اللبناني
سلطان : الربيع العربي يؤرق الإدارة الأمريكية ولاطريقة تضمن إسقاط المشروع سوى تمكين الطائفيات من القرار السياسي
أثارت الخطة الجديدة لتسوية الأزمة اليمنية، التي أفصح عنها وزير الخارجية الأمريكي/ جون كيري، الخميس، موجة انتقادات أبداها مراقبون وسياسيون..
محللون سياسيون اعتبروا المبادرة بأنها لا تمثل إطارا للحل، بقدر ما مثلت خطوطا لدعم الانقلابيين الحوثيين، عبر سلسلة كبيرة من التنازلات التي قدمتها لصالحهم، في وقت تجاهلت فيه سلطات الرئيس الشرعي/ عبد ربه منصور هادي.
الرؤية التي أعلن عنها كيري، في مؤتمر صحفي جمعه مع نظيره السعودي/ عادل الجبير، شملت تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الحوثيون وتسليم السلاح الذي بحوزتهم إلى طرف ثالث وصفه ب"المحايد"..
وهي أبرز النقاط التي خرج بها الاجتماع الرباعي، الذي ضم وزراء خارجية: السعودية، الإمارات، المملكة المتحدة، أمريكا، وبحضور المبعوث الدولي إلى اليمن/ إسماعيل ولد الشيخ، في محاولة لوقف ما أسمي حالة الجمود في الأزمة اليمنية، وبحث حل للحرب المتصاعدة في البلد منذ أكثر من عام.
أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، عن مبادرة أمريكية لحل الأزمة اليمنية، من خلال ما وصفها بمقاربة دولية جديدة لحل سياسي وأمني متزامن باليمن طرحتها بلاده في اجتماع خليجي أممي حضره أول من أمس الخميس بمدينة جدة السعودية.
وقال أن المقاربة التي بحثها الاجتماع تهدف لإيجاد سبيل لإنهاء العنف والحرب باليمن ومعالجة المسائل المعقدة جدا هناك، والتي قال أنها لم تسبب بمقتل مئات اليمنيين فحسب وإنما باتت أزمة إنسانية بحجم كبير وتهديد امني خطير على المنطقة برمتها، وبات الكل اليوم، وفق زعم كيري، يتفق على ذلك ولا يختلف أحد على أنه إذا يجد حل يلبي الاحتياجات الخاصة باحترام سيادة أمن واستقرار السعودية ودول المنطقة أن يكون الحوثيين جزء من حكومة مستقبلية، حتى لا يتجه الوضع إلى الأسوأ باليمن وحتى يضمن الاستقرار باليمن منع جماعات كقاعدة وداعش من تحقيق مزيدا من التقدم في ظل عدم الاستقرار بالبلاد والمنطقة.
مقاربة تقويض الحل
واعتبر كيري ذلك أمر جوهري في حل الأزمة اليمنية، مؤكداً أن المقاربة الجديدة للحل باليمن تقوم على خطة لإنهاء القتال وتحقيق سلام دائم ووقف سفك الدماء الذي قال أن الكل يتفق أن ذلك الأمر استغرق وقتا أطول من اللازم وأن الكل اتفق انه لا يوجد حل عسكري باليمن.
وقال كيري، في مؤتمر صحفي مشترك عقده بمدينة جدة السعودية في ختام مباحثات اجتماع أمريكي أممي خليجي،: وهذا ما وضحته بالاجتماع، في وقت أعلن فيه التزام السعودية بالتحقيق في تقارير عن حوادث دامية بسبب الغارات في اليمن.
وفيما أكد أن بلادة ملتزمة بأمن واستقرار السعودية، أشار وزير خارجية الولايات المتحدة إلى انه اطلع من قبل القيادة السعودية على صور أظهرت لصواريخ وأثارها على المملكة وأنها كانت من إيران. قال كيري:" نحن قلقين جدا من هجمات الصواريخ على المدن السعودية"، مؤكداً أن أي انتهاكات لسيادة الدول أمر غير مقبول.
كيري أكد أيضاً أن للسعودية ودول المنطقة الحق في الدفاع عن مواطنيها وحدودها من أي صواريخ أو هجمات، واصفا أي تهديد بأنه أمر لا يمكن أن يستمر، لأنه لا يمثل تهديد للسعودية فقط وإنما للمنطقة وللولايات المتحدة، ويزيد من معاناة الشعب اليمني ويعمل على تقويض محاولات الحل السلمي وتجاوز التحديات التي تواجه اليمن، حد قوله، وأن كل دول المنطقة تشاركه هذا القلق وعلى رأسها السعودية.
وأوضح أن الوضع الإنساني باليمن متضرر بشكل كبير جدا، وأن هذا يوضح الأسباب التي قال أنهم جاءوا من أجله لعقد اجتماع بجدة، معتبراً أن هذا العمل الإنساني هو الذي يجب القيام به حاليا كون المتضررين من هذه المأساة الحقيقية وصل إلى أكثر من مليوني يمني نازحون من منازلهم وسط شحة بالغذاء، إضافة إلى وصول البلاد إلى شفير المجاعة، حيث يواجه الكثير وأغلبهم أطفال وبما يصل إلى 80 من اليمنيين بحاجة لمساعدة إنسانية.
شماعة الأزمة الإنسانية
وفيما صف كيري الاستجابة العالمية لهذه الأزمة بأنها كانت قاصرة ولم تسد الاحتياجات المطلوبة، مشيرا إلى أن أمريكا كانت الأكبر في التزاماتها، أعلن وزير خارجية أمريكا عن مساهمة بلاده اليوم ب 189 مليون دولار للأوضاع الإنسانية.
المسئول الأميركي دعا كل أطراف الصراع إلى احترام أن أمامه التزام إنساني ويجب السماح بالمرور السلس للمساعدات إلى جميع اليمنيين ويجب وقف الحرب والاقتتال والعودة بأسرع وقت إلى وقف إطلاق النار بما يساعد على وقف دائم للقتال. وقال: اشكر السعودية والكويت على دفعهم بقوة لأجل التوصل لحل سلمي للازمة اليمنية..
مؤكدا استمرار بلاده في دعم الجهود الأممية التي تقودها الأمم المتحدة عير مبعوثها إسماعيل ولد الشيخ للتوصل إلى حل سلمي للأزمة اليمنية.. وقال أن الولايات المتحدة الأمريكية تؤمن بان الجهود التي يبذلها المبعوث الأممي للحل السياسي باليمن هي الطريق الصحيح لإعادة المفاوضات إلى وضعها والتوصل إلى حل سلمي دائم للأزمة اليمنية.
عن ابرز ملفات نقاش الاجتماع الرباعي بمدينة جدة السعودية المنعقد يوم الخميس 24 أغسطس/ آب الجاري، قال جون كيري: ناقشنا اليوم السبل لإنهاء الأزمة اليمنية، واشكر الجميع على الحوار البناء معنا إلى جانب المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ، واتفقنا على مقاربة جديدة للمسارين السياسي والأمني للتوصل لتسوية مكثفة ومتزامنة في المسارين الأمني والسياسي، وأعلن إجماع كل دول مجلس التعاون الخليجي واتفاقها بالاجتماع على دعم مقاربة مكثفة تمنح الجانبين المتصارعين باليمن ثقة مكثفة بان الجميع سيستمع للآخر.
دعوة تطمين باهتة
في حين دعا الجميع إلى مواصلة البحث عن تفاصيل الخطة التي قال أن من أبرز ملامحها تشكيل حكومة وحدة وطنية تضمن شراكة بين جميع الأطراف ونقل الأسلحة وبينها الصواريخ إلى طرف ثالث لم يسمه، وتطالب بقدسية الحدود الدولية وتحضر نشر الأسلحة والصواريخ بالحدود مع اليمن، ووصف تلك الخطة بالمقاربة المعقولة.
المسئول الأميركي حث الحوثيين وحلفائهم وأي دول معنية، على احترام هذه المقاربة وأن عليهم المساهمة بتبني التوصل لتفاصيل الخطة التي تهدف إلى الوصول إلى دستور جديد وانتخابات حرة تضمن للشعب اليمني ممارستهم حياته الاعتيادية وإعادة سير الاقتصاد اليمني، حد قوله.
وقال أن المبعوث الاممي سيبدأ بالجلوس مع الأطراف اليمنية لبحث هذه التفاصيل بغية التوصل إلى اتفاق شامل وعاجل لوقف الحرب باليمن، لأن هذه الحرب يجب أن تنتهي بأقرب وقت بشكل يحترم حقوق الجميع وامن واستقرار السعودية ودول المنطقة مع التركيز على قتال تنظيمي القاعدة وداعش.
وفيما وصف الاتفاقية الخاصة باليمن بأنها تعالج مخاوف جميع الأطراف المتصارعة باليمن، وأكد أن الولايات المتحدة ستبقى مشاركا دبلوماسيا فاعلا إلى جانب شركائها الدوليين للتوصل إلى حل سياسي بأسرع وقت باليمن.. اعتبر كيري أن الخطة توفر فرصة للحوثيين ليكون لهم الثقة والفرصة بالمشاركة بالحكومة وليكونوا جزء من العملية السياسية..
وقال مخاطباً الحوثيين:" يجب أن يتذكروا أنهم أقلية صغيرة جدا وعليهم أن يدركوا أن رئيس الدولة طرد من اليمن بالعنف وأن العالم دعمه ويدعمه بقرار2016 ".. وأضاف:" والحقيقة أن هذه الجهود عادلة جدا من السعودية والخليجيين لإنهاء العنف وتطبيق مبدأ الحوكمة باليمن وتطالبهم بالانسحاب من المدن التي استولوا عليها بشكل غير صحيح وإحلال العملية السياسية بدلا عنهم".
موقف سعودي متذبذب
من جانبه، أشار وزير الخارجية السعودي/ عادل الجبير إلى إن الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح هم من رفضوا التوقيع على اتفاقات الكويت. وقال: "الحوثيون ليسوا سوى 10% من سكان صعدة ويريدون السيطرة على الدولة"، وأضاف:" من حق الحوثيين المشاركة في الحياة السياسية ونرفض أن تكون لهم اليد العليا".
الجبير أكد أن "المملكة أكبر دولة قدمت مساعدات إلى اليمن وملتزمة بذلك"، وقال: "ملتزمون بإعادة بناء اليمن بعد الوصول إلى حل سلمي". وقال: "عبرنا عن أملنا في الوصول إلى حل سلمي في اليمن وبحثنا موضوع التدهور في المؤسسات اليمنية وخاصة المالية".
وأضاف:"‏ بحثنا الوصول إلى حل للأزمة اليمنية يستند على المبادرة الخليجية والحوار الوطني والقرار 2216، ‏وأكدنا رفضنا لكل الإجراءات أحادية الجانب من قبل الحوثيين، بإنشاء مجلس رئاسي، ونطالب الحوثيين بفك الحصار عن المدن اليمنية وإدخال المساعدات للمحاصرين فيها".
شمسان: ما طرح في جدة يعلن أن اليمن تسير باتجاه النموذج العراقي ولاعلاقة له بالسلام
يؤكد المحلل السياسي وأستاذ علم الاجتماع السياسي- الدكتور/ عبد الباقي شمسانإن الرؤية التي قدمت من قبل وزير الخارجية الأمريكية لا تؤسس لسلام، بل تؤجل الاحتراب، من خلال المحافظة على محفزات الصراع، علاوة على ما تحمل الذاكرة من احتقان منذ انقلاب 21 سبتمبر..
في حديث خاص ل"أخبار اليوم"، يعتبر شمسان إن تلك الرؤية لا علاقة لها بالسلام المستدام وإنما بالاستراتيجية الغربية المتعلقة بإعادة دول المنطقة إلى مرحلة ما قبل الهويات الوطنية، من خلال استدعاء وتأثيث الذاكرة الجماعية بالانتماءات الأولية المذهبية والمناطقية والقومية..الخ.
يقول: هذا يستوجب تفجير الحقل الفضاءات المجتمعية من خلال الاحتراب وإحلال الجماعات الشيعية والقومية (الاكراد) في الحقل السياسي وتمكينها وجوديا وسياسيا من خلال تقديم الدعم لها، من يجعلها تسيطر، ويتزامن مع ذلك فتح فراغات أمنية لجماعات متطرفة مصطنعة أو حقيقية للتواجد في مجالات الجماعات السنية بما يوفر مصوغ شرعي لإضعافها وجرفها من مجالها الجغرافي تحت مبرر مكافحة الإرهاب، وذلك يسمح بتدخل الدول الكبرى تحت مسمى التحالف الدولي، وكذا يبرر تسليح تلك الجماعات.
شمسان يعتقد أن ما طرح في جدة يعلن أن اليمن تسير باتجاه اعتماد النموذج العراقي، حيث سيتم فصل المناطق الجنوبية تماما مثل كردستان، وبقية المناطق سوف تكون مثل بغداد، وتعز مثل المناطق السنية..
الأمر الذي سوف يجعل الحوثيين، وفقاً لأستاذ علم الاجتماع السياسي، وكيل محلي لمكافحة الإرهاب، وهذا سيفتح للوجود الإيراني بشكل صريح، ومن المتوقع أن تصبح ما كان يسمى الجمهورية العربية اليمنية مجالا إيرانيا تماما مثل العراق..
معتبراً أن هذا يعني تأسيس حزب الله في المملكة العربية السعودية وزعزعتها من الداخل والخارج، مما يبدد مواردها ويوقف نموها ويقوض مكانتها لصالح إيران..
يقول الدكتور عبد الباقي شمسان: وعلية سوف يتحول الخطر من إسرائيل إلي إيران، وقد تدخل بعض الدول بعلاقات معلنة مع الكيان الإسرائيلي، وهذا ما نشهده اليوم من دعوات لاستيعاب إسرائيل..
يضيف:" أما ما يتعلق بالمجال اليمني الخاضع لهيمنة الحوثيين سوف يتم نقل كل الجماعات المتطرفة آلية لتخفيف الكلفة العالمية وحصره في مجال فوضى منظمة"..
يتابع: وبالعودة إلى المقترحات اعتقد أنها تتقاطع مع القرار 2216 ومخرجات الحوار والمبادرة الخليجية، حيث أنها لا تعترف بالسلطة الشرعية، حيث تعتبرها طرف من أطراف النزاع. فقد اقترح أن يسلم السلاح إلى طرف ثالث، وهذا يعني أنها ليست السلطة الشرعية، علاوة عن كونها ستكون أضعف طرف، لأنها دون سلاح ووجود مؤسسي بعد تغيير الانقلابيين الخارطة الوظيفية العسكرية والأمنية والاستخباراتية والأكاديمية..
في نفس السياق يوضح شمسان أن تشكيل حكومة وحدة وطنية، يعني تمكين الانقلابين من السلطة والوجود الواقعي والاعتراف بهم وعدم الاعتراف بالانقلاب وما تبعه من انتهاكات وتدمير للبنية التحتية والاقتصاد والتعليم وموارد البلد، علاوة على غض الطرف عن محاكمات مرتكبي الجرائم ضد الشعب اليمني، الأمر الذي يعني، وفقا للتجارب الدولية، تأجيل للاحتراب، حيث سوف يتم المحافظة على الذاكرة مثخنة بالجراح والثارات..
مشيراً إلى أن تلك الرؤية لا تعترف بالرئيس عبد ربة منصور هادي، وهذا مطلب الانقلابين حيث سيبقى في الرياض بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وما بعدها حتى انتخاب رئيس جديد..
ويعتبر المحلل السياسي اليمني أن قبول تلك الرؤية من قبل السلطة الشرعية يعني الاعتراف بعدم شرعيتها، اقصد السلطة ذاتها، واعتماد تجربة حزب الله باليمن، ومن جانب آخر قبول دول التحالف بها، وتحديدا العربية السعودية، يعني أن عاصفة الحزم حققت أهداف إيران وهيأت المجال للحوثيين وإيران وليس العكس.
التميمي: إعادة تدوير مقترحات لأزمة لاتحل إلا عسكرياً
يوضح المحلل السياسي/ ياسين التميمي أن اجتماع جدة الرباعي الذي عقد في جدة بحضور ولد الشيخ، جاءت خلاصته في تصريح الوزير كيري بما يفيد أن المجتمعين اتفقوا على إعادة إطلاق المشاورات وفق منهج جديد يقضي بالشروع في التشاور على تشكيل حكومة بالتوازي مع الإجراءات الأمنية وتسليم سلاح الميلشيا إلى طرف محايد.
معتبراً ذلك نوع من إعادة التدوير لمقترحات الحل السياسي لأزمة لا يمكن أن تحل إلا بالإجراءات العسكرية، بعد التعنت الكبير الذي أظهره الانقلابيون إزاء كل صيغ الحل التي جرى تداولها في جولات المشاورات السابقة.
يقول التميمي، في تصريح ل"أخبار اليوم": تحدث الوزير كيري عن الحوثيين باعتبارهم أقلية، وهذا يؤشر إلى أن المخلوع صالح لم يعد جزء من الترتيبات السياسية المقبلة التي ستحرص من وجهة نظر واشنطن على استيعاب الأقلية التي يمثلها الحوثيون، على حد تعبير الوزير كيري، في الحكومة القادمة إذا أحسن الحوثيون الاستفادة من المنهجية الجديدة للمشاورات.
يضيف:"لا يبدو أن المنهجية الجديدة سوف تأتي بالحل المنتظر للأزمة اليمنية، بقدر ما أنها تقوض الرؤية التي خرجت بها الرباعية نفسها في اجتماع لندن المنعقد في 19 يوليو الماضي، والتي كانت قد أكدت ضرورة البدء بالترتيبات الأمنية".
وفيما أكد أن كيري عبر عن قناعة الرباعية بأنه لا حل عسكري للازمة اليمنية، والحقيقة أن سد منافذ الحلول أمام أي خيار غير الخيار السلمي سوف يشجع الانقلابيين على المضي قدما في تحدي الإرادة الدولية وتكريس الأمر الواقع، وهذا يوجه تهديدا مباشرا للسعودية ولبقية دول المنطقة، بل اليمن.
اعتبر التميمي اجتماع جدة أبقى الأزمة اليمنية مفتوحة على احتمالات سيئة، وهو الأمر الذي يولد أكثر من علامة استفهام بشان نوايا هذه الرباعية تجاه مستقبل اليمن.
سلطان: توجه غربي لدعم الطائفيات في الوطن العربي والشرق الأوسط
يصف عضو المنتدى السياسي للتنمية الديمقراطية/ فهد سلطانالخطة الأمريكية المقدمة لحل الأزمة اليمنية المنبثقة عن اللجنة الرباعية في اجتماعها الأخير بجدة بأنها تحصيل حاصل لدعم طويل لجماعة الحوثيين، ابتدأ مع انطلاق مؤتمر الحوار الوطني عندما أصرت الولايات المتحدة والمبعوث الأممي على مشاركة الحوثيين في الحوار قبل نزع السلاح أو التحول إلى حزب سياسي.
وفيما أشار إلى أن هناك توجه غربي تدعمه الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا لدعم الطائفيات في الوطن العربي والشرق الأوسط بشكل أساسي.
يقول سلطان، ل"أخبار اليوم"، أن الربيع العربي يؤرق الإدارة الأمريكية بشكل كبير، كونه يسير بالشرق الأوسط والعالم العربي إلى خروجه من الهيمنة الأمريكية، وأنه لا يوجد أي طريقة تضمن إسقاط هذا المشروع وإضعافه سوى دعم الطائفيات في المنطقة العربية وتمكينها من القرار السياسي، أو على الأقل إشراكها في القرار والسلطة، بما يجعل هذه المناطق أكثر غير مستقرة، وهنا تبدو إيران واذرعها مشاريع مناسبة إلى مستوى كبير للقيام بذلك الدور.
عضو المنتدى السياسي للتنمية الديمقراطية أوضح أن الملف اليمني بيد المملكة العربية السعودية، وهي المعنية بالأمر بشكل كبير، كون مصيرها اليوم مرتبط بالاستقرار داخل اليمن والمحيط الإقليمي، وهي تعي المخاطر جيداً.. وقال: لا اعتقد أنها يمكن أن تكرر تجارب العراق وسوريا ولبنان وأفغانستان، وخاصة أن الحوثيين مشروعهم مرتبط بإيران بدرجة أساسية.
سلطان أكد أنه مالم يتم فصل العمل العسكري فيجانب الشرعية، عن العمل السياسي، كما هو الحال بالنسبة للحوثيين، فإن حسم المسألة عسكرياً تبدو صعبة المنال.. وأضاف:" إذا ما عرفنا أن الرئيس هادي يرفض أي حسم عسكري كامل ويصر على أن تكون كل الحلول عبر المسار السياسي حتى يكون جزء مباشراً منها، ويكون العمل العسكري هو للضغط لا أكثر".
هاشم: كيري أكد أن "مجلس الصماد" جاء برغبة وإيعاز أمريكي
أكد المحلل السياسي/ عدنان هاشم أن خطة وزير الخارجية الأمريكي التي أعلن عنها، الخميس، بشأن إنهاء الأزمة السياسية في اليمن لم تكن سوى طريقة أمريكية قديمة في سياسة عدم الاعتراف بشرعيات الدول، والتعامل مع أطراف نزاع محددة يُفرض عليها الحل الأمريكي الذي يراه خياراً بين خيارين كانت الحكومة تباطىء في التحرك نحوه بالعودة إلى البلاد.
وقال أنه على عكس ما كان متوقعاً من تشديد أمريكي في الاجتماع الخماسي الذي جمع وزراء خارجية السعودية والإمارات والولايات المتحدة وبريطانيا والمبعوث الأممي إلى اليمن في جدة، على ضرورة عودة الحكومة المنتخب رئيسها شرعياً للسلطة في صنعاء، فلم يذكر جون كيري أثناء مؤتمره الصحافي مع عادل الجبير- وزير الخارجية السعودي- الشرعية اليمنية وتجاهلها بشكل مفرط -لايكون في العادة- داعياً إلى "‏اتفاق نهائي يتضمن حكومة وحدة وطنية وسحب الحوثيين قواتهم من صنعاء ولإعادة المفاوضات بين أطراف الأزمة اليمنية في مسارين أمني وسياسي.
بحسب هاشم، يُلمح كيري إلى "التوازي" في المسارين، وليس التدرج كما جاءت الخطة الأممية التي دعمها وطالب الحوثيين بتوقيعها بداية أغسطس/ آب الجاري. الولايات المتحدة تنظر إلى اليمن بصفتها تهديد إقليمي وليس للجماعات المسلحة بشكلها العام لكن فقد تنظيم القاعدة، لذلك لا توجد موانع لدى واشنطن من التعامل مع سلطة الحوثيين كأمر واقع من أجل محاربتها كما حدث سابقاً عقب اجتياح الجماعة للعاصمة صنعاء في سبتمبر/أيلول2014م.
وقال عدنان: وكما تجاهل كيري "الحكومة الشرعية" تجاهل الرجل كون جماعة الحوثي، ميلشيا مسلحة، وليست حزب سياسي دخل في انتخابات ديمقراطية وحصل على الأغلبية البرلمانية ورفضت السلطة تسليمه مقاليد الحكومة، وبانتهاك فجّ لكل المعايير الدولية تجاهل أن الجماعة وحليفها الرئيس اليمني السابق استحلوا السلطة بالسلاح وطاردوا رئيس منتخب متوسعين في كل المحافظات، حتى تدخل التحالف العربي أبرز حلفاء واشنطن في المنطقة.
موضحاً أنه من خلال عرض كيري السريع لمخطط الولايات المتحدة لإنهاء الأزمة في اليمن، تبيّن أن الحوثيين سيضمنون نصيب الأقلية في اليمن، وهو من منظور آخر يشبه مخطط بقاء السلاح بيد حزب الله اللبناني في اتفاق الطائف (1989) الذي أعطى الحزب الثلث المُعطل؛ فلم تنتهِ أزمات لبنان من حينه.
وقال: تحدث الوزير الأمريكي عن الحاجة لتسليم الحوثيين لسلاحهم إلى طرف ثالث، الذي وصفه ب"المحايد"، غير الجيش اليمني!، ما يعني لا حاجة للأمريكيين بعودة الدولة اليمنية لبسط نفوذها محلياً طالما أن الجيش والجماعة المسلحة في فسطاط واحد؛ وفي ذلك خدمة كبيرة وتقدير لتقاربها (واشنطن) مع طهران الأخير، والمزيد من سخرية موسكو من السياسة الأمريكية المتضاربة حيّال الشرق الأوسط.
وفقاً لهاشم، يشير المخطط الأمريكي لإنهاء الأزمة إلى رغبة "الحوثي-صالح" بالتعامل وفق شرعيتين "لا شرعية لهما" شرعية "صالح الصماد" في مجلس رئاسي فاقد الأهلية وأسسه حليفان في انقلاب شامل على الدولة، وبين شرعية رئيس منتخب كان أكبر حلفاء الولايات المتحدة وأحد أبرز المتعاونين معها في مكافحة الإرهاب، مساواة بين شرعية حكومة منتخبة وميليشيا مسلحة.
واعتبر عدنان هاشم، في تحليل، نشره موقع مونتيور يمن، أن هذا بمثابة تأكيد أن هذا "المجلس السياسي" جاء ب"رغبة أمريكية" و إيعاز أمريكي، من أجل أن يعطي كيري شرعية لمخططه الجديد بشأن انهاء الأزمة في البلاد الذي تمزقها الحرب منذ 17 شهراً، من أجل عودة الدولة اليمنية المنشودة التي تضمن المواطنة المتساوية لا "حق إلهي" لطرف ولا إرادة "السلاح" تطغى على إرادة "الشعب".
وقال: يبدو أيضاً أنها ليست رغبة واشنطن وحدها، فحديث كيري في المؤتمر الصحافي، كان باسم وزراء الخارجية الآخرين والمبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ، فكثيراً ما كرر "اتفقنا" و"خرجنا"!؛ الأمريكيون منذ إقالة خالد بحاح رئيس الوزراء نائب الرئيس، في أبريل/ نيسان الماضي، وهي لا تعنيها بقاء شرعية "هادي" من عدمه، أو ممارسة صلاحيته.
وأضاف:" لن تنهِ خطة كيري حالة الجمود السياسي في اليمن، لكنها ستفعّل الحكومة الشرعية من أجل التحرك سريعاً لبسط سيطرتها ونفوذها وحكم شعبها، لأن جمودها/ تباطؤها في العودة لداخل البلاد هو أحد أسباب واشنطن لتقديم الخطة، فعندما لا تختار الحكومة أحد خياراتها يختار لها الآخرون ذلك، وقد تم الخيار من قبل الرباعية الدولية".
كيري زاد من تعقيد المشهد وخطته مضيعة للوقت
قال رئيس مركز أبعاد للدراسات/ عبد السلام محمد، إنه من الواضح جدا أن كيري لم يكن يحمل حلا سياسيا للوضع اليمني، وإنما زاد في تعقيده خصوصا عندما تحدث عن "طرف ثالث يتسلم السلاح الذي بحوزة الحوثيين".
وأضاف أن هذه الأفكار المتعلقة بالانسحاب من المدن وتسليم السلاح "رفضها الانقلابيون في مشاورات الكويت، ولكن يفهم من التحرك الأمريكي أمران، الأول أن هناك قلقا من الانهيارات العسكرية للانقلابيين وتقدم الشرعية في محيط صنعاء".
أما الأمر الثاني حسب محمد فهو متعلق ب"الانهيار الاقتصادي" الذي قد يؤدي بالمتمردين إلى تنازلات لا تحقق الأهداف الأمريكية.
ولفت رئيس مركز أبعاد، ل"عربي21"، إلى أن أجندة واشنطن ترى ضرورة الحفاظ على الحوثيين كقوة داخل الدولة في محاولة لاستخدامهم مستقبلا لابتزاز الجوار الخليجي، حسب تعبيره.
من جهته انتقد الكاتب السعودي، جمال خاشقجي، خطة وزير الخارجية الأمريكي لإنهاء الصراع في اليمن وقال إنها مضيعة للوقت. والخطة التي أُعلن عنها تشمل مشاركة الحوثيين في حكومة وحدة مقابل إنهاء العنف وإلقاء السلاح.
وأضاف خاشقجي، في تغريدات له على حسابه ب"توتير"، أن الخطة التي يتحدث عنها كيري لا تختلف كثيرا عن مبادرة ولد الشيخ الأممية التي رفضها الحوثيون متسائلا عن الجدوى من تضييع الوقت بمفاوضات جديدة.
وعلق الكاتب السعودي على تحذير كيري للحوثيين إذا لم يقبلوا بالخطوات اللازمة قائلا: "أخيرا قالها كيري بعدما شرح مزايا خطته.. تقريبا ترقى هذه الجملة للتهديد".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.