قال البيت الأبيض، أمس الثلاثاء، إن العملية النوعية التي قامت بها قوات خاصة أميركية في اليمن نهاية الشهر الماضي، لم تكن تستهدف زعيم ما يعرف بتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية قاسم الريمي. وفي 29 يناير/ كانون الثاني 2017، نفذت قوات الاستخبارات البحرية الأميركية المعروفة باسم "نيفي سيل" مداهمة عسكرية ضد ما قالت إنه معسكراً لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في منطقة قيفة بمحافظة البيضاءباليمن. ورداً على سؤال صحفي حول إذا ما كانت العملية التي نفذتها القوات الأميركية استهدفت الريمي، قال المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر: "على الإطلاق، لم يكن هو". وأضاف- في الموجز الصحفي للبيت الأبيض من واشنطن- إن "الهدف من المباغتة كان جمع المعلومات الاستخبارية، وهذا هو ما استلمناه وحصلنا عليه، ولهذا فنحن نعتبرها ناجحة". وجاءت تصريحات المتحدث باسم البيت الأبيض بعد ساعات من حديث مصدر في الجيش الأميركي، أكد خلاله أن القيادي في تنظيم «القاعدة» في جزيرة العرب «قاسم الريمي» كان الهدف الرئيسي للعملية التي أجرتها القوات الخاصة الأمريكية في اليمن أواخر يناير/كانون الثاني الماضي. وذكرت قناة «NBC»- نقلاً عن المصدر- أن هذه العملية لم تحقق النتيجة المرجوة، حيث لم تسفر عن قتل «الريمي» أو إلقاء القبض عليه، وأن واشنطن ما واثقة من أن «الريمي» –ثالث أخطر شخصية إرهابية في العالم-ما يزال في اليمن حالياً. وأفادت القناة بأن «الريمي» وجّه، الأحد الماضي، رسالة مصورة، وصف فيها عملية الإنزال التي نفذتها الولاياتالمتحدة في 29 يناير/كانون الثاني الماضي، بأنها بمثابة صفعة للرئيس الأميركي «دونالد ترامب». وكان أحد العسكريين الأميركيين، الذين شاركوا في العملية، قد قتل في الاشتباكات التي أسفرت أيضا عن تصفية 14 مسلحاً، بينهم «عبدالرؤوف الذهب»، زعيم خلية «القاعدة» في شبه الجزيرة العربية، وشقيقه «سلطان الذهب»، و«يوسف الجوفي». وأعلن الجيش الأميركي أن الهجوم أسفر عن مقتل 14 من مسلحي «القاعدة» في جزيرة العرب، فرع تنظيم «القاعدة» في اليمن، الذي تعتبره واشنطن أخطر أذرع التنظيم في العالم، بينما أفادت مصادر محلية بمقتل 41 من مسلحي التنظيم و8 أطفال و8 نساء. من جهته، قال تنظيم «القاعدة» في بيان إن 30 شخصا بينهم نساء وأطفال قتلوا في الهجوم الذي نفذته 4 مروحيات قتالية، مشيراً إلى أن القوات الأميركية خسرت جنودا بينما لم يقتل أي عنصر في التنظيم. ورفض «البنتاغون» تأكيد أو نفي مقتل أطفال في الهجوم، مؤكداً أنه لا يزال بصدد تقييم الحصيلة. يذكر أن هذه أول عملية برية عسكرية أميركية في اليمن منذ اندلاع القتال هناك قبل عامين تقريبا، وأول عملية من نوعها منذ تنصيب الرئيس الأميركي الجديد «دونالد ترامب». وقد حاولت قوات خاصة أميركية إنقاذ رهينة أميركي وآخر من جنوب أفريقيا احتجزهما تنظيم «القاعدة» في جزء آخر من البلاد في ديسمبر/كانون الأول 2014، لكن الرهينتين قتلا في تبادل إطلاق النار الذي اندلع بعد ذلك.