واصل الطيران الروسي أمس الأحد قصف مناطق في إدلب شمالي سوريا مخلفا مزيدا من الضحايا المدنيين بعد يوم من مجزرة جديدة أوقعت نحو عشرين مدنيا. فقد قالت مصادر إعلامية في سوريا إن مدنيا قُتل وأصيب آخرون في غارة روسية استهدفت مدينة معرّة النعمان في ريف إدلب، ولاحقا قال ناشطون إن حصيلة القصف ارتفعت إلى قتيلين. وأضافت أن القصف استهدف مناطق عدة في ريف إدلب أيضا، منها بلدتا عين السودة والطيبات القريبتان من الحدود السورية التركية، إضافة إلى أطراف مدينة خان شيخون. وكانت خان شيخون تعرضت الثلاثاء الماضي لقصف كيميائي خلف أكثر من ثمانين قتيلا وخمسمئة مصاب، وردا على ذلك قصفت البحرية الأميركية مطار الشعيرات العسكري بريف حمص الشرقي، الذي يعتقد أن الطائرة التي قصفت بالسلاح بالكيميائي انطلقت منه. كما قالت المصادر إن غارات استهدفت بلدة الهبيط بريف إدلب مما أسفر عن مقتل شخص واحد، وجاءت الغارات الجديدة على محافظة إدلب بعد مقتل نحو عشرين في غارات روسية على بلدة أورم الجوز بريف إدلب الغربي. وفي تطورات أخرى، أفادت مصادر محلية بأن غارات روسية استهدفت أمس الأحد مدينتي صوران وحلفايا وبلدة معردس في ريف حماة الشمالي، وتأتي هذه الغارات بينما تشهد المنطقة اشتباكات بين المعارضة السورية المسلحة وقوات النظام السوري المدعومة بمليشيات أجنبية. وفي درعا جنوبي سوريا، أفادت المصادر بأن مستشفى مدينة داعل في ريف المحافظة توقف عن العمل بعد تعرضه لقصف من طائرة روسية، وفق مصادر في المعارضة السورية، وأسفر القصف عن مقتل أحد العاملين في المستشفى وإصابة آخرين. كما قالت إن مقاتلات روسية وقوات النظام واصلت قصف أحياء واقعة تحت سيطرة المعارضة المسلحة في مدينة درعا. وقالت مصادر في المعارضة إن الطائرات الروسية والسورية استخدمت في القصف القنابل العنقودية المحرمة دوليا. وكانت هذه الأحياء قد شهدت حركة نزوح واسعة قبل وقت قريب بسبب كثافة القصف. وصعّدت روسيا غاراتها على أحياء درعا بعد التقدم الذي حققته المعارضة المسلحة في حي المنشية ضمن ما يعرف بعملية البنيان المرصوص، وقالت المعارضة إنها أسرت في أحدث المعارك عنصرين من قوات النظام وقتلت عشرات آخرين. وعلى صعيد أخر قالت روسيا وإيران إن الهجوم الأميركي على سوريا تجاوز الخطوط الحمراء، وإنهما سيردان من الآن فصاعدا على أي عدوان، وعدّا الضربة الصاروخية الأميركية فجر الجمعة الماضي انتهاكا للقانون الدولي، وتعهدا برفع مستوى الدعم لرئيس النظام السوري. وقال بيان لمركز القيادة المشتركة في سوريا، الذي يضم روسيا وإيران وتحالفا لجماعات مسلحة، إنه سيعمل مع الجيش السوري لتحرير كل الأراضي السورية من "رجس الاحتلال أيًّا كان" بعد الضربة الأميركية، مبينا أن الهجوم الأميركي على سوريا يتجاوز الخطوط الحمراء. وأضاف المركز -في بيان نشره الإعلام الحربي التابع له- أنه سيرد من الآن فصاعدا على أي عدوان، وسيرفع مستوى دعمه لرئيس النظام السوري بشار الأسد. وسبق أن أعلن رئيسا أركان القوات المسلحة الإيرانية والروسية أمس الأول عزمهما مواصلة مكافحة "الإرهابيين" في سوريا بعد الضربة الأميركية التي استهدفت قاعدة جوية للجيش السوري. وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أن اتصالا هاتفيا جرى أمس الأول بين رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري وقائد أركان الجيش الروسي الفريق أول فاليري غراسيموف، نددا فيه بالضربة الأميركية ضد قاعدة جوية سورية، معتبرين ذلك "اعتداء سافرا على بلد مستقل". وأكد رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية وقائد أركان الجيش الروسي عزم بلديهما مواصلة التعاون العسكري "حتى هزيمة الإرهابيين بشكل كامل وهؤلاء الذين يدعمونهم".