الاضواءنت لا يخفي خبراء في الصورة التلفزيونية ذهولهم من القدرات الفنية التي ظهرت لتنظيم الدولة، المعروف ب"داعش" في فيديو حرق الطيار الأردني النقيب معاذ الكساسبة. مقطع الفيديو الذي بثه "داعش" أظهر قدرا كبيرا من الاحترافية، التي وصفها المخرج في التلفزيون الأردني علاء عبيدات بالمدروسة، حيث ان كل لقطة فيه كانت في محلها وموّظفة لهدف في نفس من أنتج "الفيديو". اللقطات التي بُثت في عملية حرق الكساسبة، وقبلها من مشاهد، عملت على تأليب الرأي العام الأردني على قيادته، كما يرى العبيدات في حديث ل"الشرق"، وحاولت إيقاع الفتنة في صفوف الشعب الأردني من خلال بث أسماء رباعية، وصور للطيارين الأردنيين، ورصد مكافآت لمن يقتلهم. العبيدات لم يستغرب هذه القوة الإنتاجية والتوظيفية لجميع اللقطات، معتبرا ان الفيلم برمته موجه للشعب الأردني، وكان الهدف الأبرز منه إثارة الرعب، وحتى اللباس المستخدم من قبل أعضاء التنظيم كان جديدا، ومرتبا لدرجة كبيرة. الصحفي عماد فريج، استغرب لقطة دخول معاذ للموقع وسط جحافل "داعش"، متسائلا: "أي تنظيم هذا، الارهابيون الذين يقفون وراء معاذ بنفس القامة و الطول و البنية، حتى في أعظم فرق الكوماندوز العالمية لا نجد من هذا التنسيق الرهيب!". المخرج السينمائي والدرامي، بسام المصري، يخالف العبيدات، ويساند فريج في وجهات النظر، ليسجل ملاحظة هي ضخامة العمل، وعدم قدرة الأفراد العاديين على انتاجه. نقابة الفنانين الأردنيين، بحسب ما أفاد المصري "الشرق"، اجمعت في اجتماع لها على أن "الفيديو"، حمل كل عناصر العمل الدرامي من تشويق وإثارة، ومؤثرات صورية، ومفاجآت، والتمكن من الصورة البصرية، ما يدلل على تمكن التنظيم. العبيدات عاد ليؤكد بأن النقود وإمكانات التنظيم هي من تكلمت في "الفيديو"، علاوة على أن اعضاء التنظيم الذين قدموا من اوروبا وشرق أسيا، لديهم الإمكانات الفنية اللازمة لعمل هكذا فيلم، والمعدات تتوافر بسهولة، على حد قوله. المختص في العمل التلفزيوني، هدي المجالي، والعامل في قناة "سكاي نيوز العربية" شكك عبر "فيس بوك" يصحة الفيديو من أصله. ويعتبر المجالي ان كل الفيديو مشاهد تمثيلية تمت بمؤثرات "الجرافيك"، التي يمكن من خلالها انتاج هكذا فيديو وأكثر جودة، لافتا إلى ان الكساسبة توفي في غارة لقوات التحالف بعد ايام من أسره لدى "داعش". استاذ التلفزيون في جامعة البترا الأردنية، أيمن مسنات، وصف الفيديو ب"البروفيشنال"، مشددا على أن من ينتج هكذا عمل بحاجة لإمكانات كبيرة. ولا يعتبر مسنات أن هكذا عمل بحاجة لمدة طويلة في العمل، فالقصة هي بالطاقة الانتاجية والمعدات المتوفرة فقط.