خاص- لم يكن يعرف وكيل شركة الكريمي للصرافة بمحافظة تعز اليمنية, انه سيتعرف على اللصوص الذين سرقوا من محلة 20 مليون ريال يمني,علاوة على 35 الف ريال سعودي, بعد ثلاثه اشهر من قيامهم بعملية السرقة.قصة الأب سويدان كما يحلوا للعاملين لديه تسميته,بدأت في احد ليالي نهاية العام 2009م, عندما قدم لصان من محافظة صنعاء إلى تعز, وقاما بكسر "قفل" المحل الذي يملكه,بعد ربطة بالسياره التي كان يستقلانها, ومن ثم الإنتظار لقرابة النصف الساعة, ليبدأ اللصان عملية سرقة 20 مليون ريال كان نجل شقيقه قد احضرها في اليوم الذي سرقت فيه.تمت عملية السرقة,وفر اللصان دون ان يشعر بهم احداَ,حتى بعض العاملين في محل الصرافة الذين كانوا نائمين في المحل الملاصق للصرافة, لم يشعروا بهم. ليصحوا الأب سويدان حتى وقع صدمة سرقة محله, لكنه اظهر تماسكاً وهو يتعاطى مع اتهامات البحث الجنائي بتعز,الذي كان قد حضر لمكان الجريمة, وهو يتهم بعض العاملين في المحل بالوقوف وراء الجريمة.لكنه رفض اتهامات البحث الجنائي, واصر على ان يتابع فصول التحقيقات التي اجراها بحث تعز, الذي كان قد زج بالمحاسب المالي لمحل الصرافة للسجن بسبب وجود بصماته على باب المحل. وهو الأمر الذي آثار إستياء الأب سويدان, لمعرفتة بأن محاسبة المالي ليس لصاً, فعمل على دفع مبلغ 30 الف ريال "رشاوي" ليطلق البحث الجنائي سراحه.مرت التحقيقات دون فائدة, سوى انها خسرت الأب سويدان وشركائه مليون ومائتا الف ريال,في عملية تحريك مسار التحقيقات.فقبل الشركاء بالأمر الواقع, مؤمنين بأن الحق سيعاد, فطلبوا إقفال القضية وتقييدها ضد مجهول.لكن الذي لم يصل إليه جنائي تعز, هذه المرة جاء من الشريك الرئيس للص, الذي وجد نفسة خارج القسمه التي استولت عليها شريكه في السرقة, فهو لم يحصل على شيء سوى مائة الف ريال هي كل ما حصل عليها.الأمر الذي دفعه للذهاب إلى والده,الذي تقول التحقيقات بأنه صاحب سوابق, وإبلاغه بحقيقة السرقة, ليقوم هو بالذهاب إلى فرع الكريمي في شارع المطار بصنعاء,والحصول على رقم محل سويدان للصرافة. الذي تلقى اتصالاً من شريك اللص يخبره فيه بأنه يعرف من سرق منه ال20 مليون ريال.تردد الشركاء في البداية في تصديق ما ورد في اتصال والد شريك اللص, لكنه الدليل الوحيد الذي حصلوا عليه, فأخذو يعدون انفسهم للذهاب الى صنعاء, وتحديداً الى المكان الذي حدد لهم.وصل اثنان من الشركاءمن تعز إلى منطقة"دراس" في صنعاء, وهناك كان بإنتظارهم ولد شريك اللص, الذي اخبرهم بأن من سرق محلهم قد اشترى منزلاً في منطقة تقع بعد مطار صنعاء الدولي,واصبح يستقل سياره احدث موديل. فقاموا بإبلاغ الجهات الأمنية التي تحركت لإعتقال اللص, لكنها سرعان ما افرجت عنه بعد قام بدفع مبالغ ماليه لبعض افراد الشرطة في احد الأقسام الأمنية القريبة من محل سكنه.وفيما كان السارق يستمتع بركوب السيارة التي الصق خلف زجاجها الخلفي صورة للرئيس علي عبدالله صالح,كان هناك اثنان من افراد الشرطة في القسم المواجهه للمستشفى السعودي الألماني يرصدون تحركاته بحذر شديد, حتى وصلوا لمرحلة التنفيذ التي بدأت بإعتراض سيارته في احد الحارات بشارع المطار, والقيام بعملية تفتيشها, وهو ما آثار حفيظة اللص, الذي اقتيد فيما بعد إلى مركز الشرطة, وهناك اخذ الشرطيان يسردان عليه الطريقة التي نفذ بها جريمة السرقة, وقصة الشيكات التي ذهب بعد السرقة إلى احد البنوك المحلية لصرفها. ليعترف بعدها بتنفيذ عمليه السرقة, وتحديد مكان وجود الملايين التي سرقها.لكن مالم يتوقع هو ان افراد الشرطة الذين ذهبوا لمنزل اللص, هو انهم لم يجدوا ريالاً واحد في المكان الذي قال بأنه خبأ فيه المال, وهنا بدأت الشبهات تدور حول من قام بعملية إخفاء الملايين بعد معرفتهم بها.والشخص الوحيد الذي كانت تدور حوله الشبهات هي زوجة اللص, فبعد إجراءات بعض التحقيقات ثبت بأنها استأجرت احد سائقي الأجرة من اقاربها, وقامت بنقل الملايين إلى منزل والدها.فبدأ رجال الشرطة مسيره بحثهم الأخير عن الملايين التي سرقت, فعملوا على إستدراج سائق الأجرة الذي رفض الإعتراف في البداية, وامام إصرار مقدم قسم الشرطة اعترف بنقله لصندوق كان بحوزة زوجة اللص إلى منزل والدها. الذي لم يعترف هو الآخر بوجود الصندوق الذي يحوي الملايين في منزلة.لتصل القضية إلى مراحلها النهائية الأثنين الماضي 15/2/2010م عند صدر امر نقل لزوجه اللص ووالدها إلى البحث الجنائي بتعز, بعد ان وجدوا الصندوق في منزل والد زوجه اللص,وفيه مسدس وجنبيتان قدرت قيمه الواحده منهن بمليون ريال.لتنتهي القضية بشهادة شريك اللص الذي اعترف بمشاركته في جريمة السرقة, لوكيل شركة الكريمي للصرافة بمحافظة تعز.