وكأنما أبت المظاهر المسلحة التي أعيت اليمنيين ولجنة الشئون الشئون العسكرية مسألة التخفف منها وتحجيم انتشارها وخطرها سيما في العاصمة صنعاء, أبت إلا أن تعكر أجواء مراسم أداء الرئيس المنتخب عبدربه منصور هادي اليمين الدستورية أمام البرلمان صباح السبت, لتعلن عن واحدة من معضلات المرحلة الانتقالية الثانية والتحديات التي تنتصب في طريق التسوية وتكريس الانفراج. فبعد أداء الرئيس لليمين الدستورية وتلاوة بيانه الأول وقبل انصراف الحاضرين من قاعة البرلمان دوت أصوات الطلقات النارية خارج القاعة وفي محيطها ليدب الهلع والفزع في اوساط الحضور من السفراء الاجانب وكبار المسئولين والقيادات اليمنية مدنية وعسكرية. وفيما اشار تقرير لوكالة رويترز من مكان الحدث صباح السبت إلى إطلاق نار سببه "تشاجر مسلحون موالون لزعيم قبيلة مع بعض المارة" على هامش جلسة البرلمان المخصصة لليمين الدستورية, قالت مصادر يمنية ان سبب اطلاق النار "خلافات بين مرافقين مسلحين لعدد من أعضاء مجلس النواب" وان الحادث وقع في وقت يتواجد فيه السفراء الاجانب داخل المجلس . وذكرت المعلومات أن الحراسات الأمنية المرافقة للسفراء انتشرت بشكل سريع إثر سماع الطلقات وكان البعض يتوجس خيفة من انفجار الموقف لأي سبب من الأسباب في تلك اللحظات الحاسمة والمفصلية في تأريخ البلاد ومسيرة التسوية السياسية. واضطرت حراسة المجلس لفتح البوابة الجنوبية, وهو إجراء نادر الحدوث, للسفراء للخروج منها, قبل التأكد من احتواء الموقف وطبيعة ما يحدث في الخارج. وتذكر الحادثة وفي هذا المكان والتوقيت الخاصين جدا بخطورة التساهل مع التواجد الكثيف للمسلحين القبليين وانتشار المظاهر المسلحة في العاصمة صنعاء الأمر الذي يهدد بنسف أجواء التهدئة والوفاق ويعرض التسوية اليمنية برمتها للخطر. الصحفي الأجنبي جوزيف لوجان مراسل وكالة رويترز للأنباء كتب من صنعاء في سياق تقريره المواكب لأداء اليمين الدستورية: " قال امين الشرابي (24 عام) بعد ان تشاجر مسلحون موالون لزعيم قبيلة مع بعض المارة خارج بوابة البرلمان وضربوا رجلا بمؤخرات البنادق انه اذا لم يسيطر عبد ربه هادي على المشايخ فان الوضع كان سيكون أفضل لهم مع علي عبد الله صالح". * اخبار اليمن