فيما يعكس تصاعدا في أزمة العلاقات المصرية - التركية بعد عزل الرئيس محمد مرسي، اعتذر السفير المصري في أنقرة عبد الرحمن صلاح الدين عن عدم تلبية دعوة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان للسفراء الأجانب لحضور مائدة إفطار للسفراء الأجانب في أنقرة أول من أمس. وقال صلاح الدين، إنه «اعتذر عن عدم قبول الدعوة من دون ذكر أسباب»، في حين ذكرت مصادر ديبلوماسية ل «الراي»، إن «الرفض يأتي في ضوء مواقف أردوغان تجاه ما أسماه باستحواذ الجيش على السلطة في مصر». الى ذلك، تلقى وزير الخارجية المصري نبيل فهمي اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية الأميركي جون كيري، وبحث معه عددا من القضايا الإقليمية، وفي مقدمها الجهود المبذولة لاستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين فضلاً عن الأوضاع في مصر. وقال الناطق الرسمي باسم الخارجية المصرية بدر عبد العاطي إن «كيري أعرب عن اهتمامه البالغ بتحقيق تطلعات الشعب المصري ونجاح المرحلة الانتقالية الحالية»، مضيفا إن «فهمي تناول مع كيري التطورات الداخلية في مصر، حيث قدم شرحا لحقيقة التطورات التي تمر بها البلاد منذ ثورة 30 يونيو، مؤكدا التزام الحكومة المصرية إقامة ديموقراطية حقيقية راسخة لأن هذا يعد مطلبا أساسيا للشعب المصري، وبما يضمن مشاركة جميع القوى السياسية، بما في ذلك التيار الإسلامي من دون إقصاء أو استبعاد لأي فصيل طالما كان هناك التزام السلمية واحترام القانون الذي يطبق على الجميع من دون استثناء». وأشار إلى أن «فهمي أجرى اتصالات هاتفية مع وزراء خارجية عدد من الاتحاد الأوروبي في مقدمتهم وزراء خارجية السويد واليونان وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا، إضافة إلى مستشار الأمن القومي الألماني، حيث شرح لهم التطورات الأخيرة في مصر، مؤكدا التزام الحكومة المصرية الجديدة سرعة تنفيذ خريطة الطريق التي توافقت عليها القوى السياسية المصرية وفقا للتوقيتات الزمنية الواردة في الإعلان الدستوري ابتداءً من تعديل دستور العام 2012 وصولاً إلى إجراء الانتخابات الرئاسية». في الوقت نفسه، انتشر بيان في ميدان التحرير، ليل أول من أمس، بعنوان «عبور2» يدعو إلى «مغادرة السفيرة الأميركية آن باترسون وطردها من القاهرة، بسبب الدعم الأميركي لمرسي». واكد البيان: «تحية لشعبنا العظيم... بعدما قمنا بأعظم ثورة سلمية وخروج 30 مليون مصري في الشوارع والميادين لإسقاط النظام الفاشي، الذي لم يتوار عن قتلنا بدعم من النظام الأميركي الداعم للإرهاب، ومحاولة تصوير إرادتنا الشعبية والتي حماها جيشنا العظيم بقيادة الفريق عبد الفتاح السيسي، على أنها ليست ثورة شعبية، ولذا أكدنا نحن الشعب المصري رغبتنا في طرد سفيرة النظام الأميركي آن باترسون من بلادنا، وأنها غير مرغوب فيها». من جهتها، قالت الناطقة باسم مفوضة الأممالمتحدة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي، إنها «طلبت من الحكومة المصرية الانتقالية تفسير أسباب احتجاز الجيش لمرسي ومساعديه المقربين، وما إذا كانت تعتزم تقديمهم للمحاكمة». كما طلبت قائمة كاملة بأسماء المطلوب القبض عليهم وأسماء المحتجزين حاليا.