عندما خاض علي صالح تلك المسرحية السخيفة، مسرحية لن أرشح نفسي للانتخابات القادمة، كان رئيس جامعة الحديدة يومها واحدا من الذين رموا أنفسهم عند أقدام صالح يناشدونه العدول عن قراره حتى لا يتركنا أيتام، وزاد هذا الآدمي أن بكى وذرف الدمع مدرارا وهو يهتف: ما لنا إلا علي!! بعدها تراجع صالح عن قراره الذي لم يتخذه أصلا، وما هي إلا أيام أو أشهر حتى خرجت فضيحة للدكتور إياه في صورة تهمة بسرقة شيول كان ضمن معدات جرى شراؤها لإنجاز أعمال في الجامعة، وكم سمعنا عن مسؤولين أشكال وألوان يسرقون أموالا نقدية وعقارات وسيارات بموديلات مختلفة لكن أن يقوم "أستاذ دكتور" ويسرق شيول فهذه حكاية عجيبة، وأتذكر يومها أن أحد الزملاء أطلق عليه اسم "الدكتور شيول"!! تدخل علي صالح، وامتغط الشيول، ومش بعيد أن الرجل قام بعد أكلة الشيول الدسمة بالتحلية بحراثة صغيرة. وما هي إلا سنوات قليلة حتى اندلعت الثورة السلمية، وإذا بصاحبنا الأستاذ الدكتور يصطف مجددا مع "راعي الأيتام"، ومجددا أيضا: ما إن سقط صالح حتى وجد الدكتور شيول نفسه أمام القضاء في قضية فساد، وهو الآن يباطح لوحده بعد أن تخلى عنه "أبو الأيتام".. وأين الحصانة لكل من عمل معه؟ القانون لا يحمي المغفلين، ومن حق الرجل أن لا يتذكرها ولا يحاجج بها إلا عندما يتعلق الأمر به وبأولاده، بل بعض أولاده وطز بالبقية و"كل واحد راح يجي دوره ويصير بوسط الدويرة"، ولسان الحال: كل عنزة تربط إلى رجلها..!!