أبدى فضيلة الشيخ الدكتور حسن الشافعي الداعية اليمني المعروف حزنه لفراق شهر رمضان المعظم مشددا على ضرورة اغتنام المسلم أيام رمضان للنجاة من النار وعذاب سعيرها وقال إن المتبقي من شهر رمضان أيام معدودات وعلينا أن نسارع في جمع الزاد الذي سنقدمه لله جل شأنه "يا أيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوما لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور" مؤكدا أن الموت سيعمنا والقبر سيضمنا والقيامة ستجمعنا والله يحكم ويفصل بيننا بالحق والقسط "ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين". وقال فضيلته خلال خطبة الجمة أمس بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب: يجب علينا أن نلتفت إلى من صام رمضان معنا العام الماضي وشاركنا فرحة الإفطار ثم خطفهم هادم اللذات ومفرق الجماعات فلا يستطيعون إنقاص السيئات ولا زيادة الحسنات بل توقف عملهم إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا لهم تساءل خطيب الجمعة: هل وجدوا من الموت مفرا هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا؟ وأضاف: لا تجعل شهر رمضان كبقية الشهور واتل القرآن فيه وسبح وابتهل وهو شهر تسبيح وقرآن واحمل على جسدك في الحياة الدنيا حتى تستريح وتحميه من النيران يوم القيامة وأضاف: تذكر والدك الذي علمك الصوم صغيرا وكان يصوم معك حتى وقت قريب ووالدتك التي كانت تعد وتقدم لك الطعام وزملاءك وأصدقاءك وتخيل أنك أنت الذي مت وليس هم فستجد أن الموت أقرب إليك من شراك نعلك. إننا في رمضان مطلوب منا أن نجمع الزاد وخير الزاد التقوى فلنتق الله كما أمرنا في كتابه "يأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون" "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ" "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما". وأضاف: رمضان فرصة لكسب التقوى لنكون من الفائزين فلا ندري من سيحضر عليه العيد ومن سيكون تحت التراب، فالعاقل من يعمل لليوم الآخر ويحاسب نفسه قبل أن يحاسب ويزن أعماله قبل أن توزن عليه. مشيرا إلى أن الله أنزل على نبيه قبل موته ب9 ليال قوله تعالى "وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ" ودعا الله بأن يرزقنا الاستعداد للقائه ويزودنا بالتقوى وأن يجعلنا من الطائعين المسبحين الذاكرين. وحث د. الشافعي المسلمين على المبادرة بالتوبة ‘لى الله في هذه اليام المباركة قائلا: قال الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، تُوبُوا إِلَى اللَّهِ قَبْلَ أَنْ تَمُوتُوا، وَبَادِرُوا بِالأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ قَبْلَ أَنْ تُشْغَلُوا، وَصِلُوا الَّذِي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ رَبِّكُمْ بِكَثْرَةِ ذِكْرِكُمْ لَهُ، وَبِكَثْرَةِ الصَّدَقَةِ فِي السِّرِّ وَالْعَلانِيَةِ تُرْزَقُوا، وَتُنْصَرُوا، وَتُجْبَرُوا". وقال: لقد حذرنا الله في قرآنه فقال "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ، وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ، وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ". وأوضح أن أمامنا فرصة يجب اغتنامها قبل أن يأتينا الموت وأن نسارع إلى طاعة الله خاصة أننا في مكان مهيأ لذلك فنحن في مكان بارد وهم في حر وسخونة نحن في المكيف وهم في التراب نحن في أنس وسط الناس وهم في وحشة بمفردهم وقفوا ينتظرون الحساب والميزان فلنتذكر دائما موقفهم هذا لأننا غدا سنكون في المقابر لا أنيس ولا ونيس ولا جليس إلا ما نقدمه في حياتنا الدنيا وفي أيام رمضان الأخيرة التي نحن بصددها. نقلا عن موقع الراية - محروس رسلان