قال الكاتب الصحافي فهمي هويدي: إن المحظور وقع وانطلقت شرارة الحرب الأهلية، وقتل المصريون مصريين آخرين حتى غرق الفضاء المصري في بحر من الدم. ولفت في مقال له بصحيفة الشروق أنه "لا يزال الوقت مبكرًا لمعرفة عدد الضحايا ولكننا رأينا جثث العشرات منهم على الأرض، وشاهدنا صور من تفحم منهم، وما نعرفه أن يوم أمس الأربعاء 14 أغسطس كان يومًا أسود في تاريخ المصريين، ما نعرفه أيضًا أنه عندما تسيل الدماء بين أبناء الوطن الواحد فإن ذلك لا يعني فقط أن الرشد غاب بينهم، وإنما يعني أيضًا أن الوطن صار على شفا هاوية لا ترى أبعادها، لكنه يغدو راكضًا على طريق الندامة. لقد حقق دعاة الشيطنة مرادهم - كما يقول هويدي - حيث فجرت محاولة فض الاعتصام بالرشاشات والمدرعات والقناصة، خصوصًا أولئك الذين أقروا بأن دماء المصريين حرام حقًّا، لكنهم استثنوا أولئك النفر من المصريين المتشيطنين؛ إذ قالوا صراحة: إن دماءهم ملوثة ونجسة، ومن ثم فلا حرمة ولا كرامة لهم. وأضاف قائلاً: انفضحت الكذبة التي روجوا لها في حملة الشيطان حين ادعوا أن أولئك «الإرهابيين» يخزنون السلاح ولديهم رشاشات وصواريخ وأسلحة كيماوية، وحين تمت الغارة عليهم فإنهم استقبلوا الرصاصات التي استهدفتهم بالطوب والحجارة تارة وبالجهر بالدعاء إلى الله أن يخفف عنهم البلاء الذي نزل. وزاد بقوله: حين يطلق الرصاص على الرأس والصدر، فذلك يعني أن القتل هو الهدف وليس فض الاعتصام وحرق المتظاهرين. كما أنه لم يكن مفهومًا على الإطلاق أن تستهدف المستشفى الميداني في اعتصام ميدان النهضة، وأن تحرق بكل ما فيها وما كان ينبغي أن تمنع سيارات الإسعاف من إنقاذ المصابين، وأرجو ألا يكون صحيحًا ما قيل عند استخدام تلك السيارات لإدخال الجنود وسط الحشود أو لنقل الذخيرة، ولكن تمنيت أن تناط المهمة بأجهزة الداخلية وألا يقحم الجيش في العراك، بما يعيد إلى الأذهان سجل الشرطة العسكرية المؤسف في موقعة ماسبيرو. وعن استهداف بعض كنائس الأقباط، قال هويدي: "أرجو ألا يكون صحيحًا ما رددته بعض مواقع التواصل الاجتماعي من أن جهاز أمن الدولة (عاد ل) دوره في فتح جبهة الفتنة الطائفية لصرف الأنظار عن الفتنة السياسية التي عمت البلاد". وأوضح أن مجلس الوزراء حين حيا وزارة الداخلية على أدائها في المواجهة، وحمل الطرف الآخر المسئولية عن المذبحة التي وقعت فإنه أصبح شريكًا في جريمة القتل وجعل أيدي جميع أعضائه ملوثة بدماء الضحايا. ولفت إلى أن بيانات وزارة الداخلية التي اكتفت بإحصاء الإصابات بين رجالها وتجاهلت عشرات القتلى من المواطنين المصريين الذين سقطوا برصاصات رجالها لم تفتقد إلى الشفافية فحسب، وإنما افتقدت أيضا إلى النزاهة واحترام حقوق الإنسان. وختم هويدي مقاله بالقول بأن الدوائر السياسية الغربية وأبواقها الإعلامية أقامت الدنيا ولم تقعدها حين قتل خمسة أشخاص في المواجهات التي حدثت في تركيا بسبب أحداث ميدان التقسيم، وفعلت نفس الشيء حين سقط سبعة قتلى في مواجهات إيران التي وقعت بعد انتخابات عام 2005 في ظل ما سمي بالثورة الخضراء، لكنها التزمت الصمت واتخذت موقفًا مائعًا إزاء سقوط عشرات القتلى المصريين في ميداني رابعة العدوية والنهضة.