طريقتي فكرتي مذهبي حزبي قبيلتي... مفاهيم قد تضللنا أثناء إرادة الحق أو التعاون بشكل مريح مع من يختلف معنا أنا الصواب وغيري ضال.. أنا الأصل وغيري البدعة. كلنا يعتز بهويته وقيمه وثوابته ولكن لهذا ضوابط وهي عدم إلزام الآخر بها أو فرضها عليه بقوة أو بذل جهد بإقناعه بشيء لا يري فيه نفعه، أو عرض فكرك عليه بأسلوب لا يناسب نسقه الفكري والقيمي. كن ممثلاً جيدًا عن توجهك أو انسحب حتي لا تورطه وتشوه صورته، والوطن هو أنا وأنت وليس يا أنا يا أنت، فكيف نكون واحدًا رغم اختلافنا؟ الحل في إيجاد "طريق ثالث" أو "بديل ثالث" كما سماه ستيفن كوفي في كتابه الذي يحمل هذا العنوان.. "الطريق الثالث" ليس طريقي ولا طريقك، إنه طريقنا، طريق نتفق علي ملامحه ولا يحمل ملامح واحد منا دون الآخر، هو أسلوب للتعايش الذي يضع أطرا تكبح جماح أزماته، هو تعاون إبداعي نستفيد به من خبرات بعضنا البعض ليحدث تكامل لإتمام مصلحة نتوافق عليها، فهي إضافتان مختلفتان لإنتاج ثالثة جديدة.. "الطريق الثالث" هو أن تعترف بانفراد وميزة الآخر وتحاول أن تنسجم مع هذا الاختلاف لأنك أيضًا فريد من نوعك وتريد أن يقبلك الآخر كما أنت، فكن مبادرًا وابدأ واقبله كما هو.. الحل أن تهتم بتفاصيل المختلف كأنه أهم شيء عندك ففي هذه التفاصيل إضافة لك لو أجدت قراءتها، حاول أن تضع نفسك محله لترى الأمور من مكانه وتصل لحل يرضيكم جميعًا، وانتبه إلى أن هذه مرونة فكرية وليست مداهنة وميوعة، فهي إيجاد فرصة للتواصل والتعاون الجاد والخلاق الذي ربما لن يحدث إذا تعاملنا وكأننا في حرب ومن ينصر مفاهيمه وبيئته وملته هو الفائز، مرونة تأخذ بها من الآخر أحسن ما عنده ويأخذ هو الأفضل منك.. لك حسنه وعليه زلاته وهذا جو صحي يقضي على جميع النزاعات الشخصية والعرقية والحزبية والقبلية والعنصرية (الطريق الثالث) حل مناسب وواقعي لأيام نعيشها الكل يعمل لصالحه ويريد أن يمحو الاخر من خارطة الدنيا. وأخيرًا.. نحب الجميع، ونرجو أن يحبنا الجميع، وبالحب –فقط- تستمر الحياة.