إن ما مر به نبينا ورسولنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم منذ بداية الرسالة وحتى وفاته.. ليس بالسهل مطلقاً أو يمكن لشخص غيره تحمله والنجاح بمشروعه (التوحيدي الموحد) حتى النهاية.. ويمكننا تصنيف محمد من خلال نجاح ذلك المشروع بالنبي والرسول والقائد والحكيم والسياسي والخطيب والإنسان والمصحح والمغي�'ر والمخطط والثائر والموجة والمعلم والأب والمؤسس والمربي والإستراتيجي و.. إلخ كما أن النجاح الذي حققه لا يمكن أن يحققه غيره في ظل نفس الظروف المحيطة التي أحاطت بالنبي صلى الله علية وآله وسلم ..وذلك بمشيئة الله تعالى ورعايته وحفظة بلا شك.. ولا ننكر بأن لشخصية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الدور الكبير في إنجاح الرسالة..وهو ما جعله يستحق وبجدارة الرسالة والأمانة التي ألقيت على عاتقة وكان هو من أدى الأمانة ونصح الأمة وسار بها نحو فلاحها ونجاحها دنيا وآخره.. بل أنه أستطاع قلب معايير وفكر وممارسات وأقوال وأعمال عشيرته ثم قبيلته ثم القبائل المحيطه ثم العرب عامة ثم ينتقل للعالمية - سواء كان عن طريقة أو طريق من أتبعوه – لتصل رسالته وأسمه إلى مشارق الأرض ومغاربها.. بحيث يصل أتباعه بالملايين وعلى مدى سنين متلاحقة.. كل ذلك يؤكد نجاحه ونجاح دعوته ورسالته لتصل إلى تلك العقول والقلوب.. وتغير من سلوكهم.. حتى نجح في الأخير لتوحيد كلمة العرب ثم المسلمين.. ونحن الآن نقوم بتفكيك مشروعه إلى مشاريع صغيره وذميمة.. اختصاراً.. توصلت لنتيجة خطيرة وهي.. إن الإسلام هو من أعز قريش والعرب عامة والمسلمين .. وهو من حررنا ورفعنا .. وكان لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم الفضل الكبير في نجاحه ضد طواغيت قومه ومن أراد إفشاله وإفشال رسالته ومشروعه السامي .. وكانت لشخصيته القيادية الأثر الكبير في تحول العرب من أمم متناحرة ومتقاتلة إلى أمة واحدة.. فلا نتمزق ونفشل مشروع رسولنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم .. وذلك لنتحول لأمم ومذاهب متناحرة وكل ذلك بسبب غباء عقولنا وانغلاق قلوبنا على إخوتنا في الدين - كما كان مشركين قريش - حين بعث مو�'حد الأمة لهم صلى الله عليه وآله وسلم.. حينها سنكون نحن من قضينا على الإسلام لا أعداءه.. وقضينا على مشروع رسولنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم.. وسيكون عتاب رسولنا الكريم علينا عظيم..