منذ عام ونصف تقريباً وأبناء ريمة ينضَمون وقفات احتجاجية أمام منزل الرئيس هادي ورئاسة الوزراء للمطالبة بتغيير محافظ المحافظة "علي سالم الخضمي" الذي يعتقد كثيرون من أن الجنرال علي محسن الأحمر هو من يقف وراء بقاء ه على رأس المحافظة تلبية لرغبة زعيم القطاعات القبلية في ريمة الشهير ب"حفظ الله صوفان" المعروف بانتمائه للإصلاح والتي أرجعت مصادر مقربة من "صوفان" الى أن دعمه للخضمي يأتي نكاية بقوى وشخصيات محلية في المحافظة تريد أن تكون بديلة وهو الامر الذي يعكس حالة من السلبية ازاء تكريس سلطة النفوذ العسقبلية وثقافة الأكل واللعب في زمن ما بعد الثورة.. أتساءل ما اذا كانت محافظة ريمة لا تزال في قائمة النسيان بالنسبة لدماغ الرئيس هادي وحكومة الوفاق اللذان لم يصغيان ولو مجاملة الى حناجر المطالبين بتغيير محافظ المحافظة ..أظن الأمر مهين بالنسبة لهؤلاء المحتجين ان لم يكن حالة من الشعور بالإقصاء والتجاهل الرسمي لمحافظة مسالمة وسباقة للثورة فالجميع على وعي وادراك من أن سياسة النظام السابق تجاه مطالبهم المشروعة هي نفسها الآن تجسدها أدوات النظام الحالي على الرغم من كون هذه الادوات جاءت من الساحات وصعدت على أكتاف الحالمين بالتغيير وعلى حسابهم فيما لا تكف هي نفسها عن الادعاء بضرورة الاستجابة لمطالب التغيير وبناء الدولة الحديثة الخالية من الفاسدين والعابثين وهي تدعي تلك الثقافة منذ ما قبل صعودها الى هرم السلطة... ما يزيد الأمر احساساً بالهيانة والبقاء في خانة الهوى الشخصي بالنسبة لمن لا يرون في وضع محافظة مدنية مسالمة ك"ريمه" ليس أكثر من طاولة للأكل واللعب؛ هو نفسه شعور أبناء ريمة أنفسهم بالضعف مقارنة ببقية الكيانات المحلية التي لم يتوانى القرار السياسي لحظة واحدة عن الاستجابة لمطالب أبناءها بتغيير المحافظين ناهيك عن تصورهم ازاء أنفسهم من أنهم بتلك الوضعية لا يمثلون وزناً في الخارطة السياسية لدى صناع القرار لاسيما وأن أصواتهم التي تضج بها شوارع العاصمة لم تصل حتى الآن ولو الى أنف القصر الرئاسي ناهيك عن أن هؤلاء على العكس من غيرهم لم يحضوا بالشراكة ضمن مخرجات سياسة التوافق. انه لأمر مخيب للآمال حين لا يتمكن برلمانيوا ريمة وعضو المجلس الوطني الوحيد بالإضافة الى أدباء ومثقفي ريمة ووجهاءها من الدخول صباح اليوم لمقابلة الرئيس هادي.. ولهو أمر يبعث على السخط والشعور بالخيانة في الوقت ذاته حين يعود اشتراكيو ريمة وحدهم وعلى رأسهم عضو المجلس الوطني من أمام بوابة منزل الرئيس فيما يتم السماح بدخول شخصيات اصلاحية ومؤتمرية فقط وكأن في الأمر خيانة حسب المثل الدائر؛ يراد بها الاستئثار بمركز المحافظة على حساب الاشتراكي الذي يحظى دون غيره من القوى بكفاءا ت نزيهة قادرة على ادارة المحافظة جيداً.